أوبك+.. دعوات زيادة إنتاج النفط تصطدم بمخاوف تقلبات السوق (تقرير)
اجتماع مرتقب لوزراء التحالف في الأول من يوليو
محمد فرج
حذّر عدد من الخبراء والمحللين من حدوث أزمة في المعروض النفطي هذا الصيف، إذا لم توافق أوبك وحلفاؤها -فيما يُعرف بـ"أوبك+"- على ضخ المزيد من الخام قريبًا.
وتجاوز سعر خام برنت 75 دولارًا للبرميل هذا الأسبوع، ويُتداول في نطاق لا يقل عن مستوى 70 دولارًا، وسط توقعات متفائلة باستمرار موجة الصعود، قبل اجتماع مُرتب لوزراء أوبك+ في الأول من يوليو/تموز، لمناقشة حصص الإنتاج لشهر أغسطس/آب، وربما بعده.
ويتوقّع العديد من المحللين أن التحالف سيقرّر زيادة بين 500 ألف و700 ألف برميل يوميًا، حسبما ذكر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس، اليوم الخميس.
ويأتي ذلك بينما تتجه الأنظار -أيضًا- إلى نتيجة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي بين الولايات المتحدة وإيران، وإمكان عودة صادرات النفط من طهران في أقرب وقت.
تداعيات كارثية
قال محلل في شركة الوساطة "بي في إم"، تاماس فارجا، إنه "بالنظر إلى الطاقة الاحتياطية التي تزيد على 5 ملايين برميل يوميًا تحت تصرف التحالف، فإن الزيادة المفرطة في الإنتاج يمكن أن تكون لها تداعيات كارثية، لكن من غير المعقول أن تعرّض المجموعة إنجازات العام الماضي للخطر، أو نحو ذلك، من خلال زيادة الإنتاج بشكل غير مسؤول".
وأضاف أنه لا يستبعد ارتفاع الأسعار، وأن يصل سعر برميل النفط هذا العام إلى 100 دولار.
الالتزام بالخفض الطوعي
التزم تحالف أوبك+ -الذي يضم 23 دولة- بحجب 6.60 مليون برميل يوميًا من إنتاج النفط الخام في يونيو/حزيران، بما في ذلك خفض طوعي إضافي قدره 400 ألف برميل يوميًا من قِبل السعودية، يتناقص إلى 5.76 مليون برميل يوميًا.
ويمثّل هذا تراجعًا عن الخفض التاريخي البالغ 9.7 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار ويونيو/حزيران من عام 2020، بعد أن هبطت أسعار خام برنت بسبب وباء كورونا وحرب أسعار قصيرة الأمد بين السعودية وروسيا.
وعقد مجلس اللجنة الاقتصادية لمنظمة أوبك جلسة افتراضية في 23 يونيو/حزيران، لمناقشة توقعات السوق، التي يمكن أن تكون مفيدة في المداولات.
وأوضح مندوبون أن أمانة أوبك متمسكة بآخر تقرير شهري عن سوق النفط، الذي يُظهر أن الطلب العالمي سيرتفع من 95.26 مليون برميل يوميًا في الربع الثاني إلى 98.18 مليون برميل يوميًا في الربع الثالث، و99.82 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع، حسب ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
ومع تباطؤ نمو الإمدادات من خارج أوبك، تشير التوقعات إلى وجود مجال واسع لدول أوبك+ لزيادة الإنتاج.
توقعات بزيادة الطلب على النفط
تتوقّع ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس زيادة الطلب على النفط 6.9 مليون برميل يوميًا في المدة من يونيو/حزيران إلى أغسطس/آب.
وقال مندوب لدى أوبك، إنه يتخوّف من تكرار سيناريو يونيو/حزيران من عام 2018، عندما وافق تحالف أوبك+ على زيادة الحصص بمقدار مليون برميل يوميًا بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
وكان على وزراء أوبك+ عكس مسار زيادة إنتاجهم بحصص جديدة أكثر صرامة بحلول نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018.
وتحاول واشنطن وطهران الآن إحياء الاتفاق النووي، لكنّ المحادثات وصلت إلى طريق مسدود مرارًا وتكرارًا، وقد يؤدّي انتخاب إبراهيم رئيسي (المحسوب على التيار المتشدد) رئيسًا لإيران إلى تعقيد المفاوضات.
وقد يؤخّر ذلك عودة النفط الإيراني إلى السوق، على الرغم من أنه من الممكن إبرام صفقة في غضون أسابيع.
حسم الأمر في الاجتماع المقبل
ستنتعش مفاوضات أوبك+ بشأن مستويات الإنتاج في أغسطس/آب بشكل جدي في 29 يونيو/حزيران، مع اجتماع اللجنة الفنية المشتركة على مستوى المندوبين، قبل اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة المكونة من 9 دول برئاسة مشتركة بين السعودية وروسيا في 30 يونيو/حزيران.
وسيُتخذ القرار النهائي بشأن مستويات الإنتاج في 1 يوليو/تموز، عندما يجتمع تحالف أوبك+ بأكمله عبر تقنية التواصل المرئي.
اقرأ المزيد..