سد إنغا.. هل تصبح أفريقيا موطنًا لإنتاج المعادن الخضراء؟
قدرة توليد الكهرباء في مشروعات سد إنغا الكبير تبلغ نحو 40 غيغاواط
أحمد شوقي
يُنظر إلى مشروعات الطاقة الكهرومائية المحتملة لسدّ إنغا في الكونغو الديمقراطية على أنها مفتاح توفير الكهرباء الخضراء لقارّة أفريقيا.
ومن خلال نظرة أوسع لهذه الخطط، فإنه من الممكن استخدام مشروعات سدّ إنغا الكبير في تنمية الموارد الهائلة غير المستغلة وإنتاج المعادن الصديقة للبيئة في أفريقيا، بحسب تقرير لشركة الأبحاث وود ماكنزي، كتبه المحلل جوليان كتيل.
مشروع ضخم
تُعدّ مشروعات الطاقة الكهرومائية في "إنغا" الكبير هائلة من حيث قدرة التوليد والتكلفة، مع إمكان مضاعفة سعة توليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بحسب التقرير.
ومن شأن إتمام مشروعات السدّ أن تُولّد طاقة كهرومائية أكبر من طاقة سدّ الممرات الـ3 في الصين، الأكبر في العالم، الذي تبلغ قدرته المركبة 12 غيغاواط.
وتبلغ قدرة توليد الكهرباء في مشروعات سدّ إنغا الكبير نحو 40 غيغاواط، في حين إن مشروعات إنغا 3 تتراوح قدرتها بين 4.5 و 12 غيغاواط..
ومثلما ستكون سعة التوليد كبيرة، فإن تكاليف مشروعات سدّ إنغا تحتاج إلى تكاليف صخمة تصل إلى 100 مليار دولار لكل من سدّ إنغا 3 وإنغا الكبير.
وفي يونيو/حزيران 2020، قدّمت حكومة الكونغو الديمقراطية مقترح المشروع إلى رؤساء الدول الإقليمية الأفريقية، بهدف تحديد حجم الطلب المحتمل.
وحتى الآن، أشارت جنوب أفريقيا إلى استعدادها لشراء 2.5 غيغاواط، وعبّرت نيجيريا عن رغبتها في شراء 3 غيغاواط، في حين طلبت منطقة تعدين كاتانغا في الكونغو الديمقراطية 1.3 غيغاواط.
هل تصبح خطط إنغا حقيقة؟
لطالما كان استغلال سدّ إنغا بمثابة طموح طويل الأمد لأفريقيا، لكن لعقود من الزمن، لم تخرج مشروعات السدّ إلى النور.
ورغم ذلك، يبدو أن المشروعات اتخذت مؤخرًا منعطفًا نحو الواقع، ففي يونيو/حزيران 2021، مُنحت شركة فورتسكيو ميتالز غروب الأسترالية الحقوق الحصرية لتطوير مجموعة مشروعات سدّ إنغا الكبير، لكن لا يوجد اتفاق رسمي ملزم حتى الآن مع حكومة الكونغو.
وتختلف خطة الشركة الأسترالية عن المحاولات السابقة لتطوير سدّ إنغا في أن العالم تغيّر بعد الوباء، وأصبح يتسارع نحو خفض الانبعاثات الكربونية.
كما إن رئيس الشركة الأسترالية، الملياردير أندرو فورست، يتمتع برؤية خاصة بشأن مستقبل الهيدروجين، مع حقيقة أن هناك عددًا قليلًا للغاية من مصادر الطاقة الخضراء غير المطوّرة في نطاق إنغا الكبير.
وأشارت تقارير صحفية إلى أن تطوير إنغا من قبل الشركة الأسترالية سيشمل بناء البنية التحتية للموانئ مع منشآت إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، بحسب وود ماكنزي.
نقلة نوعية للقارّة الأفريقية
رغم التكلفة الهائلة لتطوير مشروعات سدّ إنغا، فيمكن أن تمثّل قيمة جيدة من حيث توفير الطاقة الخضراء في مختلف أنحاء القارّة السمراء، على الرغم من الخلاف السياسي الأوسع عبر الحدود الذي سيترتّب على ذلك، بحسب التقرير.
ولطالما أوضحت أفريقيا طموحاتها للحدّ من تصدير خامات المعادن وإضافة قيمة إلى قاعدة مواردها الطبيعية غير المتطورة.
وعلى مرّ السنين، وضعت حكومات مختلفة خططًا لمعالجة الخام وتحويله إلى معدن، ومن ثم توفير فرص عمل والاحتفاظ بالمزيد من الثروة داخل حدودها، لكن العديد من هذه الخطط فشل؛ بسبب نقص إمدادات الطاقة.
التحوّل للمعادن الخضراء
ستعود الخطط الكبرى لتحوّيل الطاقة الكهرومائية إلى هيدروجين -أو طاقة قائمة على أمونيا قابلة للتصدير- بالفائدة على المنطقة، بينما تساعد أيضًا في إستراتيجيات خفض انبعاثات الكربون من سلسلة القيمة للصلب، بحسب التقرير.
ويُعدّ إبعاد أفريقيا عن الطاقة القائمة على النفط والغاز نتيجة إيجابية لتحقيق الحياد الكربوني.
ومع ذلك، يمكن استغلال إمدادات الطاقة الخضراء الهائلة المولّدة من مشروعات سدّ إنغا، في تغيير سلسلة القيمة الكاملة لخام الحديد ورواسب البوكسيت في غرب أفريقيا.
اقرأ أيضًا..
- 100 مليون دولار استثمارات أوروبية بالطاقة المتجددة في الكونغو الديمقراطية
- شركة أستراليّة ترصد 731 مليون دولار لتنفيذ محطّات طاقة متجدّدة