سياراتأخبار السياراترئيسيةعاجل

لتقليل انبعاثات النقل.. أوروبا تشغل 30 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030

وتحتاج 18 ضعف إمدادات الليثيوم الحالية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • تتطلب إزالة الكربون من قطاع النقل تسيير 30 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030
  • يسعى الاتحاد الأوروبي لاستغلال بعض احتياطيات الليثيوم الموجودة في أراضيه
  • من المرتقب ظهور عدد كبير من مشروعات تعدين الليثيوم في جميع أنحاء أوروبا
  • الوطأة البيئية لتعدين الليثيوم تمثّل خطرًا على المياه والتربة والهواء، وتزيد الانبعاثات

ترى مجموعات حماية البيئة أن سياسة الاتحاد الأوروبي الرامية إلى تحقيق الحياد الكربوني في قطاع السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، وتنتجها الدول الأوروبية، تنطوي على مفارقة لأنها لا تراعي المخاطر التي يتحمّلها السكّان الذين يعيشون بالقرب من مناجم الليثيوم الجديدة.

ومثّلت الاضطرابات في سلاسل التوريد العالمية نتيجة لوباء كوفيد-19، والتوترات الجيوسياسية -خصوصًا مع الصين-، أحد الدوافع التي جعلت الإستراتيجية الصناعية للاتحاد الأوروبي، تضع الليثيوم، لأول مرة، على قائمة المواد الخام المهمة، في سبتمبر/ أيلول العام الماضي.

وتوقعت المفوضية الأوروبية (الجهة التنفيذية للاتحاد الأوربي) أن تتطلب إزالة الكربون من قطاع النقل، الذي ينتج نحو ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، تسيير 30 مليون سيارة كهربائية على الطرق بحلول عام 2030، حسبما أوردته مؤسسة "تشاينا ديالوغ" المستقلة.

توريدات الليثيوم

كشفت الخطة الإستراتيجية المذكورة أن أوروبا ستحتاج إلى 18 ضعف كمية الليثيوم في عام 2030، مقارنة بإمدادات الاتحاد الأوروبي الحالية، من أجل تلبية طلبها على بطاريات السيارات الكهربائية، التي يُعدّ الليثيوم مكوّنًا رئيسًا فيها.

ورأى المحللون أن الخطة تُعدّ حاسمة بالنسبة لمراكز تعدين الليثيوم التي قد تحظى بدعم يتجاوز المستويات المسموح بها عادة بموجب قانون المساعدات الحكومية في الاتحاد الأوروبي.

تقليل انبعاثات النقل
تعدين الليثيوم في بوليفيا

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوربي لا ينتج الليثيوم ويعتمد على وارداته بنسبة 78% تأتي من تشيلي، و8% من الولايات المتحدة، و4% من روسيا، ولهذا تبقى مسألة مضاعفة واردات الليثيوم أمرًا مهمًّا.

ونظرًا إلى أن تشيلي توفّر 44% من الإمدادات العالمية، تليها الصين بنسبة 39%، يسعى الاتحاد الأوروبي لاستغلال بعض الاحتياطيات العديدة الموجودة في أراضيه من خلال تطوير مناجم جديدة.

ومن المرتقب ظهور عدد كبير من مشروعات تعدين الليثيوم في جميع أنحاء أوروبا.

الأثر البيئي لتعدين الليثيوم

رأت مجموعات حماية البيئة أن اندفاع الاتحاد الأوروبي للحصول على الليثيوم يتناقض مع سياسته الداعية إلى ريادته عالميًا في مجال مكافحة التغير المناخي والتشريعات البيئية، لأن الوطأة البيئية لتعدين الليثيوم تمثّل خطرًا على المياه والتربة والهواء، فضلًا عن زيادة الانبعاثات.

وقال أخصائي العدالة البيئية في مكتب البيئة الأوروبي (إي إي بي)، دييغو فرانشيسكو مارين، إن توجّه الاتحاد الأوروبي نحو تعدين الليثيوم يُعدّ نفاقًا في ظل معالجة الاستهلاك المفرط الذي يفاقم الأزمة البيئية والمناخية.

وأوضح أن خطط شركة شركة ريو تينو الأنغلو-أسترالية، لافتتاح منجم للّيثيوم تحت الأرض، يمكن أن تلبّي احتياجات الاتحاد الأوروبي لعقود، رغم أن الزراعة تمثّل النشاط الاقتصادي الأساس لهذه المنطقة، عدا عن ارتباط أهلها الشديد بالأرض.

