النحاس.. مشروعات الطاقة النظيفة في مهب ارتفاع الأسعار
مكون مهم للألواح الشمسية وتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية
محمد فرج
- النقص السنوي في إمدادات النحاس قد يصل إلى 10 ملايين طن بحلول عام 2030
- من المرجح أن تكون مناجم النحاس الجديدة موجودة في مناطق حسّاسة سياسيًا و إيكولوجيًا
- سجّلت أسعار النحاس أعلى مستوى لها في 10 سنوات،اليوم، بسبب مخاوف العرض في تشيلي
أقرّت العديد من الدول خططًا شاملة للتحول إلى الطاقة النظيفة لتقليص الانبعاثات والحدّ من التلوث، وفي الوقت الذي تتجه فيه البلدان نحو تحقيق الحياد الكربوني والتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، ستكون هناك حاجة إلى كميات قياسية من النحاس.
ويعدّ النحاس مكونًا مهمًّا للألواح الشمسية وتوربينات الرياح والسيارات الكهربائية وتخزين البطاريات.
وسجّلت أسعار النحاس أعلى مستوى لها في 10 سنوات، أول أمس الثلاثاء، بسبب مخاوف العرض في تشيلي -المنتج الأكبر- وتحسين آفاق الطلب بسبب الانتعاش الاقتصادي العالمي وزيادة الاستثمارات في المبادرات الخضراء، حسبما ذكرت رويترز.
تصاعد كبير في أسعار النحاس
قفزت عقود النحاس الأكثر تداولًا لشهر يونيو/حزيران في بورصة شنغهاي للعقود الآجلة بنسبة 3.1% إلى 72.510 يوان (11.176 دولارًا) للطن، وهو مستوى لم تشهده منذ فبراير/شباط 2011.
وسجّل النحاس لمدة 3 أشهر في بورصة لندن للمعادن نحو 9.885 ألف دولار للطن، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس/آب 2011، في وقت سابق من الجلسة، قبل أن يتراجع إلى 9.870 آلاف دولار للطن بحلول الساعة 0251 بتوقيت غرينتش، ولا يزال مرتفعًا بنسبة 1.2%.
نقص الإمدادات بحلول 2030
يقدّر محللون في السوق أن النقص السنوي في إمدادات النحاس قد يصل إلى 10 ملايين طن بحلول عام 2030، إذا لم تُبْنَ مناجم جديدة، وهو ما يعني أن الأسعار مستمرة في الارتفاع، ما يعطي عمّال المناجم حافزًا لجلب مناجم نحاس جديدة إلى السوق.
وأوضح محللو السوق، أنه إذا لم يجرِ التعدين بشكل مختلف، فإن التسرع في إدخال هذه المشروعات إلى الإنتاج يمكن أن يطلق العنان لآثار كارثية غير مقبولة على السكان المحليين والبيئات المحلية، حسبما ذكر موقع ذا كونفيرزيشن.
وكانت سوق النحاس ثابتة حتى وقت قريب، وكانت الأسعار منخفضة، ولم تكن بيئة جيدة للمنتجين.
وأثار الطلب على النحاس وغيره من المعادن الانتقالية في مجال الطاقة تنبّؤات بازدهار السلع الأساسية، وعصر ذهبي لاستكشاف المعادن.
ولمواجهة الطلب العالمي المرتفع، يجب ألّا تحجب هذه الشركات الكبرى تحديات الاستدامة التي يواجهها النحاس.
4 تحديات تواجه صناعة النحاس
توجد 4 تحديات رئيسة تواجه صناعة التعدين في طفرة النحاس الوشيكة.
وتتضمن التحديات حبس رواسب النحاس المكتشفة في مواقع نائية وصعبة، وغالبًا ما توجد رواسب النحاس المكتشفة - المعروفة باسم "الخام" - في أماكن مثل جبال أنديس العالية والقطب الشمالي وأعماق البحار.
وستكون التحديات الاجتماعية والبيئية والتقنية للمشروعات في هذه المواقع أكبر من أيّ وقت.
كما تواجه العديد من المشروعات المقترحة معارضة عامة، وتعني المعارضة العامة لهذه المشروعات وغيرها من مشروعات النحاس الواسعة النطاق أنها قد تواجه معارك قانونية صعبة قبل السماح لهذه المشروعات بالشروع في العمل.
سبل إدارة النفايات
من المتوقع أن تكون مناجم النحاس المستقبلية أقلّ درجة وأعمق، وفي الوقت نفسه، تواجه الصناعة أزمة مصداقية بشأن إدارتها لهذه النفايات الخطرة. وإذا تمّت تلبية الطلب المتوقع، فإننا نحسب أن العالم سينتج أكثر من 9 أضعاف كمية مخلّفات النحاس بين عامي 2000 و 2050، مقارنة بالقرن السابق بأكمله.
-
شركة هوشيلد للتعدين تتوقّع انخفاض إنتاجها في بيرو والأرجنتين
-
الوجه الخفي للطاقة الشمسية... تراكم نفايات الألواح ينذر بأزمة عالمية (فيديو)
ومن المرجح أن تكون مناجم النحاس الجديدة موجودة في مناطق حسّاسة سياسيًا وإيكولوجيًا.
والجدير بالذكر أن صناعة التعدين اعتمدت على ارتفاع الأسعار لمعالجة النقص في الإمدادات. ويمنح ارتفاع أسعار المعادن الشركات رأس المال الذي تحتاجه للعمل في مواقع صعبة والاستثمار في تكنولوجيات التعدين الجديدة.