بوادر أزمة بين كندا وأميركا بسبب إغلاق خط أنابيب النفط
ينقل 87 مليون لتر من المشتقات النفطية يوميًا
نوار صبح
- حاكم ميتشيغان تجاوز صلاحياته باإعلاق خط الأنابيب البالغ من العمر 68 عامًا
- نال قرار الإغلاق استحسان أنصار البيئة والقبائل التي يمر بها خط أنابيب النفط الكندي
- يساند المسؤولون الكنديون طعن شركة "إنبريدج" لدى محكمة أميركية
في الخريف الماضي، أمر حاكم ولاية ميتشيغان الأميركية، غريتشن ويتمر، شركة الطاقة الكندية إنبريدج، بإغلاق خط أنابيبها 5، الذي يُعدّ جزءًا رئيسًا من شبكة نقل الخام من حقول النفط في مقاطعة ألبرتا الكندية إلى مصافي التكرير في الغرب الأوسط الأميركي وشرق كندا.
ونال طلب "ويتمر" استحسان أنصار البيئة والقبائل الذين أقلقهم خط الأنابيب، الممتد على مسافة 10383 كيلومترًا عبر شمال ويسكونسن وميتشيغان، والمهيّأ لتسرّب قد يؤدي إلى تدمير اثنتين من البحيرات العظمى، حسبما أورد موقع كراين ديترويت الأميركي.
ويبرّر الحاكم "ويتمر" قرار الإلغاء -الذي اتخذه في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- بأن شركة "إنبريدج" انتهكت متطلبات السلامة الخاصة بها، بما في ذلك سدّ الفجوات غير المدعومة أسفل خط الأنابيب.
تفاصيل الأزمة
يأتي الخلاف في الوقت الذي يأمل فيه البلدان في إعادة ضبط علاقتهما بعد انتهاء فترة رئاسة دونالد ترمب، الذي فرض رسومًا جمركية على واردات قطاعي الصلب والألومنيوم الكنديين، وكانت له علاقة مضطربة مع ترودو.
وفي أول اجتماع للرئيس بايدن مع زعيم أجنبي -هو رئيس الوزراء الكندي ترودو، في فبراير/شباط الماضي، في جلسة منقولة بتقنية الاتصال المرئي- تعهّد الزعيمان بالتعاون بشأن تغيّر المناخ ومسائل أخرى.
ويمثّل إلغاء بايدن تصريح خط "كيستون إكس إل" -وهو خط أنابيب بطول 1931 كيلومترًا من الرمال النفطية في ألبرتا- مسألة حساسة في كندا.
وقالت وزيرة الطاقة في مقاطعة ألبرتا (يوجد بها معظم إنتاج النفط في كندا)، سونيا سافاج، إنه على الرغم من اعتراض ترودو على الخطوة، فإن مسؤولي ألبرتا "محبطون للغاية"، لأنه (ترودو) لا يتخذ إجراءات أقوى.
والجدير بالذكر أن قسمًا من الخط يبلغ طوله نحو 6.44 كيلومتر، يعبر قاع مضيق ماكيناك، الواصل بين بحيرة ميتشيغان وبحيرة هورون، كما تمثّل المنطقة مقصدًا سياحيًا شهيرًا، وتملك عديد من القبائل حقوق الصيد التجاري المحمية بموجب المعاهدات بشأن المضايق.
ونتيجة لتوقف بناء مشروع "كيستون" في وقت مبكر، نقل خط الأنابيب 5 النفط الكندي منذ عام 1953، إذ يمر أكثر من نصف إمدادات أونتاريو عبره.
ووفقًا لشركة إنبريدج يخرج الخط من ولاية ميتشيغان عند مدينة سارنيا الحدودية، بمقاطعة أونتاريو، ويتصل بخط آخر يوفّر ثلثي النفط الخام المستخدم في مقاطعة كيبيك لإمداد البنزين وزيت التدفئة المنزلية ومنتجات أخرى، حسبما أورد موقع كراين ديترويت الأميركي.