وقال، إنه يجري التسويق لهذا المشروع من منظور بيئي، بوصفه يؤدي إلى التحول الأخضر والحياد الكربوني، لكن تكاليفه البيئية ضخمة.

في المقابل، أوضح مسؤول في الاتحاد الأوروبي، لمؤسسة "تشاينا ديالوغ" المستقلة، أن من مسؤولية الاتحاد الأوروبي أن يضمن استفادة الاقتصاد الأوروبي إمدادات مستدامة ومرنة من الليثيوم.

ويعود ذلك للأهمية الاقتصادية والتكنولوجية لهذا المورد، بالإضافة إلى الترابطات الخارجية التي يكوّنها.

أهمية تعدين الليثيوم

قالت كبيرة مسؤولي السياسات في مركز أبحاث الاستدامة البيئية (إي 3 جي)، جوانا لين، إن هناك شعورًا متزايدًا بتحقيق إمكان لتعدين الليثيوم في أوروبا مستقبلًا، وهناك ضرورة لتغيير حقيقة أن دول العالم تعتمد على الصين في توفير هذه المادة الخام.

وتكمن أهمية توفير هذه المواد الخام في كونها تمثّل جزءًا مهمًا من إستراتيجية الاتحاد الأوروبي الصناعية المزدوجة، التي أُعلن عنها في مارس/آذار، لتعزيز التحول الأخضر والتحول الرقمي بالاعتماد على الليثيوم، وخلق المزيد من فرص العمل والنمو داخل أوروبا.

معايير أوروبية متطورة لتعدين الليثيوم

تقول مصادر قطاع التعدين، إن استخراج الليثيوم أصبح أنظف مما كان عليه في الماضي، وسيصبح الإنتاج في أوروبا وسيلة أكثر مسؤولية لتأمين الإمداد بفضل التشريعات البيئية المتفوقة في الاتحاد الأوروبي.

وقال مدير رابطة صناعة الليثيوم "يوروماينز"، رولف كوبي، إن تعدين الليثيوم في أوروبا يخضع لأعلى المعايير، ويتقيد بجميع التشريعات التي تلبّي الطموح المجتمعي في الاستغلال الخالص للوصول إلى مجتمع متوازن ومستدام.

وقالت عضو حزب الخضر في البرلمان الأوروبي، سارة ماتيو، إن المعايير في الاتحاد الأوروبي تُعدّ أكثر تطورًا من معظم الأماكن الأخرى في العالم، وهذا لا يعني عدم وجود مشكلات في عمليات التعدين على الإطلاق.

وسيُستَخرَج الليثيوم في مشروع "يو جي لي" في إقليم الألزاس، بإشراف مجموعة التعدين الفرنسية "إيراميه"، من المحاليل الملحية الجوفية المستخدمة لإنتاج الطاقة الحرارية الأرضية.

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "إيراميه"، كريستل بويز، إن القضية الحاسمة لدى تعدين الليثيوم تتمثل باستهلاك المياه في المناطق التي تعاني بالفعل من الندرة، وتملك المجموعة 12 براءة اختراع لاستخدام تقنية تقلل من تأثير استخدام المياه، وهي صديقة للبيئة.

ووفقًا للمجلس الأوروبي للطاقة الحرارية الأرضية، تُعدّ طرق الإنتاج هذه طرقًا نظيفة، لأن الاستخراج يتم تحت الأرض، ولا تنطلق منه أي سوائل أو غازات، ويعدّ خاليًا من الانبعاثات، نظرًا لاستخدام الطاقة الحرارية الأرضية المتجددة.

وقال رئيس السياسة بالمجلس، سانجيفكومار، إن هذه الطريقة تعني أن أوروبا تستخدم تقنية مختلفة عن التي تستخدمها تشيلي؛ إذ تُخَصَّص مساحات ضخمة من الأراضي لاستخراج الليثيوم.

وأضاف سانجيفكومار أن الإمكانات هائلة، مستشهدًا بمصنع فولكان لموارد الطاقة في وادي الراين بألمانيا، الذي يمكنه إنتاج الليثيوم بما يكفي لـ400 مليون سيارة كهربائية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق