ارتفاع موجة كورونا في الهند يهدد بتعطل مشروعات الطاقة المتجددة
توقعات بتأجيل مشروعات بقدرة 4 غيغاواط
نوار صبح
- طالبت الشركات وزارة الطاقة المتجددة بتمديد شامل لمشروعاتها من 3 إلى 4 أشهر
- منحت الحكومة، في أغسطس/آب 2020، تمديدًا شاملاً لمدة 5 أشهر لجميع المشروعات للتعامل مع الاضطرابات الناجمة عن الإغلاق
- وتيرة انتشار العدوى أجبرت الولايات على إعلان الإغلاق الذي أدى إلى الهجرة العكسية للعمال
- الربحية عبر سلسلة القيمة تتعرض لضغوط شديدة بسبب التكاليف الإضافية والتأخيرات
أدى التزايد الكبير في نسب الإصابة بفيروس كورونا في جميع الولايات الهندية، خلال الفترة الأخيرة، وما رافقه من إجراءات الإغلاق وحظر التجول، والاضطرابات في سلسلة العمالة والتوريد، إلى مخاوف من تأخير تنفيذ مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وطالبت شركات تطوير طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وزارة الطاقة الجديدة والمتجددة الهندية بتمديد شامل لمشروعاتها من 3 إلى 4 أشهر، خشية تأجيل توليد 4 غيغاواط من تلك المشروعات، حسبما أورد موقع صحيفة إنديا تايمز الهندية.
محاولات رسمية لاحتواء الوباء
أوضحت وزارة الطاقة المتجددة في الهند -بموجب أمرها الصادر في 30 مارس/آذار- أن إجمالي التمديد المقدم من الوكالات المنفذة، بسبب إجراءات وإصابات جائحة كوفيد-19، يجب ألا يزيد -بأي حال من الأحوال- على 6 أشهر، بما في ذلك التمديد الشامل لمدة 5 أشهر الممنوح في أغسطس/آب 2020.
ومنحت الوزارة، في أغسطس/آب 2020، تمديدًا شاملًا لمدة 5 أشهر لجميع المشروعات الجارية للتعامل مع الاضطرابات الناجمة عن الإغلاق.
وأوضح مؤسس مركز "جيه إم كيه" للأبحاث، جيوتي غوليا، أنه في حال منحت الحكومة مطوري الطاقة الشمسية تمديدًا إضافيًا لمدة 3 إلى 4 أشهر، فسيُؤجل توليد نحو 4 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومن المرتقب تشغيل تلك المشروعات في عام 2021، بينما يتوقع أن يجري تكليف شركات التطوير بها في عام 2022.
ومع أن الحكومة المركزية طلبت من الولايات عدم فرض الإغلاق الكامل للمناطق، وإنما احتواء المناطق المصابة، فإن وتيرة انتشار العدوى أجبرت الولايات على إعلان الإغلاق الذي أدى إلى الهجرة العكسية للعمال.
تزايد الأضرار
قال جيوتي غوليا، إن سوق الأسطح الشمسية سيواجه -مرة أخرى- مشكلات الدفع للمشروعات التشغيلية، نتيجة الضبابية التي تلوح في الأفق، إذ سيشمل الإغلاق الكامل أو الجزئي وحدات التصنيع والشركات، ما قد يفاقم مشكلات أزمة السيولة.
من جهته، طلب الاتحاد الوطني للطاقة الشمسية في الهند -في وقت سابق من هذا الشهر- من هيئة صناعة الطاقة الشمسية تمديدًا شاملاً لمدة 3 أشهر، خلال تاريخ التكليف المحدد والإغلاق المالي على تنفيذ المشروعات الحالية حتى استقرار أسعار الوحدات وأسعار الصلب.
وقال محللو الصناعة إن الضرر طال جميع جوانب نشاط تطوير المشروع، بما في ذلك إعداد الموقع والهندسة والتمويل والمشتريات والبناء، بسبب انتشار العدوى بشكل يفوق التوقعات، حسبما أورد موقع صحيفة إنديا تايمز الهندية.
وقال العضو المنتدب في شركة استشارات الطاقة المتجددة "بريدج تو إنديا"، فيناي روستاجي، إن الربحية عبر سلسلة القيمة تتعرض أيضًا لضغوط شديدة بسبب التكاليف الإضافية والتأخيرات، وأن الأمور قد تزداد سوءًا اعتمادًا على موعد بدء السيطرة على الوباء.
وقالت خبيرة اقتصاد الطاقة، لدى معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي، فيبوتي غارغ، إنهم سيسعون من أجل سداد مدفوعات شركات توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة، وسيتعين على الحكومة ضخ مزيد من الأموال لمعالجة المشكلة.
وأضافت أن الوضع الحالي قد يعرقل -أيضًا- هدف الحكومة المتمثل في تعزيز التصنيع المحلي في هذه المرحلة.
وقالت إن كثيرًا من العمال المهاجرين باشروا العودة إلى ولاياتهم، وستعاني مشروعات الطاقة المتجددة في مثل هذه الولايات، وينبغي على الحكومة تمديد فترة أخرى وعدم فرض أي عقوبة لعدم تسليم المشروعات في الوقت المحدد.
تدابير شركات الطاقة لموجهة كورونا
قال الرئيس التنفيذي لشركة "هيرو فيوتشر إنرجي"، سريفاتسان أيير، إنه لا يتوقع أي تأثير سلبي على أي من العمليات الحالية، حتى الآن، إذ حافظت الشركة على عملياتها اليومية خلال الزيادة السابقة في حالات الإصابة بكوفيد-19.
وأضاف أن الشركة بذلت أقصى الجهود لتسهيل بيئة عمل آمنة للموظفين في الموقع والعاملين المتعاقدين في موقع مشروع حديقة بهادلا للطاقة الشمسية في ولاية راجستان.
وأوضح أن حملة التطعيم جارية لجميع الموظفين، وقد بدأت الشركة مؤخرًا بتطعيم العمال المتعاقدين في عدد قليل من المواقع التشغيلية، وتهدف الشركة إلى تغطية اللقاحات لجميع مواقع عملها في أقرب وقت ممكن.
وأعربت شركة "غاوتام سولار"، إحدى شركات تصنيع مكونات الطاقة الشمسية، ومقرها دلهي، أنها لا تواجه حاليًا أي أزمة هجرة لموظفيها.
وقال العضو المنتدب لشركة "غاوتام سولار"، في محطة "هاريدوار"، غوتام موهانكا، إنه نظرًا لعدم وجود أي نقص في الطلب، لا يتعين علينا التفكير في خفض الأجور -أو تسريح العمال- التي تؤدي إلى هجرة العمال، خاصة أولئك الذين يعملون بأجور يومية.
جدير بالذكر أن قطاع الطاقة المتجددة، في الهند، شهد ازديادًا في عمليات الاندماج والاستحواذ، منذ العام الماضي، على الرغم من انعكاسات جائحة كورونا التي أضرت الاقتصاد.
ويرى المحللون أن هذا العام لن يكون مختلفًا، وسيشهد القطاع مستوى عاليًا من عمليات الاندماج والاستحواذ ونشاط التمويل على الرغم من أضرار كوفيد-19، بسبب الاتجاه العالمي لمصادر الطاقة المتجددة وتقبّل المستثمرين اتفاقيات شراء الطاقة القابلة للتمويل.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة المتجددة.. دراسة تنصح بتعديل خطة الهند لتوليد الكهرباء
- مخاوف من تراجع الطلب العالمي على النفط بعد انتشار كورونا في الهند