توتر العلاقات بين كندا والولايات المتحدة
تنذر المواجهة الوشيكة بشأن خط أنابيب ثانٍ للنفط الخام بمزيد من التوتر في العلاقات بين الجارتين التي توترت خلال إدارة ترمب، بعد أشهر من تجاهل الرئيس جو بايدن طلب المسؤولين الكنديين التراجع عن إلغاء تصريح خط أنابيب كيستون إكس إل.
ومع اقتراب الموعد النهائي لإغلاق الخط -بأمر من حاكم ولاية ميتشيغان في 12 مايو/أيار- يساند المسؤولون الكنديون شركة إنبريدج، التي تقدمت بطعن في الأمر لدى محكمة أميركية، وصرحت بأنها لن تنصاع إلى الأمر.
وتقول شركة إنبريدج -الكائنة في مدينة كالغاري بمقاطعة ألبرتا الكندية- إن الحاكم "ويتمر" تجاوز صلاحياته، وإن خط الأنابيب -البالغ من العمر 68 عامًا- لا غبار عليه.
وقال نائب رئيس أول لدى شركة "إنبريدج"، مايك فرنانديز، إن الخط يمثّل شريان حياة الطاقة في كندا.
أهمية خط الأنابيب
نقلاً عن وكالة أسوشيتد برس، قال وزير الموارد الطبيعية الكندي، سياموس أوريغان، إن الحكومة الكندية تدعم استمرار تشغيل شركة إنبريدج الآمن لخط الأنابيب 5، لأنه جزء حيوي من أمن الطاقة الكندي، وأن استمرار عمليات الشركة غير قابل للتفاوض.
من جهتها، حذّرت لجنة في مجلس العموم الكندي، هذا الشهر، من تبعات الإغلاق، مثل فقدان الوظائف ونقص الوقود واختناقات المرور، إذ تُنقل87 مليون لتر من السوائل البترولية، يوميًا، عبر خط الأنابيب 5 إلى الشاحنات وعربات السكك الحديدية المعرّضة للحوادث.
وحثّت اللجنة رئيس الوزراء الكندي، غاستن ترودو، ومسؤولين كنديين آخرين على الضغط على المسؤولين الأميركيين؛ وقالت إنه دون اتفاق فقد تلجأ كندا إلى معاهدة عام 1977 التي تمنع كلتا الدولتين من عرقلة نقل النفط والغاز الطبيعي.
وتقول شركة "إنبريدج" ومؤيدوها في قطاع النفط إن خط الأنابيب 5 يفيد -أيضًا- الغرب الأوسط الأميركي، كونه ينقل زيت وقود الطائرات والبنزين، بالإضافة إلى سوائل الغاز الطبيعي المصنوعة من البروبان.
معارضو خط الأنابيب
لا يتفق معارضو خط الأنابيب 5 مع رأي شركة "إنبريدج"، ويقولون إن معظم الفوائد الاقتصادية تذهب إلى كندا، بينما تخاطر ميتشيغان بحدوث تسرّب قد يفسد كميات ضخمة من المياه.
وقالت مديرة مجموعة بيئية في ولاية ميتشيغان، تدعى "فور لف أوف ووتر"، ليز كيركوود، إن الكنديين يتجاهلون مسؤوليتنا المشتركة عن حماية البحيرات العظمى، التي تحتوي على 20% من المياه السطحية العذبة في العالم.
وتُجدر الإشارة إلى أن المعارضة لخطوط أنابيب النفط اشتدت في الولايات المتحدة، إذ استثارت النزاعات بشأن خط "كيستون" وخط أنابيب "داكوتا أكسس" المثير للجدل، وخط أنابيب 3 التابع لشركة "إنبريدج" في ولاية مينيسوتا المحتجين.
ويريد أنصار حماية البيئة حظرًا دائمًا لخطوط الأنابيب، ما يدفع الولايات المتحدة إلى مزيد من الاعتماد على الخام الكندي سواء سُلّم عبر خطوط الأنابيب أم لا.
اقرأ أيضًا..
- ترانس ماونتن.. كيف تفادت كندا عقبات قرار بايدن بإلغاء خط "كيستون"؟
- أزمة محتملة بين أميركا وكندا بسبب مخاوف من تسرب نفطي على الحدود
- تجارة النفط بين الولايات المتحدة وكندا تعزز أمن الطاقة في أميركا الشمالية