إكوينور نموذجًا.. كيف تتحول شركة من النفط إلى الطاقة المتجددة؟
ترجمة وتحرير - سالي إسماعيل
- إكوينور تسجل أرباحًا بقيمة 2.6 مليار دولار خلال الربع الأول من 2021
- نصف إيرادات إكوينور تقريبًا خلال الربع الأول من مصادر الطاقة المتجددة
- بي بي وإيني.. المالكين الجدد لمشروعات إكوينور في بريطانيا وأميركا
- النرويج تملك أكثر من ثلثي شركة إكوينور والبنك النرويجي مساهم كذلك
تتعالى الأصوات بشأن مواجهة أزمة المناخ، إذ لا تتوقف دعوات الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، لكن كيف تتحول شركة من النفط إلى الطاقة المتجددة؟
ويرصد تقرير نشرته وكالة بلومبرغ الاحتمالات المتاحة للتحول إلى الطاقة النظيفة، وكذلك التحديات التي تواجه من يحاول الخروج من عباءة الوقود الأحفوري.
ويعتمد الكاتب المتخصص في الطاقة الخضراء والمناخ، ناثانيال بولارد، على نتائج أعمال شركة الطاقة النرويجية، إكوينور، في توضيح عملية التحول تلك.
وفي حين كشفت نتائج أعمال شركات النفط الكبرى عن الربع الأول من هذا العام -مثل رويال داتش شل- عودة إلى مستويات أرباح ما قبل الوباء، لكن عززت بعض الشركات الكبرى -أيضًا- من التزاماتها المتعلقة بتحول الطاقة.
وبينما خصّصت شركة ريبسول الإسبانية نحو 40% من إنفاقها الرأسمالي لمشروعات منخفضة الكربون، فإن شركة توتال الفرنسية أعلنت خططًا لزيادة سعة الطاقة المتجددة بنحو 5 أمثال في غضون الأعوام الـ4 المقبلة.
عوائد أفضل
من بين أكثر من 2.6 مليار دولار من الأرباح حققتها شركة إكوينور خلال الربع الأول من عام 2021، كانت 49.3% منها عوائد محققة من الطاقة المتجددة، ما يعادل النصف تقريبًا.
ويعني ذلك أن إكوينور حققت مكاسب من مصادر الطاقة المتجددة تتجاوز ما جنته من التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي وإنتاجهما.
ومع ذلك، فإن نتائج أعمال إكوينور لا تعبّر فقط عن إستراتيجية ناجحة للطاقة المتجددة، لكنها كذلك علامة على الصعوبات التي تنتظر شركات النفط الكبرى الأخرى ذات الطموحات المماثلة.
تجديد الأصول
جاءت المكاسب الرأسمالية لشركة إكوينور من تجديد الأصول، بمعنى بيع الأصول في مراحل مختلفة من التطوير إلى مالكين جدد.
وباعت شركة إكوينور حصة بنسبة 50% في اثنين من مشروعات طاقة الرياح البحرية الأميركية، وحصة بنحو 10% في اثنتين من مزارع الرياح البحرية في المملكة المتحدة.
وفي حين أن عملية تجديد الأصول آخذة في التباطؤ في قطاع مرافق الكهرباء، يبدو أنه يعمل بشكل جيد بالنسبة إلى شركة إكوينور، كما يشير تقرير بلومبرغ.
المالكون الجدد
في الواقع، فإن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام من تجديد الأصول هو: من هم المالكون الجدد من هذه العملية؟ تشتري شركة بي بي البريطانية في المشروعات الأميركية، كما تشتري شركة إيني الإيطالية في مشروعات المملكة المتحدة.
أو بعبارة أخرى، فإن كلًا من بي بي وإيني تدفعان إلى شركة إكوينور مقابل حق امتياز المراحل الأولى من تطوير الرياح البحرية.
وهنا يكمن التحدي الذي يواجه خطط تحوّل الطاقة لشركات النفط الكبرى، إذ تتمثل طريقة إكوينور للاستفادة من أصول الطاقة المتجددة في العمل المبكر لتطويرها، ثم جني الفوائد النقدية عبر بيعها للآخرين.
والأهم من ذلك، أن التطوير المبكر للرياح يعتمد على الوقت، ويعتمد على الخبرة أكثر من رأس المال، إذ إن أصول طاقة الرياح في الولايات المتحدة التابعة لشركة إكوينور هي نتيجة نجاحها في مزاد تأجير الرياح البحرية عام 2018 في البلاد عندما فازت بحصص بقيمة 135 مليون دولار.
وفي نتائج أعمالها الأخيرة، قالت إكوينور إن شركة بي بي دفعت 1.2 مليار دولار مقابل تلك الأصول نفسها، لتحصل الشركة النرويجية على صافٍ قدره مليار دولار في هذه الصفقة.
مزايا خاصة
تتميز إكوينور بمزايا خاصة -كونها رائدة في التطوير المبكر لطاقة الرياح البحرية الأميركية- إحداها امتلاك الشركة النرويجية خبرة تمتد لعقود ماضية فيما يتعلق بتطوير أصول النفط والغاز البحرية وتشغيلها.
وأما الثانية فهي أن مملكة النرويج تملك ثلثي شركة إكوينور، مع امتلاك صندوق التقاعد الحكومي النرويجي العالمي -المعروف كذلك باسم البنك النرويجي- 3.59% أخرى من الشركة.
ولا تُعدّ الحكومة مساهمًا صبورًا وملتزمًا بشكل خاص فحسب، لكنها كذلك تتدخل في إستراتيجيات المحفظة الاستثمارية لشركة إكوينور.
وباختصار، فإن النرويج تعيد استثمار إيرادات شركات النفط الحكومية عبر شركات أخرى، بينما تساعد -أيضًا- في دفع إستراتيجية تحول الطاقة.
وكما توضّح نتائج أعمال إكوينور عن الربع الأول، فإن كل هذا الجهد والتنسيق أتاح لشركة النفط الحصول على نصف إيراداتها من الطاقة المتجددة، على الأقل في الوقت الحالي.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة قد تصبح بديلاً عن الوقود الأحفوري لإمداد العالم بالكهرباء (تقرير)
- مبيعات السيارات الكهربائية.. توقعات باستمرار الزخم رغم الحاجة إلى تدابير حكومية