أخبار منوعةرئيسيةعاجلمنوعات

أوابك تطرح رؤيتها لخفض انبعاثات الميثان في صناعة النفط والغاز

خلال ورشة عمل دولية نظمها منتدى الدول المصدرة للغاز

طرحت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك)، ورقة بحثية مهمة، حملت رؤيتها الفنية فيما يتعلّق بتخفيض انبعاثات الميثان في صناعة النفط والغاز.

وجاء ذلك خلال مشاركة الأمانة العامة -عبر تقنية الاتصال المرئي- في ورشة العمل الدولية التي نظمها -مؤخرًا- منتدى الدول المصدرة للغاز، برئاسة الأمين العام يوري سينتيورين، حول تخفيض انبعاثات الميثان، وطرق رصدها وقياسها وكيفية الحد منها باستخدام أحدث التقنيات العالمية.

وشارك في الورشة قرابة 100 مشارك من المهتمين والعاملين في قطاع الطاقة على المستوى الإقليمي والدولي، وخبراء الصناعة، وممثلي الدول الأعضاء بالمنتدى، وهيئات ومنظمات دولية، حسب بيان صحفي نشره الموقع الإلكتروني لـ"أوابك".

الميثان والاحتباس الحراري

قدّم خبير الصناعات الغازية في أوابك، المهندس وائل حامد عبدالمعطي، ورقة بعنوان "تخفيض انبعاثات الميثان لأجل استدامة صناعة النفط والغاز"، موضحًا أن الميثان يُعدّ أحد الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهو يتسم بقدرته العالية على حبس الحرارة بما يصل إلى 87 ضعفًا، مقارنة بجزيء ثاني أكسيد الكربون خلال مدة 20 سنة، وما يصل إلى 28 ضعفًا، مقارنة بجزيء ثاني أكسيد الكربون خلال 10 سنوات.

وأشار إلى ارتفاع تركيز الميثان في الغلاف الجوي بأكثر من 2.5 مرة، مقارنة بمستويات ما قبل الحقبة الصناعية، ما جعله ثاني أكبر مسبب للاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، "لكن في المقابل فإن متوسط مدة بقائه في الغلاف الجوي تُقدّر بنحو 12 سنة".

وأضاف أن الحوادث والأنشطة الطبيعية (مثل حرائق الغابات، والتسربات الطبيعية من الطبقات الجيولوجية) تُسهم بنحو 40% من إجمالي انبعاثات الميثان عالميًا، أما نسبة الـ60% المتبقية فهي ناتجة عن النشاط البشري مثل أعمال الزراعة وقطاع الطاقة ومعالجة النفايات وغيرها.

وكالة الطاقة الدولية - انبعاثات الميثان

وأوضح "عبدالمعطي"، أن قطاع النفط والغاز يُعدّ ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الميثان الناتجة عن النشاط البشري، التي تأتي نتيجة "انبعاثات هاربة أو عبر تنفيس الأجهزة أو نتيجة عمليات الاحتراق غير المكتمل للوقود، وذلك في أثناء عمليات التشغيل العادية والصيانة الدورية والتوقفات الطارئة في مراحل صناعة النفط والغاز كافّة".

وأضاف أن التحدي الأبرز هو عدم وجود تقنية موحدة لرصد الانبعاثات وتسجيلها، ولا حتى طريقة معيارية للإبلاغ والتحقّق من الانبعاثات، لذا فإن الدراسات المتوافرة حول حجم الانبعاثات عالميًا تعتمد بنسبة كبيرة على التقديرات، لكنها متقاربة.

وقال: "وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، يُقدر إجمالي انبعاثات الميثان بنحو 72 مليون طن سنويًا، بينما تصل التقديرات إلى نحو 91 مليون طن سنويًا، حسب وكالة حماية البيئة الأميركية، ويُعدّ قطاع المنبع المتسبب الرئيس بأكثر من 77% من انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز، بينما تشكّل عمليات معالجة الغاز الطبيعي ونقله وتوزيعه نحو 22%".

رصد انبعاثات الميثان وقياسها

تعتمد طرق رصد انبعاثات الميثان وقياسها في مواقع النفط والغاز، إما على الرصد والقياس المباشر لمصادر الانبعاثات باستخدام كاميرات تحت الحمراء وإما بتقنيات أخرى، لكنها مكلفة وتستغرق وقتًا وجهدًا كبيرين، أو عبر التقاط صور باستخدام الطائرات المسيرة أو الأقمار الصناعية ومعالجتها، لتعطي تحليلًا أشمل وأكبر عن حجم الانبعاثات فوق موقع أو منطقة جغرافية ما، حسبما أكد عبدالمعطي في رؤيته بورشة العمل.

وأضاف أنه يُمكن استخدام بعض الطرق الحسابية في تقدير حجم الانبعاثات، ويُعدّ استخدام مزيج من الطرق الحسابية والقياسات الفعلية هو أفضل الطرق المتبعة لتقدير حجم انبعاثات الميثان عالميًا.

وقال إنه "من الناحية الفنية هناك إمكانات كبيرة لاسترجاع انبعاثات الميثان من قطاع النفط والغاز الناتجة عن عمليات التشغيل والصيانة، كما يمكن أن تُسهم أجهزة الرصد المبكر للتسربات في إجراء الإصلاحات الضرورية اللازمة بشكل أسرع، والحيلولة دون تسرب كميات كبيرة".

وأشار إلى تحقيق الدول العربية نجاحًا ملموسًا في خفض انبعاثات الميثان الناتجة من قطاع إنتاج الغاز الطبيعي، إذ بلغت شدة/كثافة الميثان (كميات الميثان الهاربة من إجمالي الإنتاج) وفق آخر التقديرات نحو 0.8% من إجمالي الإنتاج، وهي أقل بكثير من المتوسط العالمي البالغ نحو 1.8%.

وتابع: "يُشكّل إنتاج الدول العربية من الغاز الطبيعي نحو 16% من الإنتاج العالمي، بينما تتسبّب صناعة الغاز لديها في 12% فقط من إجمالي انبعاثات الميثان الناتجة من القطاع عالميًا، كما تعمل بعض الدول العربية على خفض شدة/كثافة الميثان من قطاع النفط والغاز إلى ما دون 0.2% خلال السنوات المقبلة".

أوابك وأمين عام منتدى الدول المصدرة للغاز
أمين عام منتدى الدول المصدرة للغاز يوري سينتيورين

مبادرة المعرفة البيئية والحلول

من جانبه، أكد الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، يوري سينتيورين، أن الورشة تأتي تفعيلًا لمبادرة "المعرفة البيئية والحلول" التي أعلنها المنتدى مؤخرًا، وتهدف إلى التعرف على أفضل الممارسات للتعامل مع التحديات البيئية ورفع القدرات وبناء تعاون مع المنظمات المهتمة بقضايا البيئة.

وأشار إلى أهمية قضية انبعاثات الميثان من صناعة النفط والغاز، وأن الدول الأعضاء في المنتدى قد اتخذت خطوات في سبيل الحد منها، "كما وضع البعض قيودًا على عمليات انبعاثات الميثان".

وشدد على أهمية عمل الدول الأعضاء وتحركها لاتخاذ إجراءات لتعزيز استدامة صناعة الغاز ودعم دوره في التنمية المستدامة.

لقراءة المزيد..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق