الطاقة الكهرومائية.. العالم يحتاج 2600 غيغاواط بحلول منتصف القرن (تقرير)

بخلاف محطات توليد الكهرباء التقليدية -التي تعمل بالفحم أو الغاز الطبيعي أو الديزل- تُعدُّ الطاقة الكهرومائية أكثر نظافة وأقل تكلفة وأسهل من ناحية التوزيع والتخزين.

ويستعرض تقرير "حالة الطاقة الكهرومائية لعام 2021" -في نسخته الثامنة، الصادر عن مؤسسة "هايدروباور"، ومقرها لندن في المملكة المتحدة- واقع الطاقة الكهرومائية والتحديات التي تواجهها، ودورها في معالجة أزمة التغيّر المناخي والتوقعات المستقبلية.

دور الطاقة الكهرومائية

يشير التقرير إلى أن الحفاظ على درجة حرارة الأرض دون 1.5 درجة مئوية يتطلّب توليد 2600 غيغاواط من الطاقة الكهرومائية بحلول منتصف القرن.

ويأتي ذلك في وقت تظهر فيه مؤشرات التعافي من تفشي وباء كوفيد-19، الذي تستمر دول العالم في مكافحته، إذ يُتوقع أن يشهد عام 2021 استمرار تداعيات الوباء، إضافة إلى التحدي المتمثل في التغيّر المناخي المؤثّر على قطاع الطاقة.

وبسبب دور الطاقة الكهرومائية في توفير الكهرباء منخفضة التكلفة في العديد من الأسواق، ونتيجة توفيرها الدعم الأساسي للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، إلى جانب طاقة الرياح والطاقة الشمسية، ستتعرّض هذه الطاقة إلى تحوّلات نوعية في العقود المقبلة.

ويكشف التقرير أن وكالة الطاقة الدولية بيّنت ضرورة الاستثمار في الطاقة الكهرومائية، التي ستصبح المصدر المهيمن للكهرباء المرنة بحلول عام 2050، من أجل ضمان توفير الطاقة منخفضة الكربون في العقود المقبلة.

• صقيع تكساس.. مطالب بإلغاء 16 مليار دولار من رسوم أسعار الكهرباء
• صقيع تكساس يتسبّب في سحب حاد من مخزونات الغاز الطبيعي الأميركية

وأوضح التقرير أن دعم مصادر توليد عالية المرونة -مثل الطاقة الكهرومائية- حالت دون حدوث انقطاع التيار الكهربائي في أوروبا، خلال يناير/كانون الثاني من هذا العام، بخلاف ما حصل في أثناء موجة صقيع ولاية تكساس الأميركية، في فبراير/شباط 2021، إذ انقطعت الكهرباء لمدة طويلة.

وبيّن تقرير "حالة الطاقة الكهرومائية لعام 2021" أن الطاقة الكهرومائية الإجمالية المركبة بلغت 1330 غيغاواط عام 2020، وهو دون نسبة 2% اللازمة، لتمكين مساهمتها الأساسية في معالجة تغيّر المناخ.

وأشار التقرير إلى أن قطاع الطاقة الكهرومائية حقّق رقمًا قياسيًا بلغ 4370 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة في عام 2020، وذلك بزيادة عن الرقم القياسي السابق البالغ 4306 تيراواط ساعة في عام 2019، حسبما نشرت مؤسسة "هايدروباور".

وخلال عام 2020، جرى تشغيل مشروعات الطاقة الكهرومائية التي تبلغ طاقتها الإجمالية 21 غيغاواط، بزيادة على 15.6 غيغاواط في عام 2019.

وسجّلت الصين -التي حقّقت 13.8 غيغاواط من السعة الجديدة- ما يقرب من ثلثي هذا النمو، وأضافت تركيا (2.5 غيغاواط) فقط بنحو أكثر من 1 غيغاواط.

ومقارنة بالزيادة المحقّقة عام 2019، وقدرها 304 ميغاواط، سجّلت الإضافات الجديدة في سعة تخزين الطاقة الكهرومائية التي ضُخت 1.5 غيغاواط، وكان معظمها في الصين (1.2 غيغاواط).

وحقّق مشروع "جبال فقوعة" في إسرائيل 300 ميغاواط في إطار نموذج تمويل مبتكر.

ومن أبرز المشروعات التي أُنجزت عام 2020 يأتي مرفق تخزين جيتشي في الصين، بقدرة 1.8 غيغاواط، ومنشأة لاوكا في أنغولا، 2.1 غيغاواط، ومشروع "كاليكوي السفلى" في تركيا، 0.5 غيغاواط.

وسجّلت الصين أكبر زيادة في السعة، إذ وضع مشروع "ووندونغدي" 8 وحدات من أصل 12 وحدة في الخدمة، مضيفًا 6.8 غيغاواط إلى شبكة الكهرباء الصينية، ومن المتوقّع تشغيل باقي المشروعات في عام 2021.

ويبلغ إجمالي قدرة الطاقة الكهرومائية المركبة في الصين أكثر من 370 غيغاواط، إذ لا تزال تحتل مرتبة الصدارة عالميًا.

وذكر التقرير أن البرازيل تمثّل 10 غيغاواط، والولايات المتحدة الأمريكية 102 غيغاواط، وكندا 82 غيغاواط، والهند 50 غيغاواط، وتأتي اليابان وروسيا بعد الهند مباشرة، تليهما النرويج 33 غيغاواط، وتركيا 31 غيغاواط.

 

قاعدة بيانات الطاقة الكهرومائية العالمية

اعتمد التقرير على منهجية تتبع البيانات المقدمة وتحديثها باستمرار لاحتساب المعلومات الجديدة في قاعدة بيانات الطاقة الكهرومائية العالمية، الخاصة بمؤسسة "هايدروباور"، التي تتعقّب أكثر من 13000 محطة في أكثر من 150 بلدًا.

وكانت مصادر التقرير من المقالات والتقارير العلمية، والإحصاءات الرسمية الواردة من الحكومات والوكالات التنظيمية ومشغلي شبكات النقل ومالكي الأصول، والإعلانات الرسمية للعقود، وصفقات المعدات، ومن تقارير إخبارية يومية تتضمن تطوير محطات الطاقة الكهرومائية.

نمو الطاقة الكهرومائية

بلغ متوسط النمو السنوي في السعة المركبة نحو 1.% في السنوات الـ5 بين 2016 و2020، ويمثّل ارتفاع إجمالي الطاقة الكهرومائية المركبة بمقدار 21 غيغاواط في عام 2020 زيادة بنسبة 1.6% عن العام الماضي.

وطالب التقرير بالإسراع في زيادة سعة الطاقة الكهرومائية على مستوى العالم، من أجل الحد من تداعيات التغيّر المناخي.

وأشار التقرير إلى أن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ووكالة الطاقة الدولية، كشفتا أن العالم يحتاج إلى نحو 850 غيغاواط إضافية من الطاقة الكهرومائية الجديدة، للحفاظ على حرارة الكوكب أقل من درجتين مئويتين، ويتطلّب الوصول إلى هذا الهدف نموًا سنويًا يبلغ نحو 2% سنويًا في المتوسط.

وسيؤثّر تقادم أسطول الطاقة الكهرومائية العالمي على القدرة المستقبلية لتوليد مزيد من الكهرباء النظيفة والحد من الانبعاثات.

لقراءة المزيد..

• الهند تخطط لتوليد الكهرباء من الطاقة الكهرومائية بديلًا للفحم

• تنزانيا تقترض 140 مليون دولا لبناء محطة طاقة كهرومائية