تقرير أممي: خفض انبعاثات الميثان ورقة رابحة للحد من التغير المناخي
تقليص الانبعاثات بنسبة بنسبة 45% يحول دون زيادة درجة الحرارة 0.3%
حياة حسين
خلُص تقرير أممي أجراه تحالف المناخ والهواء النظيف، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وأُطلق هذا الأسبوع، أن هناك إمكانًا لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 45% خلال هذا العقد، ما يجنّب العالم ارتفاع درجة الحرارة 0.3% في 2045.
ويتوافق ذلك مع مستهدفات اتفاقية باريس للمناخ، التي تفرض ضرورة الالتزام بمنع زيادة درجة حرارة الكرة الأرضية عن 1.5 درجة، حسبما ذكر الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة.
التكلفة والفوائد
يربط التقرير -لأول مرة- بين تكلفة تلوث الهواء وفوائد خفض نسبة الميثان، إذ يرى أن نسبة الخفض المحددة في التقييم ستمنع 260 ألف وفاة مبكرة، و775 ألف زيارة للمستشفى بسبب الربو.
كما تسهم في تجنّب خسارة 73 مليار ساعة عمل بسبب الحرارة الشديدة، وفقد 25 مليون طن من المحاصيل الزراعية سنويًا.
وقال المدير التنفيذي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، إنغير أندرسون: إن "خفض الميثان ورقة رابحة للحدّ من التغيّر المناخي خلال السنوات ال25 المقبلة، والتي ستفيد المجتمعات والاقتصاديات..نحن نحتاج تعاون دولي لتحقيق ذلك".
ويمثّل الميثان خُمس غازات الدفيئة في العالم، حسبما ذكر المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص للتغيّر المناخي، ريك دوك.
وأضاف أن الولايات المتحدة تعهّدت بخفض الميثان محليًا وعالميًا من خلال الأبحاث والتطوير، ووضع معايير للتحكم في انبعاثاته، وتقديم حوافز لخفضه في النشاط الزراعي.
بدوره، قال عضو البرلمان الأوروبي، جوتا باولوس: إنه "على الرغم من صعوبة التخلص من الميثان الزائد في قطاع النفط والغاز الأوروبي، يجب أن يحدث ذلك في كل القطاعات مثل الزراعة وغيرها".
ويحتاج خفض الميثان إلى إجراءات عاجلة، إذ إنه يشهد ارتفاعًا متواصلًا منذ ثمانينيات القرن الماضي.
ورغم أن جائحة كوفيد-19، قد أثّرت إيجابًا في معدلات زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون القياسية في 2020، وحجّمت من نموها بسبب الإغلاقات الاقتصادية، فإن مستويات الميثان حققت أرقامًا قياسية، وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية.
الاحترار العالمي
يُعدّ الميثان من الغازات القوية التي تسبّب 30% من ظاهرة الاحترار العالمية -ارتفاع درجة حرارة الأرض- منذ الفترة السابقة للثورة الصناعية.
ورغم ذلك فإنّ تميُّز الميثان بسهولة التخلص منه سريعًا، مقارنة بثاني أكسيد الكربون الذي يقبع في الهواء مئات السنين، يُعدّ من الأنباء السارّة، التي يمكن أن تدفع في طريق التخلص السريع من الحرارة الزائدة.
ويشير التقرير الأممي إلى أن معظم انبعاثات الميثان التي يسبّبها الإنسان تأتي من ثلاثة قطاعات رئيسة، هي: الوقود الأحفوري والنفايات والزراعة.
ويحتلّ القطاع الزراعي -بسبب انبعاثات الماشية من السماد والتخمير المعوي- المرتبة الأولى بنسبة 32%، وتمثّل زراعة الأرز وحدها 8% من انبعاثات الميثان.
ويأتي في المرتبة الثانية قطاع الوقود الأحفوري، حيث يمثّل استخراج النفط والغاز ومعالجته وتوزيعه 23%، ثم أنشطة الفحم 12%.
بينما تُعدّ النفايات مصدرًا لـ 20% من انبعاثات الميثان.
الوقود الأحفوري
يرى التقرير أن هناك إمكانًا لخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30% بحلول عام 2030، معظمها في قطاع الوقود الأحفوري، الذي يستخدم حلولًا يمكن تطبيقها بسهولة على القطاعات الأخرى.
ومن الميزات الأخرى في انبعاثات الميثان، أن 60% من أدوات وحلول التخلص منها منخفضة التكلفة، بينما يحقق 50% من هذه النسبة أرباحًا، من خلال احتجاز الغاز وتخزينه.
ووجد التقرير أن إمكانات الدول في انبعاثات الميثان تتفاوت حسب القطاعات، حيث إنها تزيد في أوروبا والهند في قطاع النفايات، وترتفع في الصين في قطاع الفحم والثروة الحيوانية.
وفي أفريقيا، تأتي الثروة الحيوانية في المقام الأول، يليها النفط والغاز، وهو القطاع نفسه لدول الشرق الأوسط وأميركا وروسيا، بينما تحتلّ الثروة الحيوانية المصدر الأول له في دول أميركا اللاتينية.
وتبنّت دول مختلفة مبادرات عديدة لخفض انبعاثات الميثان، مثل المفوّضية الأوروبية، التي أعلنت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إستراتيجية الاتحاد الأوروبي بشأن الميثان التي تحدد التدابير اللازمة لخفض انبعاثات الميثان في أوروبا وعلى الصعيد الدولي.
اقرأ أيضًا..
- 11 دولة أوروبية تدعو إلى حظر استخدام الوقود الأحفوري في البنية التحتية للطاقة
- اليابان تراهن على تصنيع الميثان لتحقيق الحياد الكربوني