مبيعات السيارات الكهربائية ستصل إلى 14 مليونًا في 2025 (تقرير)
عام 2021 يشهد أول زيادة كبيرة في التوقعات
دينا قدري
- 54 مليون سيارة ركاب كهربائية على الطريق بحلول عام 2025
- تستمر الصين وأوروبا في أن تكونا السوقين المسيطرتين على السيارات الكهربائية حتى 2025
- يوجد حاليًا ما يقرب من 600 ألف حافلة كهربائية على الطريق عالميًا
- التقرير يقدم سيناريوهين أحدهما للتحول الاقتصادي والآخر للحياد الكربوني
لا يزال النقل البري بعيدًا عن المسار الصحيح لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، على الرغم من الارتفاع السريع في اعتماد السيارات الكهربائية، مع تركيزها على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراءات صارمة من صانعي السياسات، حسب تقرير لبلومبرغ نيو إنيرجي فاينانس.
وأوضحت الوكالة -في تقريرها السنوي السادس لتوقعات السيارات الكهربائية طويلة الأجل- أن عام 2021 يشهد أول زيادة كبيرة في توقعات اعتماد السيارات الكهربائية في السنوات الـ5 الماضية.
فقد أصبحت النظرة المستقبلية لاعتماد السيارات الكهربائية أكثر إشراقًا، نظرًا إلى مزيج من المزيد من دعم السياسة، والتحسينات في كثافة البطارية والتكلفة، والبنية التحتية للشحن التي تُبنى، والالتزامات المتزايدة من شركات صناعة السيارات.
زيادة مبيعات السيارات الكهربائية
ذكر التقرير أن الجمع بين الانتعاش التدريجي في مبيعات السيارات الإجمالية من جائحة فيروس كورونا، والاعتماد الأسرع للمركبات الكهربائية، يعني أن مبيعات سيارات الاحتراق في قطاع الركاب قد تجاوزت ذروتها (في عام 2017)، وهي الآن في انخفاض دائم.
وأشار إلى أن هناك حاليًا 12 مليون سيارة ركاب كهربائية على الطريق، وهو ما يمثّل 1% من الأسطول العالمي، ويرتفع هذا الرقم إلى 54 مليون سيارة بحلول عام 2025.
فمن المقرر أن تزداد مبيعات السيارات الكهربائية بشكل حاد في السنوات القليلة المقبلة، إذ سترتفع من 3.1 مليون سيارة في عام 2020، إلى 14 مليونًا في عام 2025.
وعلى الصعيد العالمي، يمثّل هذا نحو 16% من مبيعات سيارات الركاب في عام 2025، لكنّ بعض الدول تحقّق حصصًا أعلى بكثير، بحسب التقرير.
وعلى سبيل المثال، ستمثّل السيارات الكهربائية في ألمانيا ما يقرب من 40% من إجمالي المبيعات بحلول عام 2025، بينما تصل الصين -أكبر سوق للسيارات في العالم- إلى 25%.
الأسواق المسيطرة
تستمر الصين وأوروبا في أن تكونا السوقين المسيطرتين على السيارات الكهربائية حتى عام 2025، مدفوعتين بشكل أساسي بلوائح ثاني أكسيد الكربون الخاصة بالسيارات الأوروبية، ولوائح الاقتصاد في استهلاك الوقود في الصين، ونظام ائتمان سيارات الطاقة الجديدة.
وسيكون لتغييرات السياسة في الولايات المتحدة تأثير محدود في عام 2021، لكنها ستبدأ في زيادة اعتماد السيارات الكهربائية في عام 2022، وما بعده مع ظهور نماذج محلية أكثر إقناعًا في السوق، خصوصا في قطاع شاحنات البيك أب.
السيارات الهجينة
ترتفع مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي بسرعة في أوروبا على المدى القريب لتلبية أهداف ثاني أكسيد الكربون المشددة للسيارات، لكنها تتلاشى بعد ذلك مع استمرار انخفاض أسعار البطاريات.
