حقول النفط والغاز تدعم صناعة الليثيوم في ألبرتا الكندية
شركة ناشئة تطور تقنية مبتكرة لاستخراج الليثيوم
دينا قدري
تعمل شركة ريسيون تكنولوجيز الناشئة -التابعة لجامعة ألبرتا الكندية- على تطوير تقنية مبتكرة يمكن أن تساعد في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الليثيوم، في خطوة من شأنها أن تجعل حقول النفط والغاز وسيلة لتحقيق طفرة في الموارد الطبيعية.
فقد قام عالم الكيمياء الجيولوجية بكلية العلوم، الأستاذ في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي، دان أليسي، وزميل ما بعد الدكتوراه السابق سلمان سفاري، بتطوير تقنيتهما لاستخراج الليثيوم من المحاليل الملحية لحقول النفط في ألبرتا إلى شركة ريسيون تكنولوجيز.
وعلّق رئيس وزراء مقاطعة ألبرتا، جيسون كيني -في تغريدة نشرها بحسابه الرسمي في تويتر-: "بفضل الخبرة والبنية التحتية لقطاع النفط والغاز لدينا، تتمتع ألبرتا بإمكانات كبيرة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الليثيوم".
نمو الطلب على الليثيوم
أوضح أليسي أن الطلب العالمي على الليثيوم آخذ في الازدياد كل يوم، مدفوعًا بشكل خاص بزيادة استخدام الليثيوم في تقنيات البطاريات الإلكترونية الموجودة في أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة والسيارات الكهربائية.
وبينما ينمو الطلب، فإن المصادر التقليدية لمادة الليثيوم -الموجودة في مناجم الصخور الصلبة حول العالم أو في أحواض المياه المالحة والموجودة أساسًا في أميركا الجنوبية- لها تداعيات من الناحية البيئية.
قال أليسي: "نحاول سدّ فجوة العرض التي تلوح في الأفق -القادمة في العقد المقبل- بمصادر بديلة من الليثيوم"، وفقًا لما نقله الموقع الرسمي لجامعة ألبرتا.
آبار النفط والغاز
معظم آبار النفط والغاز في ألبرتا تنتج مياه شديدة الملوحة، وغالبًا ما تكون أكثر ملوحة بـ5-10 مرات من المحيط، في أعماق الغلاف الصخري.
هذه المياه المالحة -كما لاحظ أليسي- هي أيضًا موطن لمادة الليثيوم بتركيزات تتراوح غالبًا بين 50-150 جزءًا في المليون.
يقول أليسي: "لأول نظرة، لا تُعدّ مصدرًا كبيرًا لليثيوم.. لكن ألبرتا لديها بالفعل البنية التحتية للنفط والغاز، والتي كانت ستكلف الملايين لتركيبها".
وأضاف أن المياه التي تأتي مع النفط والغاز عادةً ما تكون نفايات: "نأخذ المياه، ونستعيد الليثيوم، ونعيد المياه للتخلص منها.. هناك تدفق ثانوي كبير جدًا من عائدات الليثيوم التي يمكن توليدها".
شريك صناعي
أوضح أليسي أن الحاجز الكبير الآن يتمثّل في التأكد من إمكان توسيع نطاق التقنية مع الحفاظ على الجانب الاقتصادي.
وأكد أنه في الوقت الحالي "نبحث عن شريك صناعي، مثل شركة للنفط والغاز هنا في ألبرتا، لأن لديها إمكان الوصول إلى المحاليل المحلية التي نحتاجها".
التأثير البيئي
قال أليسي: "هذا أمر مثير للغاية بالنسبة لألبرتا، لأن هذا مصدر محلي محتمل ومستدام لمادة الليثيوم.. المصادر الأخرى -المناجم المفتوحة وأحواض المياه المالحة- غير فعّالة، ولها تداعيات من الناحية البيئية".
وأضاف أن التأثير البيئي لتصنيع الهاتف المحمول -بما في ذلك الليثيوم- مذهل.
فبطاريات الليثيوم التي تشغّل السيارات الكهربائية تحتوي على نحو 10 كيلوغرامات من الليثيوم: "هذا قدر هائل من الليثيوم وعناصر أخرى يمكن الحصول عليها من مصادر مشكوك فيها".
النطاق المحتمل
من بين العقبات التي يتعين على أليسي وسفاري التغلب عليها، هو إنشاء تقنية تصمد أمام استخدامها في هذا المجال خلال معالجة ما لا يقلّ عن محلول ملحي في حوض سباحة يوميًا.
قال أليسي: "إن الشيء العظيم في تقنيتنا هو أنها معيارية.. تسمح لنا بالذهاب إلى موقع حيث نعالج 10 أمتار مكعبة من المحلول الملحي يوميًا، بمثال توضيحي، ونتحرك بسرعة إلى 1000 متر مكعب أو أكثر".
اقرأ أيضًا..
- نقص الليثيوم يهدد إنتاج 20 مليون سيارة كهربائية بحلول 2030
- أميركا حائرة بين التوسع في الليثيوم وحماية النباتات النادرة
- منجم ليثيوم جديد يقلل اعتماد أميركا على المصادر الأجنبية
- %88 زيادة بأسعار الليثيوم في الصين