عقبات وأهداف طموحة.. كيف تواجه اليابان تغيّر المناخ؟
ثورة نحو التحوّل الأخضر
أحمد شوقي
تسعى اليابان جاهدة نحو التحوّل الأخضر من أجل مستقبل طاقة آمن ومستدام، خاصةً في ظل حقيقة أنها تُعدّ خامس أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.
وبعد أن كانت ضحية لعدّة كوارث طبيعية في العقود الماضية، تقود اليابان الآن ثورة خضراء، لمكافحة التغيّر المناخي.
عقبات على الطريق
لا تزال اليابان -مثل معظم الدول المتقدمة التي وقّعت على بروتوكول كيوتو- تكافح من أجل خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وفي الواقع، أصبح اعتماد اليابان على الوقود الأحفوري الآن أكبر ممّا كان عليه قبل كارثة محطة فوكوشيما النووية منذ عقد من الزمان، وفقًا لموقع ذا دبلومات.
ولم تتمكّن طوكيو من تقليل اعتمادها على الفحم من خلال التحرك بقوة نحو مصادر الطاقة النظيفة مثل الشمس، والرياح، والطاقة المائية في حقبة ما بعد فوكوشيما.
ونظرًا لطبيعة اليابان من حيث الجغرافيا والتضاريس، قد يكون تركيب الألواح الشمسية والسدود وتوربينات الرياح أمرًا صعبًا.
ثورة نحو الأخضر
تغيّرت النغمة بشكل كبير، في ديسمبر/كانون الأول 2020، عندما وضع رئيس الوزراء يوشيهيدي سوغا إستراتيجية النمو الأخضر، التي من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق الحياد الكربوني، ونمو أخضر بنحو 2 تريليون دولار سنويًا بحلول عام 2050.
ومن بين أحد جوانب الإستراتيجية الخضراء، تخطط اليابان لتحويل السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين كافة إلى أخرى كهربائية بحلول منتصف عام 2030.
وتهدف الدولة الآسيوية إلى توسيع نطاق الطاقة المتجددة لتمثّل ما يتراوح بين 50% و 60% من توليد الكهرباء في البلاد بحلول عام 2050، ارتفاعًا من 18% في السنة المالية المنتهية في مارس/آذار 2020.
وبموجب هذا الهدف، ستأتي البقية من المحطات التي تعتمد على الهيدروجين والأمونيا لتمثّل 10% من الكهرباء، بينما ستوفر الطاقة النووية إلى جانب محطات الطاقة الحرارية المزوّدة بتكنولوجيا إزالة الكربون، النسبة المتبقية من 30% إلى 40%، حسب وكالة رويترز.
وتهدف اليابان إلى تعزيز استهلاك الهيدروجين لنحو 3 ملايين طن بحلول 2030، ونحو 20 مليون طن بحلول 2050 في قطاعات مثل توليد الكهرباء والنقل، من 200 طن في 2017.
ولتعزيز الطاقة الخضراء، تخطط اليابان لتركيب ما يصل إلى 10 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول عام 2030، وما يتراوح بين 30 و 45 غيغاواط بحلول عام 2040.
فرصة لاستعادة الريادة
على الرغم من العقبات، فإن التحوّل للطاقة النظيفة يمثّل فرصة لليابان لاستعادة ريادتها في الابتكار، حيث من الممكن أن تكون الطاقة المتجددة مصدرًا جديدًا قويًا للصادرات، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
وكانت اليابان متخلفة عن الاقتصاد الرقمي، ممّا دفعها لسنوات من البحث عن الذات حول ما إذا كانت الدولة قد فقدت ميزتها في قيادة الابتكار عالميًا.
وفي المقابل، تتطلب صناعة تكنولوجيا الطاقة الخضراء نوعًا من المهارات الهندسية المتقدمة والاستثمارات طويلة الأجل التي تشتهر بها اليابان، مما يعطي أملًا جديدًا للدولة صاحبة ثالث أكبر اقتصاد حول العالم لاستعادة هذه الميزة، وفقًا للصحيفة البريطانية.
اقرأ أيضًا..
- زلزال اليابان يتسبب في إغلاق 13 محطة توليد كهرباء
- خطة يابانية لتصريف مياه محطة فوكوشيما النووية في المحيط الهادئ