أقنعة الوجه.. خطر يهدد البيئة وسط تفشي جائحة كورونا
1.56 مليار قناع وجه تدخل إلى المحيطات في 2020
دينا قدري
تتنافس الحكومات الأوروبية والأميركية في الإعلان عن أهدافها المناخية لخفض الانبعاثات، لكنها تغضّ البصر عن إضرار معدات الحماية الشخصية بالبيئة، بعد أن فرضت ارتداء أقنعة الوجه والقفازات لمواجهة جائحة فيروس كورونا.
إن الحاجة إلى الاستمرار في استخدام معدات الوقاية الشخصية واتباع المبادئ التوجيهية لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ تُعدّ ضرورية للمساعدة في الحد من انتشار الجائحة.
وبعد أكثر من عام من تفشي فيروس كورونا، لا تزال الجائحة مستمرة وتصحبها مشكلة بيئية جديدة، وهي ارتفاع تلوث معدات الحماية الشخصية.
الإضرار بالمحيطات
تُشير التقديرات إلى استخدام 129 مليار قناع للوجه و65 مليار قفاز شهريًا، بحسب ما نقله موقع قناة "إيه بي سي نيوز" الأميركية.
وفي حين أن معدات الحماية الشخصية -لسوء الحظ- هي أداة ضرورية، فإن استخدامها المتزايد له آثار ضارة على البيئة، خاصة المحيطات.
ودخل ما يقرب من 1.56 مليار قناع وجه إلى المحيطات في عام 2020 وحده، خلال بداية الجائحة، وفقًا لتقرير صدر في ديسمبر/كانون الأول 2020 نشرته مجموعة حماية المحيطات "أوشنز آسيا"، ومقرها هونغ كونغ.
خطورة أقنعة الوجه
أوضحت كبيرة مديري أبحاث بلاستيك المحيطات لدى منظمة "أوشن كونسرفنسي"، بريتا بايتشلر، أن ما يجعل أقنعة الوجه خطيرة للغاية وإشكالية بالنسبة إلى الحياة البحرية هي المواد البلاستيكية الدقيقة التي تُنتج من أقنعة الوجه وتُستخدم لمرة واحدة.
وتابعت: "المواد البلاستيكية الدقيقة عبارة عن قطع صغيرة من مادة اصطناعية تُصنّع لتكون صغيرة عن قصد أو تتفكك من مواد بلاستيكية أكبر حجمًا".
كما قالت: "إنها تمثّل مشكلة لأنها مستمرة في مجموعة كاملة من الوسائط البيئية المختلفة.. وهي تكتفي بالانتقال عبر بيئات وحيوانات مختلفة لفترات طويلة جدًا ولا تختفي أبدًا".
بلاستيك أكثر من الأسماك
من جانبها، ترى عالمة الأحياء البحرية وغواصة سلامة أسماك القرش في شركة الرحلات "وان أوشن دايفينغ"، أندريانا فراغولا، بشكل مباشر التأثير المهمل لمعدات الحماية الشخصية على المحيط.
وقالت فراغولا: "كان هناك بالتأكيد ارتفاع في إجمالي ما نراه من الأقنعة".
وتابعت: "نحن في نقطة تحوّل الآن. هناك تقديرات تقول إنه بحلول عام 2048 ستكون لدينا كمية من البلاستيك في محيطاتنا أكثر من الأسماك".
تنظيف السواحل
تُدير منظمة "أوشن كونسرفنسي" -وهي منظمة أميركية غير ربحية تدافع عن المحيطات النظيفة- عملية تنظيف ساحلية دولية سنوية مع متطوعين من جميع أنحاء العالم.
وفي الآونة الأخيرة، حلّلت المنظمة العناصر التي عُثر عليها من آخر عملية تنظيف.
وأبلغت أن المتطوعين أزالوا 107.219 عنصرًا من معدات الوقاية الشخصية من الشواطئ والممرات المائية في جميع أنحاء العالم في النصف الثاني فقط من عام 2020.
وشملت العناصر -التي عثر المتطوعون عليها وسجلوها- أقنعة الوجه والقفازات ودروع الوجه ومناديل التعقيم.
ومع ذلك، قالت المنظمة إن التقرير يمثّل عددًا أقل من الواقع، إذ قدّرت بايتشلر أن العدد العالمي من المرجح أن يكون أقرب إلى "بضعة ملايين".
وقالت: "لسوء الحظ -كما يتضح من البيانات التي جمعناها خلال عملية تنظيف السواحل الدولية- فإن عناصر معدات الوقاية الشخصية التي تُستخدم لمرة واحدة تشق طريقها إلى البيئة".
اقرأ أيضًا..
- العالم يتحرك ببطء.. هدف الحياد الكربوني مهدد بالفشل (تقرير)
- إدارة بايدن تتعهد بخفض الانبعاثات إلى النصف بحلول 2030