التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

الائتمانات التنظيمية.. وسيلة تيسلا لزيادة الأرباح بعيدًا عن مبيعات السيارات

تبيعها للشركات غير الملتزمة بخفض الانبعاثات

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • جنت شركة تيسلا 518 مليون دولار من الإيرادات من مبيعات الائتمانات التنظيمية في الربع الأول من العام
  • تتمتع ولاية كاليفورنيا وما لا يقل عن 13 ولاية أخرى في الولايات المتحدة بقواعد خاصة للائتمانات التنظيمية.
  • تحصل السيارات عديمة الانبعاثات ذات النطاق الأطول على المزيد من الائتمانات
  • اشترت "ستيلانتس" نحو 2.43 مليار دولار من الاعتمادات الخضراء الأوروبية والأميركية من تيسلا بين عامي 2019 و2021

جنت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية، تيسلا، نحو 518 مليون دولار من الإيرادات من مبيعات الائتمانات التنظيمية في الربع الأول من العام الجاري، مما ساعد الشركة على تحقيق ربع آخر من الأرباح.

وتتلقّى تيسلا الاعتمادات التنظيمية مجانًا، نظرًا لأنها تبيع السيارات الكهربائية فقط، كما يمكنها بيعها بربح ضخم لشركات تصنيع سيارات أخرى يتعذّر عليها تلبية المتطلبات التنظيمية، حسبما أوردت وكالة "سي إن بي سي".

ودعمت الحكومات، في جميع أنحاء العالم، شركات صناعة السيارات بحوافز لتطوير سيارات كهربائية مقابل الحصول على ائتمانات، سعيًا منها للحدّ من انبعاثات الكربون.

وقال مدير صندوق التحوط الشهير، المستثمر الأميركي، مايكل بيري، الذي أبرم صفقة قصيرة بقيمة 534 مليون دولار مقابل شركة صناعة السيارات الكهربائية، إن تربُّح تيسلا من الائتمانات التنظيمية يعدّ مؤشرًا خطرًا، كما توقع انخفاض أسهم تيسلا.

الائتمانات التنظيمية في أميركا

تُمنحَ الائتمانات التنظيمية لشركات صناعة السيارات، التي تصنع وتبيع سيارات صديقة للبيئة، حيث تتمتع ولاية كاليفورنيا وما لا يقلّ عن 13 ولاية أخرى في الولايات المتحدة بقواعد خاصة للائتمانات التنظيمية، حيث يُطالَب صانعو السيارات إنتاج عدد معين ممّا يسمى السيارات عديمة الانبعاثات بناءً على العدد الإجمالي للسيارات المبيعة في تلك الولاية المعينة.

كما يحصل صانعو السيارات، الذين ينتجون مثل هذه السيارات، على قدر معين من الائتمانات بناءً على عوامل مثل نطاق السيارة، حيث تحصل السيارات عديمة الانبعاثات ذات النطاق الأطول على المزيد من الائتمانات.

وفي حال تعذُّر حصول شركات صناعة السيارات هذه على قدر معين من الائتمانات التنظيمية كل عام، يمكنها شراؤها من الشركات الأخرى التي لديها ائتمانات إضافية زائدة.

وتلك تيسلا دائمًا ائتمانات تنظيمية زائدة ويمكنها بيعها بفعالية بربح 100%، لكونها تبيع فقط السيارات الكهربائية التي تندرج تحت فئة "السيارات عديمة الانبعاثات".

وعاد اعتماد تيسلا على ما يسمى بالاعتمادات التنظيمية لكسب المال إلى دائرة الضوء، بعد أن صرّح مدير صندوق التحوّط الشهير، المستثمر مايكل بيري، أن اعتماد تيسلا على الاعتمادات التنظيمية لتوليد الأرباح يمثّل مؤشرًا خطرًا.

الائتمانات التنظيمية في الصين وأوروبا

توجد لدى الاتحاد الأوروبي والصين قواعد مماثلة للقواعد التي تتبعها الولايات المتحدة في النظام الائتماني.

وزادت متطلبات الائتمان التنظيمي لشركات صناعة السيارات في الصين ازديادًا ملحوظًا منذ عام 2019، حيث تحدّد اللوائح الصينية مقدار الائتمان لكل مركبة بناءً على جملة عوامل بما في ذلك نطاق السيارة، حسبما أورد وكالة "سي إن بي سي".

بدورها، تستفيد تيسلا أيضًا من هذه الاعتمادات الخضراء في الصين، إحدى أهم أسواقها، رغم أن سياراتها اصطدمت بالدعاية السلبية الشهر الماضي.

وذكرت وكالة رويترز، في الشهر الماضي، أن مشروعًا مشتركًا بين شركة صناعة السيارات الألمانية فولكس فاغن وشركة "فاو" الصينية المملوكة للدولة، لشراء أرصدة شركة تيسلا في الصين.

وفي أوروبا، أبدى المشرّعون صرامة في محاولة للحدّ من الانبعاثات من السيارات، حيث قال الاتحاد الأوروبي، في عام 2020، إن متوسط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من السيارات يجب ألّا يزيد عن 95 غرامًا لكل كيلومتر.

ولذلك قد تضطر شركات السيارات التي تتخطى هذا الحد إلى دفع غرامات كبيرة.

وسعيًا من الاتحاد الأوروبي لدفع تطوير المركبات منخفضة الانبعاثات الكربونية، توجد حوافز في شكل "ائتمانات فائقة" للمركبات التي تنبعث منها أقلّ من 50 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر.

شركة تيسلا

تعود أرباح تيسلا، في الأرباع الأخيرة، لكونها تتلقّى جميع هذه الائتمانات التنظيمية مجانًا، ولهذا يمكنها بيعها مقابل ربح بنسبة 100%، كما تعتمد تيسلا على شركات صناعة السيارات الكبيرة لشراء الائتمانات منها.

ومن الأمثلة على ذلك شركة "ستيلانتيس"، وهي شركة تأسست من خلال اندماج مجموعة "بي إس إيه"الفرنسية وشركة "فيات كرايسلرأوتوموبيلز" الإيطالية.

ووفقًا لرويترز، اشترت "ستيلانتس" نحو 2.43 مليار دولار من الاعتمادات الخضراء الأوروبية والأميركية من تيسلا بين عامي 2019 و 2021.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ستيلانتس، كارلوس تافاريس، في مقابلة مع جريدة"لو بوان"الفرنسية، إن الشركة يمكن أن تحقق أهداف الانبعاثات هذا العام.

وأضاف أن هذا يعني أنها لن تحتاج بعد الآن إلى شراء ائتمانات تنظيمية من شركات مثل تيسلا، ومن المحتمل أن تخسر تيسلا عميلًا رئيسًا لائتماناتها التنظيمية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق