مع ضغوط تقليل الانبعاثات.. صناعة النفط والغاز الأميركية بحاجة للابتكار
تحرير - أحمد شوقي
من أجل تحقيق أهداف الحياد الكربوني، يجب على شركات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة أن تستعرض بوضوح إنجازاتها في سبيل تقليل انبعاثات الكربون.
ومن أجل البقاء والازدهار في عالم دائم التغيّر، لا تحتاج صناعة النفط والغاز في الولايات المتحدة للتنويع -كما تدعو وزيرة الطاقة الأميركية جينيفر غرانهولم-، ولكن إلى الابتكار دائمًا، بحسب تقرير نشره الموقع الإلكتروني لمجلة فوربس، للمحلل ديفيد بلاكمون.
وهذا ما يؤكده التاريخ، حيث ظلت صناعة النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة قائمة منذ 171 عامًا من خلال الابتكار والتطوير المستمر والتكيُّف مع التقنيات الجديدة.
ويجب على الصناعة أن تستجيب بالطريقة نفسها للتحديات الضخمة التي تطرحها مخاوف الحوكمة البيئة والاجتماعية وحوكمة الشركات، والإعلام الذي يركّز على تغيّر المناخ.
وتقدّم الشركة الأميركية، بروجيكت كناري، مثالًا واضحًا لكيفية حدوث هذا الابتكار المدفوع بالتكنولوجيا، نقلًا عن فوربس.
العقبة الرئيسة
تُعدّ الانبعاثات المشكلة الرئيسة لصناعة النفط والغاز، إذ تتعرض الصناعة لضغوط منذ عقود من قبل المنظمين والناشطين للتخلص من انبعاثاتها.
ومؤخرًا، وجدت الصناعة نفسها تحت ضغط متزايد من المستثمرين والمؤسسات المصرفية، ليس فقط لخفض انبعاثات غازي الميثان والكربون، ولكن كي تكون قادرة على توثيق هذا التقدم المحرز.
والآن، امتد هذا الضغط إلى المستخدمين النهائيين الدوليين للأحجام الكبيرة من الصادرات اليومية للإنتاج الأميركي، حسبما أوضح تقرير فوربس.
مثال واضح عن الابتكار
في المستقبل القريب، من المتوقع أن يصمم المستثمرون والمصارف على أن يكون كل ما يتعلق بالبيئة -في الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات- مدفوعًا بالبيانات، بحسب الرئيس التنفيذي لشركة كناري الأميركية (Canary)، كريس رومر.
ويعتقد رومر، أن صناعة النفط لن تكون قادرة على إرضاء المستثمرين المهتمين بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، دون أن توضح بشكل دوري ما أحرزته في تعهدات تحقيق الحياد الكربوني.
ويحتاج منتجو النفط والغاز إلى بيانات مستقلة لإثبات عملهم في تقليل الانبعاثات، وحتى الآن، كانت معظم التقارير البيئية تستند إلى التقديرات بدلًا من البيانات الفعلية الموثوقة.
وهذا ما تعالجه بروجيكت كناري (Project Canary)، إذ تُعدّ منصة بيانات مستقلة موثوقًا بها، تسمح للعملاء بإدخال بياناتهم مباشرة عبر المنصة، ومراجعة المعلومات بصورة آنية.
وإذا كان كل شيء على ما يرام، يحصل العملاء على توثيق يفيد بأن إنتاج الغاز الطبيعي -على سبيل المثال- يتمتع بالمعايير البيئية.
يقول رومر، إن هذا يوفر للعملاء ميزة في السوق التي يركز المستخدمون النهائيون بها على هذه المخاوف المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات.
ونتيجة لذلك، ستصبح صناعة تصدير الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة محركًا كبيرًا للتكيف مع عمليات الاستكشاف والإنتاج.
ومن أجل أن يكون الغاز الأميركي المسال الأنظف عالميًا، يجب أن يكون مورّدو الغاز الطبيعي عبر عمليات الاستكشاف والنقل مستعدين وقادرين على توريد هذا الغاز، الذي يكون منخفض الكربون والميثان.
وبالفعل، يوجد لدى منصة بروجيكت كناري قاعدة بيانات خاصة بـ32 شركة للتنقيب والإنتاج والتوزيع، كما إن هناك 30 شركة أخرى في طور الإعداد.
ويستعد كذلك عدد قليل من شركات الاستكشاف والإنتاج لتقديم تعهدات الحياد الكربوني في غضون الـ60 يومًا المقبلة، وباستخدام منصة بروجيكت كناري.
كما تخطط هذه الشركات للحصول على تعويضات الكربون اللازمة لتحقيق هذا الهدف مباشرة.
اقرأ أيضًا..
- كيف أثّر الوباء في خطة قادة الطاقة 2021؟
- شركات النفط والحياد الكربوني.. أيهما أفضل المشاركة أم سحب الاستثمارات؟