سياسات 4 دول في مجموعة الـ20 تهدد التزامات المناخ
انبعاثات الصين وروسيا والبرازيل وأستراليا ترفع حرارة الكوكب 5 درجات مئوية
نوار صبح
- من شأن الارتفاع الكبير في حرارة الأرض أن يسبّب دمار معظم أنحاء الكوكب
- لا تزال الصين وروسيا والبرازيل وأستراليا تتبنّى حرق الوقود الأحفوري
- الاقتصادات الكبرى لا تقوم بواجباتها لمعالجة أزمة المناخ
- سيشهد ربع سكان العالم الجفاف الشديد لمدة شهر واحد على الأقلّ في السنة
لم تتوقف النتائج المفاجئة لاجتماع وزراء البيئة والطاقة بدول مجموعة الـ20 -الذي انعقد في مدينة نابولي الإيطالية- عند رفض الصين والهند التوقيع على البيان الختامي، واعتراضهما على الاستغناء التدريجي عن توليد الكهرباء من الفحم، وأسلوب صياغة بند الحدّ من الاحترار العالمي.
فقد حذّر العلماء من أن سياسات الطاقة غير المسؤولة في أستراليا والبرازيل والصين وروسيا -الأعضاء في مجموعة الـ20- يمكن أن تزيد من ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية إذا جرى تبنّيها من قبل بقية العالم، حسبما أوردت صحيفة الغارديان البريطانية، اليوم الأحد.
مخاطر حقيقية
كشف العلماء المشاركون في إعداد دراسة تحليلية لمجموعة "باريس إكويتي تشك" أن من شأن هذا الارتفاع في حرارة الأرض الناجم عن سياسات الطاقة في الدول الـ4 أن يتسبّب بدمار معظم أنحاء الكوكب.
جدير بالذكر أن الدراسة التحليلية تثير مخاوف كبيرة وجدّية بشأن آفاق اتفاقيات المناخ الرئيسة التي يُتوصَّل إليها بقمة (كوب26) في مدينة غلاسكو الإسكتلندية، في غضون 3 أشهر.
ومن المرتقب أن يحاول المؤتمر، الذي يُعدّ أحد أبرز مؤتمرات القمة المناخية التي نُظِّمَت على الإطلاق، صياغة سياسات لإبقاء الحرارة العالمية عند سقف 1.5 درجة مئوية، من خلال الاتفاق على سياسة عالمية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وبيّنت الدراسة التحليلية أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حدّدا تعهدات الانبعاثات التي يمكن أن تقرّب العالم من هذه التطلعات، بينما لا تزال الصين وروسيا والبرازيل وأستراليا تتبنّى حرق الوقود الأحفوري.
ويشير المحللون إلى أن هذا التناقض الدراماتيكي يكشف عن انقسام عميق حول سياسات الطاقة والبيئة لأغنى دول العالم.
ارتفاع حرارة الكوكب
من ناحيتها، حذّرت الرئيسة التنفيذية للصندوق العالمي للطبيعة، تانيا ستيل، من أن قمة (كوب26) ستفشل في تلبية احتياجات كوكب الأرض المستقبلية، إذا امتنعت الصين والبرازيل وروسيا وأستراليا عن تقديم ضمانات بيئية للحدّ من ارتفاع حرارة الكوكب.
وقال كبير الباحثين لدى مجموعة "باريس إكويتيتراكر"، يان روبيو دو بنوت، إن الاقتصادات الكبرى لا تقوم بواجباتها لمعالجة أزمة المناخ، وإن دول مجموعة الـ20 تمضي في ترك العالم يشهد المزيد من موجات الحر والفيضانات وأحداث الطقس القاسية.
وأضاف أن العالم سيصبح أكثر سخونة بمقدار 5 درجات مئوية عما كان عليه قبل الثورة الصناعية، عندما بدأ حرق الوقود الأحفوري، وسيشهد ربع سكان العالم الجفاف الشديد لمدة شهر واحد على الأقلّ في السنة.
وأشار إلى أن هذا الارتفاع في حرارة الكوكب سيؤدي إلى تدمير الغابات المطيرة، كما سيؤدي ذوبان الصفائح الجليدية إلى ارتفاع شديد في مستوى سطح البحر.
علاوة على ذلك، يمكن أن يتسبب فقدان الجليد العاكس من القطبين في امتصاص المحيطات لمزيد من الإشعاع الشمسي، في حين إن ذوبان التربة الصقيعية في سيبيريا ومناطق أخرى سيطلق أعمدة من غاز الميثان، الذي يُعدّ كـ غاز دفيئة آخر؛ وسترتفع درجات الحرارة أكثر من ذلك.
أسوأ آثار التغيّر المناخي
يرى العلماء أن الإبقاء على ارتفاع درجات الحرارة دون 1.5 درجة مئوية، سيمنع أسوأ آثار التغيّر المناخي.
ويشير العلماء أيضًا إلى أن درجات الحرارة قد ارتفعت بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية، ما يقلّص قدرة العالم على تفادي ارتفاع درجة الحرارة الذي يمثّل أسوأ آثار الاحتباس الحراري على مدى الـ30 عامًا القادمة، حسبما نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.
سقف 1.5 درجة مئوية
قالت وكالة الطاقة الدولية، مؤخرًا، إنه إذا كان العالم سيبقى في حدود 1.5 درجة مئوية من الاحترار، ينبغي أن تتوقف جميع عمليات التطوير والاستكشاف الإضافية لمصادر الوقود الأحفوري الجديدة، بدءًا من هذا العام.
وأوضح مبعوث الرئيس الأميركي للمناخ، جون كيري، في حديث لصحيفة الأوبزرفر البريطانية، أن الولايات المتحدة تدرس بعناية تداعيات تقرير وكالة الطاقة الدولية.
وأضاف أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يعمل أيضًا لضمان توافق الولايات المتحدة والصين بشأن الحاجة إلى البقاء في حدود 1.5 درجة مئوية.
وبيّن أن أهمّ ما يأمله بايدن بشأن الصين هو أن تدرك الصين حقيقة العيش المشترك على هذا الكوكب، وأن تعرف ما يتعين على الجميع القيام به لإنجاز هذه المهمة.
وقال كيري، إن الصين رائدة عالمية، وتتحمل مسؤولية خاصة للتأكد من تلبية الجميع لأهداف المناخ، وأهمية إيجاد أرضية مشتركة.
وأوضح أنه لا توجد خطط لعقد قمة بين الولايات المتحدة والصين، مثل القمة التي عقدها الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مع الرئيس الصيني شي جين بينغ قبل مؤتمر باريس، مضيفًا أن مثل هذا الاجتماع ليس واردًا على الإطلاق.
اقرأ أيضًا..
-
التخلص من الفحم وارتفاع حرارة الأرض يُفشِلان اجتماع مجموعة الـ20
-
رئيس مؤتمر المناخ يناشد الدول المتقدمة الوفاء بتعهداتها التمويلية
-
روسيا.. لماذا تتخلف عن اللحاق بالركب في مجال الطاقة النظيفة؟