صفقة الفحم الهندي الرديء تثير الجدل في بنغلاديش
مخاوف من تدمير محطة رامبال أحد مواقع التراث العالمي البنغالية
حياة حسين
تواجه بنغلاديش موجة من الانتقادات المحلية والدولية، ومطالبات بوقف صفقة استيراد الفحم الهندي الرديء، الذي سيُسبّب تلوثًا أكبر للبيئة، حسبما ذكر موقع "ذا بزنس ستاندرد".
يأتي ذلك بعد نحو 10 أيام من قرار حكومة بنغلاديش إلغاء بناء 10 محطات توليد كهرباء تعمل بالفحم.
بينما بدأت الهند بالفعل شحن فحمها منخفض الجودة إلى محطة رامبال في منطقة ساندربانس بدولة بنغلاديش، رغم مناهضة نشطاء البيئة.
الاستيراد من دول أخرى
كانت حكومة بنغلاديش قد أشارت في وقت سابق إلى نيّتها استيراد الفحم اللازم لتشغيل المحطة من دول يتّسم إنتاجها بارتفاع الجودة، وانخفاض نسبة التلوث الناجمة عن استخدامه.
وانتهت السلطات الهندية من إعداد شحنة الفحم الأولى في ميناء "كولكاتا"، وستتحرك باتجاه ميناء "مونغلا" في بنغلاديش خلال يومين أو 3 أيام، وفق تقارير من صحيفة "تراست أوف إنديا".
وتستخدم بنغلاديش هذه الشحنة من الفحم في التشغيل التجريبي لمحطة توليد الكهرباء نهاية هذا العام.
وقال نائب رئيس ميناء كولكاتا سابقًا و"بورت ترست" حاليًا، سايما براساد موكيرجي: "تُفرغ حاليًا أول شحنة كاملة وصلت الميناء من مدينة داناباد.. كل عبوة تحمل 3.8 ألف طن فحم، وسيكون تصدير الفحم من الميناء هو المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك".
وأشارت مصادر إلى أن الهند ستصدر لمحطة الكهرباء البنغالية 20 ألف طن شهريًا، بمجرد الانتقال من التشغيل التجريبي إلى الكامل.
وكان مدير عامّ شركة "باور سل" محمد حسين قد أعلن في سبتمبر/أيلول من عام 2016 أن بلاده ستستورد الفحم لمشروع رامبال، من أستراليا وجنوب أفر يقيا وإندونيسيا.
نشطاء البيئة
ارتفعت أصوات نشطاء البيئة المعارضة من بنغلاديش وخارجها، إضافة إلى ممثّلي المجتمع المدني، بعد انتشار أنباء صفقة الفحم الهندي الرديء، مطالبين بإلغائها والمشروع برُمّته.
وفي ردّ سريع، قال الناشط في المجتمع المدني والاقتصادي الأستاذ المتخصص في قضايا البيئة، آنو محمد: "إننا طالبنا حكومتي الهند وبنغلاديش بالوقف الفوري لمشروع محطة رامبال، وأيضًا المبادرة السرية وغير العادلة لاستيراد الفحم من الهند".
وأضاف أن حكومتي نيودلهي ودكا تعمّدتا عدم الإعلان عن صفقة استيراد الفحم من الهند رسميًا، ولا حتى في وسائل الإعلام.
وتابع: "منذ بداية المشروع، هناك قرارات كارثية تُتّخذ، متجاهلةً الرأي العامّ والمخاطر البيئية ونصائح الخبراء، مثل قرار التوقيع على صفقة الفحم الهندي في سرّية، والتي ضربت الحكومة بها قواعد الشفافية والديمقراطية وحتى الأخلاقية والمحبطة للمواطنين".
الأقلّ جودة
عدّد محمد عيوب الفحم الهندي، واصفًا إياه بأنه يُعدّ من أقلّ الأنواع جودة على مستوى العالم.
فبينما يتطاير 70 غرامًا من الرماد لكل كيلوغرام من الفحم الإندونيسي أو الأسترالي، تزيد تلك الكمية لعدّة أضعاف في الفحم الهندي، لتصل إلى 300 غرام.
كما إن كل كيلوواط من الكهرباء يحتاج إلى 700 غرام من الفحم الهندي، مقارنة بـ 450 غرامًا للأميركي، و500 غرام للإندونيسي، وفق محمد.
وقال: "لهذه الأسباب، الهند نفسها تشتري الفحم من أستراليا وإندونيسيا وجنوب أفريقيا.. استخدام الفحم الهندي يجبر الحكومة على زيادة الكمية بنسبة 40% كي تفي بمتطلبات المشروع، بينما ترتفع كميات الرماد المتطاير بمقدار 5 أضعاف".
تراث عالمي
يخشى محمد من أن بناء محطة رامبال قد يؤدي إلى أضرار جسيمة بغابة ساندربانس، ويقود إلى تحطيم الموقع الذي يُعدّ إرثًا عالميًا، ومن ضمن مواقع برنامج التراث العالمي لليونسكو.
وكان وزير الدولة لشؤون الكهرباء والطاقة في بنغلاديش، نصر الحامد، قد أشار في يونيو/حزيران الماضي إلى قرار بإلغاء بناء 10 محطات كهرباء تعمل بالفحم، من بينها مشروع جزيرة "موهيشخالي" جنوب بنغلاديش، والبحث عن مصادر طاقة بديلة.
ورامبال هي محطة توليد الكهرباء من الفحم، بطاقة 1.3 ميغاواط، تبنيها "بي آي أف بي سي"، وهي شركة مشتركة بين "إن تي بي سي" الهندية و"باور ديفيلوبمنت بورد" البنغالية.
وتمتد رامبال على مساحة 1.8 ألف فدان، على بعد 14 كيلومترًا من ساندربانس في شمال بنغلاديش.
اقرأ أيضًا..
- بنغلاديش تلغي خططًا لبناء 10 محطات كهرباء تعمل بالفحم
-
74 منظمة دولية تطالب الصين بالوقف الفوري لمشروع فحم في بنغلاديش