400 مليار دولار استثمارات تحتاجها الهند لمكافحة تغير المناخ.. هل تستطيع؟
مقابل توفير أكثر من 100 غيغاواط من الطاقة النظيفة
محمد فرج
- خفض 1.1 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري حتى عام 2030
- الهند تعزز أهدافها لخفض الانبعاثات بحلول عام 2047
- بلغت حصة الطاقة غير الأحفورية في القدرة على توليد الطاقة المركبة 38% مقابل هدف اتفاق باريس المتمثل في تحقيق 40% بحلول عام 2030
اتخذت الهند خطوات ملموسة بشأن تقليص الانبعاثات والحد من غازات الاحتباس الحراري، وحددت خطة متوسطة وطويلة المدى لتحقيق الحياد الكربوني.
وتحتاج الهند استثمارات تصل إلى 400 مليار دولار للتوسع في الطاقة النظيفة وتوفير أكثر من 100 غيغاواط من الطاقة وخفض 1.1 مليار طن من غازات الاحتباس الحراري حتى عام 2030، للمضيّ قدمًا في القضاء على التلوث بموجب اتفاقية باريس للمناخ.
ويراقب المحللون باهتمام ما إذا كانت نيودلهي ترفع أهدافها للحد من التلوث، أو تشير إلى الموعد النهائي لتحقيق الحياد الكربوني، حسبما ذكرت "برس تراست أو إنديان" التي تعدّ من كبرى وكالات الأنباء في الهند.
وفر في الطاقة وخفض بالانبعاثات
قال بنك أوف أميركا سيكيوريتيز في مذكرة يوم الخميس الماضي، إن دفع الحكومة نحو مزج الإيثانول بنسبة تصل إلى 25% والتحرك نحو الهيدروجين الأخضر أمر مشجع.
وأضاف المصرف في المذكرة: "خلال الفترة 2015-2030، يمكن للهند أن تدفع 401 مليار دولار أميركي لتحقيق وفورات في الطاقة تزيد عن 106 غيغاواط، وخفض 1.1 مليار طن سنويًا في ثاني أكسيد الكربون والتأثير على 99 سهمًا برأس مال سوقي قدره 1.4 تريليون دولار".
ويتوقع التقرير أن تعزز الهند أهدافها لخفض الانبعاثات بحلول عام 2047، وأن تعلن عن ذلك في قمة المناخ المقرر عقدها العام الجاري.
وقد التزمت عدّة اقتصادات عالمية كبيرة بالحياد من حيث الكربون بحلول عام 2050، وقد وضعت الصين هدفًا لعام 2060، وانضمت الولايات المتحدة مرة أخرى إلى اتفاق باريس في عهد الرئيس جو بايدن.
مزج الإيثانول والهيدروجين الأخضر
حدّد مكتب مكافحة التلوث موضوعين جديدين آخرين فى مكافحة الهند للتلوث، وهما مزج الايثانول والهيدروجين الأخضر، ما أضاف الى الموضوعات السبعة المحددة سابقًا.
وقد زادت الحكومة من نسبة مزج الإيثانول ضمن نسبة البنزين من 1.4% في عام 2014، إلى 5% في عام 2020، و10% بحلول عام 2022، إلى 25% بحلول عام 2025.
ومع ذلك، فإن تحقيق 25% من مزج الإيثانول بحلول عام 2025 قد يمثّل تحديًا لأنه سيتطلب 10 مليارات لتر من الإيثانول سنويًا مقابل الإنتاج الحالي البالغ 3 مليارات لتر فقط.
وفيما يتعلق بمحرك الهيدروجين الأخضر، يتوقع التقرير أن تكتسب الهند قوة دفع للهيدروجين الأخضر قريبًا، بمجرد أن تنتهي الحكومة من المهمة الوطنية للطاقة الهيدروجينية التي تتطلب تحويل صناعات الأسمدة والصلب والبتروكيماويات إلى الهيدروجين الأخضر.
كهربة السكك الحديدية
حددت السكك الحديدية هدف كهربة قطاراتها بنسبة 100% في العام المالى 2023، وسجلت بالفعل أعلى مستوى كهربة لها على الإطلاق في السنة المالية الحالية عند 6 آلاف كيلومتر، وهو أعلى بنسبة 14% من أفضل مستوى سابق في السنة المالية 2019.
كما إن 23% أو 657 كيلومترًا من مشروع السكك الحديدية الضخمة سيبدأ العمل بالكهرباء خلال أيام.
وفيما يتعلق بالطاقة المتجددة، يجري تنفيذ أحد أكبر برامج الطاقة المتجددة، الذي يهدف إلى إنتاج من 175 إلى 450 ميغاواط في المدة من 2022 وحتى 2030.
وبلغت حصة الطاقة غير الأحفورية في القدرة على توليد الطاقة المركّبة 38%، مقابل هدف اتفاق باريس المتمثل في تحقيق 40% بحلول عام 2030. ووافقت الحكومة على مخطط حوافز مرتبط بالإنتاج لإنشاء قدرة تصنيع طاقة شمسية كهروضوئية 10 غيغاواط مقابل السعة الحالية البالغة 8 غيغاواط.