رئيسيةأخبار الطاقة النوويةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة النوويةطاقة نووية

صمود محطات الطاقة النووية القديمة يتراجع في وجه التغيرات المناخية

خُمْسَي المحطات النووية تقع في مناطق ساحلية

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • معظم محطات الطاقة النووية العاملة دخلت الخدمة قبل علم التغيّر المناخي بفترة طويلة
  • التغيّر المناخي سيقلب الحقائق الراسخة بشأن مساهمة الطاقة النووية في توفير أمن الطاقة
  • ستؤدي الأعاصير والأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحار إلى تآكل الدفاعات الساحلية

في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء ومستثمرون جدوى وسلامة وموثوقية الطاقة النووية في سدّ عجز التغذية الكهربائية وتحقيق هدف الحياد الكربوني، تبرز تحذيرات تعيد للأذهان الكوارث النووية والتلوث الإشعاعي وهشاشة المفاعلات النووية القديمة في الصمود أمام المخاطر المناخية.

ونشر موقع "ذا كونفرسايشن" مقالًا بعنوان "الطاقة النووية ليست رهانًا آمنًا في ظل تفاقم الاحتباس الحراري"، لرئيس مجموعة الاستشارات النووية، الباحث في معهد الطاقة بكلية جامعة لندن، الدكتور بول دورفمان، أظهر فيه مجموعة المخاطر المحيطة بالمحطات النووية القائمة.

مخاطر المحطات النووية

أشار الدكتور بول دورفمان إلى أن معظم محطات الطاقة النووية العاملة، حاليًا، دخلت الخدمة قبل ظهور علم التغيّر المناخي بفترة طويلة.

وكشف دورفمان أن خُمْسَي المحطات النووية تقع في المناطق الساحلية، وشيِّدَت 100 محطة، على الأقلّ، على ارتفاع أمتار قليلة من سطح البحر؛ مما يعرّضها لتقلّبات المناخ مباشرة.

وأضاف أن نحو 516 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون ضمن دائرة نصف قطرها 80 كيلو مترًا من إحدى محطات الطاقة النووية العاملة، على الأقلّ، بينما يعيش 20 مليون شخص في دائرة نصف قطرها 16 كيلو مترًا من محطة نووية واحدة.

ويدلّ هذا التركّز البشري بجوار محطات الطاقة النووية على احتمال تعرّض أولئك الأشخاص إلى مخاطر تهدّد سلامتهم وصحتهم عند حصول أيّ حادث نووي مستقبلًا.

وأوضح الدكتور دورفمان أن بناء وتشغيل وإيقاف تشغيل المحطات النووية، وكذلك الاحتفاظ بمخزوناتها من النفايات النووية، يتطلب زيادة كبيرة في النفقات الكبيرة لدى بناء محطات تراعي اعتبارات التغيّر المناخي.

تداعيات التغيّر المناخي على المحطات النووية

يرى دورفمان أن التغيّر المناخي سيقلب الحقائق الراسخة بشأن مساهمة الطاقة النووية في تعزيز وتوفير أمن الطاقة في ظروف مضطربة.

ونتيجة لشيوع ظواهر الجفاف والفيضانات العارمة والعواصف، التي كانت نادرة فيما مضى، تبدو التدابير المألوفة لحماية المحطات النووية هشّة وقديمة الطراز.

ويبيّن دورفمان أن المخاطر المناخية التي ستداهم محطات الطاقة النووية ستكون مفاجئة ومباشرة، حيث ستؤدي الأعاصير والعواصف العاتية والأمطار الغزيرة وارتفاع منسوب مياه البحار إلى تآكل الدفاعات الساحلية وتهاوي الحواجز الطبيعية لتلك المحطات.

ويستشهد الدكتور دورفمان، في مقاله، باستنتاجات تقرير صدر مؤخرًا عن كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي، يشير إلى أن منشآت الطاقة النووية معرضة لخطر الإغلاق المؤقت أو الدائم بسبب التهديدات المناخية.

ويذكر التقرير أن 60% من القدرة النووية الأميركية ستواجه نقص مياه التبريد وارتفاع مستوى سطح البحر والعواصف الشديدة، في المستقبل.

بالمقابل، كشفت لجنة التنظيم النووي الأميركية أن معظم مواقعها النووية لم تُصمّم لتحمُّل التأثيرات المناخية المستقبلية، وقد عانى الكثير منها فعليًا من بعض الفيضانات، حسبما نشره موقع "ذا كونفرسايشن".

مراعاة المفاجآت المناخية

يشير دورفمان إلى ضرورة دراسة تأثير نماذج الظواهر المناخية القاسية، وتأثيرات المناخ، قبل الشروع في بناء المزيد من محطات الطاقة النووية مستقبلًا.

ويقول، إنه لا ينبغي فقط مراعاة أنماط الطقس المتغيرة على مدار المواسم والسنوات والعقود، بل يجب افتراض الأسوأ من حيث احتمال وقوع الأحداث القاسية المفاجئة.

ويطالب بإدراج تكاليف جميع الاحتياطات الضرورية في التوقعات النهائية قبل الموافقة على تنفيذ أيّ مشروع للطاقة النووية.

ويوضح أن الطاقة النووية قد تقع ضحية تفاقم التأثيرات المناخية، في حين إن البنية التحتية النووية غير مهيأة لمواجهة تلك التحديات.

ويضيف دورفمان أن بعض المفاعلات قد تصبح غير صالحة للتشغيل قريبًا، ولهذا ينبغي إجراء إعادة تقييم لدور الطاقة النووية في مساعدة العالم على الوصول إلى الحياد الكربوني.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق