7 توقعات صادمة بشأن أسواق النفط والطاقة
انهيار أسعار النفط لـ10 دولارات الأبرز
سالي إسماعيل
- الطلب العالمي على النفط سيبدأ في الانخفاض بدايةً من عام 2023
- أسعار خام برنت ستُتداول بين 10 و 18 دولارًا للبرميل بحلول عام 2050
- تسارع تحوّل الطاقة يُشكّل عواقب وخيمة أمام صناعة النفط والغاز
- أوبك قد تفقد قبضتها على أسواق النفط لصالح مصدّري الغاز
هل أسعار النفط على وشك الانهيار؟ إذن، ماذا عن الطلب العالمي؟ وماذا عن الشركات الكبرى في صناعة النفط والغاز الطبيعي والطاقة؟ جميع ما سبق جزء من توقعات صادمة بشأن الأسواق في العقود المقبلة.
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة أبحاث الطاقة العالمية، وود ماكنزي، أن أسواق النفط والطاقة قد تشهد 7 تغييرات ملحوظة حتى حلول عام 2050، تحت مظلة التحرك للحدّ من تغيّر المناخ.
وبعبارة أخرى، إذا كثّف العالم جهوده للحدّ من الاحتباس الحراري إلى 2 درجة مئوية -وهو ما تسميه وود ماكنزي بسيناريو تسارع تحوّل الطاقة-، فإن العواقب بالنسبة لصناعة النفط والغاز ستكون وخيمة.
انخفاض الطلب
فيما يُعدّ أكثر التوقعات تشاؤمًا، تتوقع وود ماكنزي أن يبدأ الطلب العالمي على النفط في الانخفاض بدايةً من عام 2023.
وتأتي هذه التوقعات بموجب السيناريو الذي يفترض أن البلدان سوف تتبنّى خططًا متسارعة لتحوّل الطاقة.
وبموجب هذا السيناريو، من المتوقع أن ينخفض الطلب العالمي على النفط من 100 مليون برميل يوميًا في الوقت الحالي إلى 35 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2050.
ويعني ذلك أن الطلب العالمي على النفط سيتراجع بنحو 70% عن المستويات الحالية في غضون 3 عقود تقريبًا.
ومن شأن هذا الانخفاض في الطلب على النفط أن يكبح انبعاثات الكربون من استخدام الخام بنحو 60% عن المستويات الحالية.
ماذا عن الأسعار؟
يمكن أن يواجه منتجو النفط انهيارًا في أسعار خام برنت القياسي، إذا تحركت الدول في جميع أنحاء العالم للحدّ من الاحتباس الحراري إلى 2 درجة مئوية.
وبحلول عام 2030، قد يتراوح سعر خام برنت بين 37 إلى 42 دولارًا للبرميل في المتوسط، مقارنة مع المستويات الحالية، والبالغة من 60 إلى 70 دولارًا للبرميل.
ومع انخفاض الطلب العالمي على النفط بنحو 2 مليون برميل يوميًا سنويًا، لا يمكن لمنظمة أوبك إنتاج ما يكفي من الخام لدعم الأسعار بمرور الوقت، نظرًا لأنها تشهد كل عام مزيدًا من الانخفاض في جانب الطلب.
ومع حلول عام 2040، ستتراوح أسعار النفط بين 28 إلى 32 دولارًا للبرميل.
ومن المتوقع أن يتراجع خام برنت القياسي بشكل حاد، ليتراوح في المتوسط بين 10 دولارات إلى 18 دولارًا للبرميل بحلول عام 2050.
صعوبات شديدة
تشير التوقعات كذلك إلى أن شركات النفط الدولية وشركات النفط الوطنية ستواجه صعوبات شديدة.
ومن بين هذه التحديات، من المرجح انخفاض أصول بعض هذه الشركات مع انخفاض الإنتاج أو إشهار إفلاسها أو إعادة الهيكلة على نطاق أكبر بكثير مما حدث في عام 2020.
وفي هذا السياق، ستتفوق شركات الطاقة الكبرى على شركات النفط الكبرى، وسط تحوّل الاستثمارات نحو مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين وتخزين الكربون.
الطلب على الغاز
لحسن الحظ، أن الطلب على الغاز الطبيعي يُتوقع أن يظل ثابتًا، حيث تلعب هذه السلعة دورًا رئيسًا في عملية تحوّل الطاقة.
وبحسب التوقعات، فإن الطلب العالمي على الغاز الطبيعي لن يبدأ في التراجع حتى حلول عام 2040.
أسعار الغاز
تعتقد وود ماكنزي أن توقعات أسعار الغاز الطبيعي في ظل سيناريو التحول المتسارع للطاقة، ستكون أكثر تفاؤلًا.
وبحسب الدراسة، فمن المتوقع أن تُتداول أسعار مركز هنري للغاز الطبيعي بين 3 إلى 4 دولارات لكل ألف قدم مكعبة في غضون 3 عقود تقريبًا.
في حين إن أسعار الغاز الطبيعي المسال قد تقفز لما يتراوح بين 8 إلى 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية بحلول عام 2040.
مصدّرو الغاز
من بين التداعيات المحتملة في هذا السيناريو الذي يفترض التحول المتسارع للطاقة، تحوّل قوة السوق من أوبك إلى كبار مصدّري الغاز.
وحين ستمتلك أوبك حصة في سوق النفط تزيد عن 50% بحلول عام 2050، سيطرتها ستكون أقلّ، إذ يمنع الانخفاض الحاد في الطلب كبار المنتجين من إدارة السوق ودعم الأسعار، كما هو الحال اليوم.
ومع ضعف قبضة أوبك على سوق النفط، يمكن لأكبر مصدّري الغاز -قطر وروسيا- تشديد قبضتهم مع زيادة التجارة العالمية في الغاز الطبيعي المسال.
الكهرباء والاستهلاك
تعدّ الكهرباء والوقود منخفض الكربون من بين الأمور الرئيسة للحدّ من الاحتباس الحراري عند 2 درجة مئوية.
وفي الواقع، تُقدّر وود ماكنزي أن الكهرباء ستُلبّي 47% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي عالميًا بحلول عام 2050، مقارنة مع 20% اليوم.
3 فرضيات أساسية
يقوم هذا السيناريو القاتم على 3 فرضيات رئيسة، أولها أن جميع قطاعات الاقتصاد ستزوّد بالكهرباء سريعًا.
أمّا الفرضية الثانية، فتكمُن في أن قطاع توليد الكهرباء سيتخلص من الكربون عبر الاعتماد أكثر على مصادر الطاقة المتجددة والتحوّل من الفحم إلى الغاز الطبيعي.
ويفترض كذلك زيادة كبيرة في مشروعات استخلاص الكربون وتخزينه، لتصل إلى قدرة عالمية على تخزين ما مجموعه 5 مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
كما يعتمد على فرضية زيادة إنتاج الهيدروجين بشكل حادّ ليصل إلى 380 مليون طن بحلول عام 2050، في القطاعات التي يصعب إزالة الكربون منها.
وفي قطاع السيارات، يعني هذا أن 80% من جميع السيارات الجديدة المبيعة في عام 2050 ستكون كهربائية، وحتى السفن وشاحنات المسافات الطويلة ستعمل بالهيدروجين.
اقرأ أيضًا..
- العالم يتحرك ببطء.. هدف الحياد الكربوني مهدد بالفشل (تقرير)
- مزايا ضريبية وتسريح للعمال في شركات النفط والغاز الأميركية (إنفوغرافيك)