لا تكتسب هذه السيارات أي حصة كبيرة في الأسواق الأخرى خارج أوروبا واليابان، وما يقرب من 80% من المبيعات العالمية للسيارات الهجينة القابلة للشحن الخارجي بحلول عام 2025 هي بطاريات كهربائية.
الحافلات الكهربائية
توجد حاليًا ما يقرب من 600 ألف حافلة كهربائية على الطريق عالميًا، تمثّل 39% من المبيعات الجديدة، و16% من الأسطول العالمي، بحسب ما جاء في التقرير.
واستحوذت الصين على الغالبية العظمى من جميع مبيعات الحافلات الكهربائية في عام 2020، إذ بِيع أكثر من 74 ألف وحدة، ولا تزال تمثّل 98% من أسطول الحافلات الكهربائية العالمي.
وتبدأ هذه الحصة في الانخفاض مع بدء بعض أساطيل حافلات المدن الصينية في التشبع، وتزايد التبني في أوروبا وأميركا الشمالية وكوريا الجنوبية وجنوب شرق آسيا والهند وأميركا الجنوبية.
سيناريو التحول الاقتصادي
في هذا السياق، أوضح التقرير أنه من عام 2025 فصاعدًا، تنقسم نظرة الوكالة إلى سيناريوهين:
السيناريو الأول هو التحول الاقتصادي مدفوع بشكل أساسي بالاتجاهات التقنية والاقتصادية وقوى السوق، ويفترض أنه لم تُسن سياسات أو لوائح جديدة تؤثّر على السوق.
وفي ظل سيناريو التحوّل الاقتصادي، تستمر مبيعات سيارات الركاب الكهربائية في الارتفاع بسرعة مع انخفاض أسعار البطاريات.
وبعد الزيادة السريعة على مدار الـ15 عامًا المقبلة، يتباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في سيناريو التحول الاقتصادي بشكل طفيف في أواخر عام 2030 في أسواق السيارات الكهربائية الرئيسة، مثل أوروبا والصين والولايات المتحدة.
وتستغرق السيارات الكهربائية وقتًا أطول للانتشار في الهند وجنوب شرق آسيا وبقية دول العالم، إذ يكون دعم السياسة محدودًا ومُجردًا، ومن الصعب التغلّب على أسعار سيارات الاحتراق الداخلي منخفضة التكلفة.
ويستمر أسطول سيارات الركاب التي تعمل بالاحتراق الداخلي في النمو حتى عام 2027 في سيناريو التحول الاقتصادي، قبل أن يتراجع بشكل مطرد.
سيناريو الحياد الكربوني
أما السيناريو الثاني -الجديد لهذا العام- فيدرس كيف يبدو الطريق المحتمل إلى الحياد الكربوني لقطاع النقل البري بحلول عام 2050. وينظر سيناريو الحياد الكربوني هذا في المقام الأول إلى الاقتصاد بوصفه العامل الحاسم الذي تُنفذ من أجله تقنيات نظام الدفع للوصول إلى هدف 2050.
وينصب تركيز هذا السيناريو على انبعاثات العادم، ولا يؤدي صراحةً إلى خفض الانبعاثات الأولية من توليد الكهرباء أو إنتاج الهيدروجين أو تصنيع المركبات إلى الصفر.
كما يُنظر في التأثيرات على الطلبات على النفط والكهرباء ومعادن البطاريات والانبعاثات والبنية التحتية المطلوبة للشحن.
ويوضح السيناريو أن سيارات الركاب عديمة الانبعاثات -على سبيل المثال- يجب أن تصل إلى ما يقرب من 60% من المبيعات في قطاعها على مستوى العالم بحلول عام 2030، وليس 34% كما هو الحال في سيناريو التحول الاقتصادي، أي 55 مليون سيارة كهربائية بِيعت في ذلك العام، مقابل 32 مليونًا.
اقرأ أيضًا..
- السيارات الكهربائية.. هل ينعكس دعمها إيجابًا على تغير المناخ؟
- مع طفرة السيارات الكهربائية.. العالم بحاجة لاستثمارات ضخمة في بطاريات الليثيوم
- السيارات الكهربائية.. أسعار باهظة في أوروبا ومتدنية في الصين