مسح يرصد 3 عقبات أمام اقتصاد الهيدروجين المستدام
شارك فيه 1100 شخص من كبار المسؤولين التنفيذيين
آية إبراهيم
بوصفه إحدى الركائز الأساسية لتحوّل الطاقة، تسعى عديد من الشركات العالمية لتحديد أهمّ تحدّيات اقتصاد الهيدروجين، في محاولة للتغلب عليها، وتكثيف الجهود لتطوير التقنيات اللازمة لإنتاجه.
وفي هذا السياق، أجرت شركة "دي إن في" للصناعات البحرية، مسحًا أظهر أن نقص البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين وتخزينه ونقله، تمثّل أبرز التحديات أمام توسّع السوق في إنتاج الهيدروجين.
نُشرت نتائج الاستطلاع في تقرير بعنوان "تحدّيات اقتصاد الهيدروجين"، وشارك فيه 1100 شخص من كبار المسؤولين التنفيذيين، حسبما نشره موقع باور إنجنييرينج إنترناشونال.
و"دي إن في" هي شركة دولية معتمدة وجمعية تصنيف، مقرّها منطقة هوفيك بالنرويج، وتضم -حاليًا- نحو 12 ألف موظف و350 مكتبًا، وتعمل في أكثر من 100 دولة، حيث تقدّم الخدمات للعديد من الصناعات، بما في ذلك الصناعات البحرية، وصناعة النفط والغاز، والطاقة المتجددة، والكهرباء.
تطوير اقتصاد الهيدروجين
قال 78% من المشاركين في الاستطلاع، إن إعادة توظيف البنية التحتية الحالية للهيدروجين ستساعد في تسريع تطوير الاقتصاد القائم على الهيدروجين، وتسريع وتيرة تحوّل الطاقة.
وقال 84% من المديرين التنفيذيين، إن الهيدروجين لديه القدرة على أن يكون مكونًا رئيسًا في نظام طاقة عالمي منخفض الكربون، حيث يلعب دورًا أساسيًا في تمكين تحوّل الطاقة.
كما أكد 73% من المشاركين أن أهداف اتفاقية باريس للمناخ لن تكون قابلة للتحقيق دون اقتصاد هيدروجين على نطاق واسع.
أهمية الهيدروجين
تتجلى أهمية الهيدروجين في إزالة الكربون من الاقتصاد العالمي، من خلال زيادة المشروعات الخضراء في السنوات الماضية، إلى جانب مزيد من التعهدات والخطط والمشروعات التجريبية في السنوات الأخيرة، لتحويل الالتزامات المناخية المتعلقة بالهيدروجين إلى واقع ملموس.
وأكد هذا الأمر النداء الأخير الذي وجّهه أصحاب المصلحة بصناعة الغاز في المفوضية الأوروبية؛ للاعتراف بدور مزج الهيدروجين في الشبكات الحالية بمثابة حلّ انتقالي مفضل.
وفيما يتعلق بالجداول الزمنية للخطة الهيدروجينية، بدأت 71% من شركات الطاقة المشاركة في سوق الهيدروجين منذ 5 أعوام، بينما بدأ 55% -فقط- في المشاركة خلال الأعوام الـ3 الماضية.
ويعود سبب ذلك إلى أن 45% من الشركات التي شملها الاستطلاع، يمثّل الهيدروجين أقلّ من 1% من إيراداتها.
توقعات سوق الطاقة
طبقًا لوتيرة العمل الحالية والتزام الشركات المتعلقة بتطوير اقتصاد الهيدروجين، تتوقع 44% من شركات الطاقة أن يمثّل الهيدروجين أكثر من عُشر إيراداتها بحلول عام 2025، ليرتفع إلى 73%بحلول عام 2030.
ويتوقع ربع اللاعبين في قطاع الطاقة (26%) أن الهيدروجين سيمثّل نصف إيرادات مؤسساتهم بحلول عام 2030.
ويدرك محترفو قطاع الطاقة التحديات الكبيرة التي ينطوي عليها الأمر، إذ يعتقد نحو 71% منهم أن طموحات الهيدروجين الحالية تستلزم تقليل القيود والحواجز العملية، بينما يعتقد 43% أن غالبية أهداف الهيدروجين الوطنية والتنظيمية واقعية.
ويعتقد غالبية العاملين في قطاع الطاقة (77%) أن هناك حاجة إلى العمل في تآزر لتوسيع نطاق اقتصاد الهيدروجين بنجاح لكلا النوعين من الهيدروجين "الأزرق والأخضر".
ويتوقع نحو 42% من المديرين التنفيذيين أن تجارة الهيدروجين ستصبح سوقًا عالميةً بالكامل، بينما يرى نحو 52% أنها ستظل سوقًا إقليمية.
تحديات اقتصاد الهيدروجين
قال الرئيس التنفيذي لأنظمة الطاقة في شركة دي إن في، ديتليف إنغيل: "لتحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ، يحتاج العالم إلى الانتقال بشكل أسرع إلى نظام طاقة خالٍ من الكربون، بالإضافة إلى مكاسب كفاءة الطاقة، ما يتطلب مزيدًا من الكهرباء المتجددة، وتوسيع نطاق التقنيات لإزالة الكربون من الوقود الأحفوري".
وأضاف: "منذ عام واحد -فقط- أظهرت أبحاث الهيدروجين الخاصة بـ"دي إن في" أن التحدي الذي يواجه اقتصاد الهيدروجين ليس ضمن الطموح، ولكن في تغيير الجدول الزمني، للاستفادة من الهيدروجين في القطاعات المهمة، مثل النقل".
ويرى أن صناعة الطاقة ترقى إلى مستوى هذا التحدي، إذ هناك مساعٍ متزايدة لاستخدام الهيدروجين فرصًا تجارية مربحة، والتي تعدّ المحرّك الأكبر للانخراط في قطاع الهيدروجين.
يُذكر أن الهيدروجين يتمتع بوضع جديد في عام 2021، لكونه ركيزة مهمة، وقابلة للتطبيق، وسريعة التطور لتحوّل الطاقة، ومع ذلك، فإن الطموحات لتطوير اقتصاد الهيدروجين تطلب الكثير، والصناعة بحاجة إلى الاستعداد.
اقرأ أيضًا..
- النرويج تعتزم تشغيل أول سفينة شحن هيدروجينية بحلول 2024
- أميركا تخصص 115 مليون دولار لأبحاث الطاقة النظيفة
- اقتصاد الهيدوجين.. تقرير يطالب دول البحر الأبيض المتوسط باستغلال الفرصة