كولومبيا.. تراجع قياسي في إنتاج النفط للمرة الأولى منذ 12 عامًا
70 مليون دولار خسائر قطاعي الطاقة والتعدين بسبب الاضطرابات
محمد فرج
- يمثّل تراجع إنتاج النفط الخام انخفاضًا بنسبة 6% على الأقلّ من 744 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الذي جرى ضخّه على مستوى البلاد في مارس/آذار
- الاضطرابات واسعة النطاق تسبّبت في خسائر إنتاجية مجمّعة حتى الآن بلغت 560 ألف برميل من النفط الخام
- قطاعا الطاقة والتعدين قد خسرا عائدات تبلغ 70 مليون دولار حتى الآن، وهذة الخسائر ناجمة عن الاضطراب في صناعة النفط والغاز
تقلّص إنتاج النفط الخام في كولومبيا إلى ما دون 700 ألف برميل يوميًا، للمرة الأولى منذ عام 2009.
وقال وزير الطاقة والمناجم دييغو ميسا، إن الاحتجاجات التي شهدتها البلاد على مدار أسبوعين، وإغلاق الطرق، قد قلّل بشكل كبير من قدرة الدولة على إنتاج ونقل النفط والمنتجات المكررة والمعادن الأخرى.
يمثّل هذا التراجع نسبة 6% على الأقلّ من 744 ألف برميل يوميًا من النفط الخام الذي جرى ضخّه على مستوى البلاد في مارس/آذار، وهو الشهر الأخير الذي تتوافر عنه أرقام من وزارة الطاقة.
كورونا والاحتجاجات
من المؤكد أن إنتاج النفط في كولومبيا تأثر بسبب الإغلاق نظراً لتفشّي وباء كورونا، حيث ضخّت 857 ألف برميل يوميًا من النفط الخام في مارس/آذار من العام الماضى، حسبما ذكر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.
وقال وزير الطاقة والمناجم، إن الاضطرابات واسعة النطاق تسبّبت في خسائر إنتاجية مجمّعة حتى الآن، بلغت 560 ألف برميل من النفط الخام.
بالإضافة إلى ذلك، تأثّر أكثر من 45% من محطات الخدمة في كولومبيا بالمظاهرات والحصار، حيث أبلغت المحطات المتضررة عن انخفاض مبيعاتها بنسبة 50% في المتوسط.
وقالت العديد من شركات النفط العاملة في كولومبيا هذا الأسبوع، إن عمليات الحصار أثّرت سلبًا في عملياتها، على الرغم من أن شركة النفط العملاقة إيكو بترول -التي تنتج ثلثي نفط البلاد وما يعادله- قالت، إنها لم تتأثر حتى الآن بأيّ تأثير مادّي.
بينما قالت 3 شركات أصغر، إن مستويات إنتاجها تراجعت بشكل حادّ منذ بدء الاحتجاجات أواخر الشهر الماضي، حسبما ذكر موقع إس آند بي غلوبال بلاتس.
إنتاج الشركات يتراجع
أكدت شركة جيوبارك، أن إنتاجها تراجع بين 12 إلى 15 ألف برميل من النفط الخام وما يعادله يوميًا، أو نسبة تتراوح بين 40 و45% من الإنتاج السابق للشركة في كولومبيا، والذي بلغ متوسطه خلال الربع الأول 31.4 ألف برميل نفط مكافئ يوميًا.
وأوضحت شركة غران تيرا، أن إنتاجها انخفض قرابة 5250 برميل يوميًا، أو 18% من 29.6 ألف برميل يوميًا كانت تضخّها قبل الاحتجاجات.
وقالت باريكس ريسورسز في بيان يوم الإثنين الماضي، إن إنتاجها اليومي قد انخفض إلى 31 ألف برميل يوميًا، بتراجع بلغ 24.6% من 41.1 ألف برميل يوميًا كان متوسطها بين 1 أبريل/نيسان و16 مايو/أيار 2021.
وبدأت الاحتجاجات أواخر الشهرالماضي، بعد أن قدّم الرئيس إيفان دوكي اقتراحًا للإصلاح الضريبي عدَّه العديد من المتابعين والخبراء ضارًا بالشرائح الاقتصادية المنخفضة والمتوسطة.
وعلى الرغم من أن دوكي سرعان ما سحب الاقتراح، فإن الاحتجاجات نمت مع انضمام مجموعة واسعة من أصحاب المصالح، بالإضافة إلى دعاة حماية البيئة والمزارعين والعاملين في القطاع الطبي.
نقص الوقود والسلع
أغلق سائقو الشاحنات -الغاضبون من ارتفاع تكاليف الحركة- معظم الطرق السريعة الرئيسة، بما في ذلك تلك التي تؤدي إلى العاصمة بوغوتا، ومدن كبيرة أخرى بما في ذلك كالي وميديلين.
وقال وزير الطاقة والمناجم دييغو ميسا، إن هذا تسبّب في نقص الأدوية والغذاء والبروبان والبنزين.
ولقي أكثر من 50 شخصًا حتفهم في مواجهات مع الشرطة، بينما تضررت وأغلقت عشرات الشركات.
وألقت الحكومة باللوم على الجماعات المتطرفة والمخربين في أعمال العنف، بينما اشتكى بعض أعضاء الكونغرس الأميركي والمدافعين عن حقوق الإنسان من ردّ فعل الشرطة القاسي على المتظاهرين.
وأوضح دييغو ميسا أن قطاعي الطاقة والتعدين قد خسرا عائدات تصل إلى 70 مليون دولار حتى الآن.
وقال، إن الخسائر ناجمة عن الاضطراب في صناعة النفط والغاز، وكذلك في تعدين الفحم، الذي خسر حتى الآن 150 ألف طن متري من الصادرات.
اقرأ المزيد..
-
كولومبيا تُلزم موزّعي الكهرباء بـ10% من الطاقة النظيفة سنويًا
-
الضريبة الخضراء.. كولومبيا تحاصر استهلاك الفحم لخفض انبعاثات الكربون