روكفلر تدعم حلول الطاقة المتجددة في البلدان النامية بـ150 مليون دولار

في الوقت الذي وضعت فيه العديد من الدول خططًا إستراتيجية، من أجل الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050 من خلال تحوّل الطاقة والاعتماد على الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، لا يزال الملايين -خصوصًا في الدول النامية- يفتقرون إلى الكهرباء.

وتنشط مؤسسات التمويل الدولية، والمؤسسات المانحة، في توفير التمويل اللازم لمشروعات الطاقة المتجددة، من أجل وضع هذه الدول في مسار التحوّل العالمي للطاقة النظيفة.

وفي هذا الإطار، أعلنت مؤسسة التمويل الدولية، ذراع القطاع الخاص لمجموعة البنك الدولي، ومؤسسة روكفلر العالمية، شراكة جديدة لتوفير 150 مليون دولار أميركي، من أجل تمويل مشروعات الطاقة المتجددة في عدد من الدول، وفي مقدمتها الدول الأفريقية جنوب الصحراء.

ويأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه آخر الإحصاءات العالمية المعنية بشؤون الطاقة ارتفاع عدد من يفتقرون إلى الكهرباء في أفريقيا إلى أكثر من 590 مليون شخص في عام 2020، بزيادة قدرها 13 مليون شخص، أو 2%، عن العام الماضي.

تمويل مؤسسة روكفلر

يأتي التمويل بوصفه جزءًا من رأس المال التحفيزي لمؤسسة روكفلر، الذي يصل إلى نحو ملياري دولار من استثمارات القطاع الخاص في حلول الطاقة المتجددة.

والشراكة الجديدة تعطي الأولوية للبلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بالإضافة إلى مناطق أخرى، فضلًا عن خطط مستقبلية لتوسيع قاعدة الدول المستفيدة من المبادرة.

وتسعى المؤسستان لتوفير الكهرباء النظيفة بأسعار مقبولة لمواطني الدول التي سيجري فيها تنفيذ المشروعات من خلال المزج بين التمويلين الاستثماريين الخيري والخاص.

كما تهدفان إلى تقليل مخاطر الاستثمار الرأسمالي في مشروعات الطاقة المتجددة الموزعة في الدول النامية، والمساعدة في تلبية الاحتياجات العالمية للحصول على الكهرباء النظيفة.

الخطة العاجلة

وضعت الشراكة الجديدة بين مؤسسة التمويل الدولية وروكفلر خطة سريعة بقيمة 30 مليون دولار ستُوزع في شكل تمويل بشروط ميسرة ومنح، للاستفادة من مشروعات الطاقة المتجددة الموزعة التي طوّرتها مؤسسة التمويل الدولية.

ومن المقرر أن يُوجّه التمويل إلى برنامج مؤسسة التمويل الدولية الهادف إلى توسيع نطاق الشبكات المصغرة، بالإضافة إلى توزيع الطاقة المتجددة وتخزين البطاريات وتقنيات الطاقة النظيفة المبتكرة.

ويهدف برنامج مؤسسة التمويل الدولية إلى تلبية احتياجات البلدان النامية خصوصًا تلك التي تعاني عجزًا في الوصول إلى إمدادات الكهرباء، إذ يشمل البرنامج المساعدة الفنية ودراسات الجدوى المستهدفة ودعم تقاسم التكاليف لعملاء القطاع الخاص والحكومات.

البنية التحتية للطاقة المتجددة

قال رئيس مؤسسة روكفلر، راجيف شاه، إن "الاستثمار في البنية التحتية للطاقة المتجددة في المجتمعات التي لم يكن لديها إمكان الوصول إلى كهرباء موثوقة سيضمن أن التعافي من أزمة كورونا أخضر ومنصف".

وأضاف: "ستتيح التقنيات التي نستثمر فيها إمكان حصول كل شخص على هذا الكوكب على كهرباء موثوقة".

وتُعدّ روكفلر مؤسسة أميركية خاصة -مقرّها مدينة نيويورك- وتأسّست من قِبل عائلة روكفلر في ولاية نيويورك خلال 14 مايو/أيار عام 1913، عندما قُبِل ميثاقها رسميًا من قِبل الهيئة التشريعية لولاية نيويورك.

ومن جانبه، قال العضو المنتدب لمؤسسة التمويل الدولية، مختار ديوب، إن "التحدي المناخي في جوهرها هو تحدي الطاقة، وهدفنا تحسين إمكان الحصول على الكهرباء والتصدي لتغيّر المناخ على حد سواء، من خلال التعاون مع القطاع الخاص".

وتعدّ مؤسسة التمويل الدولية المموّل الرائد للطاقة المتجددة منخفضة التكلفة، إذ موّلت مشروعات بقدرة توليد تبلغ نحو 8 غيغاواط في الطاقة الكهرومائية، و6 غيغاواط في الطاقة الشمسية، و5 غيغاواط في طاقة الرياح.

وتدعم مؤسسة التمويل الدولية نمو طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ونشر طاقة الرياح البحرية، وتخزين البطاريات، والتوليد الموزع، والمركبات الكهربائية، والشحن الأخضر في البلدان النامية، من بين تقنيات أخرى.

اقرأ أيضًا..

• مؤسسة روكفلر تستثمر 1.5 مليون دولار لدعم تحول الطاقة في الدول النامية
• أزمة الكهرباء في أفريقيا.. 3 سيناريوهات تكشف تحديات الوصول للطاقة النظيفة
• 200 مليار دولار استثمارات متوقعة بالطاقة المتجددة في أفريقيا
• مبادرة دولية لتوصيل الكهرباء للمستشفيات في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى