رئيسيةأخبار السياراتسيارات

الليثيوم في ألمانيا.. ثروة هائلة تكفي تصنيع 400 مليون بطارية للسيارات

تكاليف الاستخراج أبرز تحدٍّ يواجه برلين

محمد فرج

تمتلك ألمانيا إمكانات هائلة من الليثيوم -المادة الخام المطلوبة في تصنيع بطاريات السيارات- تسعى لاستخراجها بأفضل تكنولوجيا وأقل تكلفة.

وأفادت وكالة رويترز بأن ألمانيا لديها إمكانات كبيرة من الليثيوم قادرة على تصنيع بطاريات 400 مليون سيارة كهربائية، حسبما ذكر موقع تي إن دبليو.

ويقول الجيولوجيون إن المعدن النفيس يقع على عمق آلاف الأمتار تحت سطح الأرض في شكل منصهر، تحت نهر الراين، ويمتد على مساحة 300 كيلومتر وعرض يصل إلى 40 كيلومترًا، في وادي الراين العلوي في منطقة الغابة السوداء جنوب غرب ألمانيا.

ويُعدُّ إنتاج الليثيوم في ألمانيا وأوروبا -بشكل عام- له مستقبل واعد، ولكن تحت ظروف معينة، لأن إنتاجه في أميركا الجنوبية أرخص بكثير مما هو عليه في برلين.

الليثيوم
مواد خام خاصة بالليثيوم

تكاليف باهظة لاستخراج الليثيوم

يحتاج الليثيوم إلى تكاليف كبيرة لاستخراجه في ألمانيا، أو دفع ضريبة أعلى، بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن طرق النقل الطويلة التي تسلكها هذه المادة المهمة للوصول إلى أوروبا.

وإذا تمكّنت ألمانيا من إيجاد طريقة لاستخراج المعدن بطريقة فاعلة من ناحية التكلفة، فلن تضطر بعد الآن إلى الاعتماد على المواد المستوردة، التي يأتي معظمها من أستراليا وتشيلي والصين.

وهذا يعني -أيضًا- أن الليثيوم المستخدم في السيارات الكهربائية المصنوعة في أوروبا ستكون له بصمة كربونية أقل بكثير مما كان عليه عندما يُنقل حول العالم إلى المراحل النهائية من المعالجة والتصنيع.

محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الحرارية - أرشيفية
محطة لإنتاج الكهرباء من الطاقة الحرارية - أرشيفية

محطات الطاقة الحرارية

قالت إحدى الشركات الناشئة المتحمسة لاستخراج رواسب الليثيوم إنها تخطّط لبناء عدد من محطات الطاقة الحرارية الأرضية لتوليد الكهرباء اللازمة لعمليات الاستخراج.

ومن المرجح -أيضًا- أن تواجه السلطات معارضة محلية قوية، ففي الوقت الذي يفضّل فيه معظم الناس الطاقة المتجددة لانبعاثاتها المنخفضة، إلا أن كثيرين لا يقبلون ذلك عندما ينتج عن ذلك اضطراب محلي.

ويمكن استخراج الليثيوم بشكل مستمر في غضون ساعات من المياه الحارة في محطة الطاقة الحرارية الجوفية، واستخراجه من البحيرات المالحة في أميركا الجنوبية يستغرق عدة أشهر، ويعتمد -بشكل كبير- على حالة الطقس.

فالأمطار الغزيرة قد تعطّل عملية الاستخراج إلى أسابيع أو حتى أشهر، بالإضافة إلى أن التقنية توفّر استخراج مزيد من العناصر النادرة والقيمة الأخرى مثل الروبيديوم أو السيزيوم من المياه الجوفية الحارة، وتستخدم هذه المواد -على سبيل المثال- في تكنولوجيا الليزر والمعالجة الحرارية.

جدير بالذكر أن البنك الدولي حثّ على مضاعفة إنتاج الليثيوم 5 مرات، لتحقيق أهداف القضاء على الانبعاثات العالمية بحلول 2050.

الليثيوم

الاستثمارات في المناجم الجديدة

أفاد تقرير صادر عن شركة أبحاث الطاقة ريستاد إنرجي بأن سعة تعدين الليثيوم لن تلبّي الطلب المتسارع، ما لم تعزز الاستثمارات في المناجم الجديدة.

ومن المتوقع أن يؤدّي الارتفاع السريع لإنتاج السيارات الكهربائية إلى عجز في المعروض من الليثيوم بحلول عام 2027.

وبناء على توقعات سعة تعدين الليثيوم، والطلب المتزايد للسيارات الكهربائية، يشير التقرير إلى أن العجز في المعروض من المعدن سيؤدي إلى تأخير إنتاج ما يعادل نحو 3.3 مليون سيارة كهربائية، تعمل ببطارية سعتها 75 كيلوواط/ساعة، مع حلول عام 2027.

وبلغ سعر مكافئ كربونات الليثيوم في المتوسط 8200 دولار لكل طن في عام 2020، مقارنة مع 6 آلاف و500 دولار للطن في عام 2015.

ويعمل الليثيوم على تزويد أسواق أخرى غير البطاريات مثل الزجاج والسيراميك، وبالتالي فإن السعة المتبقية من إنتاج الليثيوم -التي يمكن استخدامها لتصنيع البطاريات في عام 2021- تبلغ ما يقرب من 520 ألف طن من مكافئ كربونات الليثيوم سنويًا.

أقرأ المزيد..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق