شركات أوروبية تعتزم الاستثمار في إنتاج الهيدروجين
في هولندا
آية إبراهيم
اتّجهت العديد من شركات الطاقة الأوروبية إلى التوسّع في مشروعات الطاقة النظيفة والهيدروجين، في إطار خطوات عالمية جادة، للامتثال لأهداف اتفاقية باريس لمجابهة تغيّر المناخ.
وقالت عدة مجموعات صناعية ومراكز أبحاث بلجيكية -في بيان مشترك- إنها شكّلت اتحادًا لتعزيز إنتاج "الهيدروجين الأخضر" في منطقة فلاندرز الهولندية، لخفض انبعاثات الكربون الناتجة عن قطاع الصناعة، حسب ما نشرته وكالة رويترز، الجمعة.
ويضمّ الاتحاد -الذي يُطلق عليه "هيف"- شركات: بيكارت المتخصصة في الأسلاك والطلاء، وكلورتي، والقابضة أكرمانز أند فان هارين، والمجموعة جون كوكريل الهندسية.
وأكد اتحاد هيف -في بيانه- أنه يخطّط للاستثمار لتعزيز إنتاج الهيدروجين، مع حل أزمة التكلفة وضمان إنتاج فاعل ومستدام للهيدروجين.
ومع ذلك، لم تذكر الشركات أي تفاصيل عن حجم الاستثمار المخطّط له، أو الشكل الدقيق الذي ستتخذه.
الهيدروجين الأخضر
يأتي الهيدروجين عن طريق فصل جزيئات الماء إلى هيدروجين وأكسجين بالكهرباء، لكنّ هذه الطريقة غير اقتصادية في الوقت الحالي، لكنّ هناك جهودًا مكثفة من عدد كبير من الشركات والدول لتخفيض التكاليف.
كما يُستخلص الهيدروجين من النفط والغاز، وهي الطريقة الأكثر شيوعًا والأقلّ تكلفة، لكنها تتناقض مع أحد الأهداف الرئيسة لاستخدام الهيدروجين، وهي تقليل الاعتماد على النفط والغاز.
ويمكن إنتاج الهيدروجين باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروليكية، ويُنتج -بالفعل- الهيدروجين بكميات كبيرة، ولا يمكن استخدامه للأهداف البيئية، لأن إنتاجه -الذي يُعتمد على الوقود الأحفوري- ملوّث للغاية، وبالتالي فإن التحدي يكمن في تنظيف إنتاج الهيدروجين.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة كلورتي، جيف كولرويت، في بيان: "نحن نؤمن بوضوح بتكنولوجيا الهيدروجين بوصفها حلًا واعدًا خاليًا من الانبعاثات، وأهمية تطويعه في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجستية".
الاستغلال الأمثل للهيدروجين
قالت مجموعة "دي إي إم إي"، المتخصصة في التجريف والمشاركة في المشروع: "لجعل الهيدروجين الأخضر منافسًا قويًا، يجب أن ينخفض سعر الكهرباء الخضراء أكثر، وأن تصبح عملية التحليل الكهربائي أكثر كفاءة من حيث التكلفة".
ومن المقرر أن تعمل مراكز الأبحاث الفلمنكية "أي إم إي سي" و"في أي تي أو" على تحسين كفاءة تقنية التحليل الكهربائي، وسيوفر بيكارت المواد، بينما يتكفل جون كوكريل -منتج للمحللات الكهربائية القلوية في والونيا الفرنسية- بعملية الإنتاج.
وتخطّط "دي إي إم إي" -أيضًا- لاستخدام المحلل الكهربائي الجديد، لتحويل طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى هيدروجين أخضر، ومن المقرر أن تدعم كلورتي الأبحاث في مجال النقل المستدام.
رؤية أوروبية للهيدروجين
يُنظر إلى الهيدروجين الأخضر -الذي ينتجه التحليل الكهربائي للمياه من الطاقة المتجددة- على أنه أحد مفاتيح مساعي الاتحاد الأوروبي لتحقيق "الحياد الكربوني" من انبعاثات الكربون بحلول عام 2050.
وتواصل الدول الأوروبية اصطفافها لتقليص الانبعاثات وتحقيق التنمية المستدامة والحياد الكربوني، من خلال التوسع في استخدام الهيدروجين والطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية.
وتعتزم أوروبا ضخّ نحو 480 مليار دولار أميركي في مشروعات الطاقة المتجددة، وفي مقدمتها الهيدروجين بحلول عام 2050.
ويحظى هدف الهيدروجين الأخضر بدعم عالمي تقريبًا، مع الاستثمار الضخم الذي تعهّدت به جميع الاقتصادات الرائدة في العالم تقريبًا.
جدير بالذكر أن وزير الطاقة والتعدين التشيلي، خوان كارلوس جوبيت، أعلن توقيع مذكرة تفاهم لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى ميناء روتردام في هولندا.
ويعمل الميناء الهولندي -حاليًا- على إنشاء البنية التحتية والمرافق، وبالتالي تسهيل تدفق غاز الهيدروجين من خلال الاستثمار المشترك المرتقب والتنمية المشتركة لمختلف المشروعات واسعة النطاق.
اقرأ أيضًا..
- 5 عوامل رئيسة لدعم إزالة الكربون في أوروبا (تقرير)
- هولندا بوابة تشيلي لتصدير الهيدروجين الأخضر إلى أوروبا
- وثيقة تكشف مخاوف أوروبا بشأن تكثيف إنتاج الهيدروجين الأخضر