التقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددةعاجل

الملايين يفتقرون للكهرباء.. الطاقة المتجددة في أفريقيا بين التحديات والأهداف الطموحة

أحمد شوقي

تكافح إفريقيا في سبيل التكيّف مع التغيّر المناخي، ورغم أنها تتمتع بموارد كبيرة للطاقة المتجددة فإن نقص التمويل يُمثّل عقبة أساسية أمام خططها الطموحة.

وتحتاج القارة السمراء إلى مساهمة من الدول المتقدمة من أجل مكافحة الطوارئ المناخية التي تنال من التنمية الاقتصادية للمنطقة، رغم أنها الأقل في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم.

عقبات وتحديات

في الواقع، لا يزال الملايين في إفريقيا يفتقرون إلى الكهرباء التي يمكن الاعتماد عليها، بعد أن فشلت الخطط القديمة التي تعتمد على مصادر الطاقة التقليدية في تحقيق وصول شامل للكهرباء في ربوع القارة كافّة.

والآن تُمثّل الطاقة المتجددة أمرًا مهمًّا في توليد الكهرباء بشكل مستدام في إفريقيا من جهة، وتحقيق أهداف مكافحة التغيّر المناخي من ناحية أخرى.

ويحتاج التحوّل إلى الطاقة النظيفة إلى تكاليف مادية ضخمة في العادة، ولا شك أن إفريقيا في الغالب تفتقر إلى الموارد المالية، فضلًا عن البنية التحتية المتهالكة، وهذا يضع القارة أمام فجوة مالية كبرى تعرقل الطموح نحو الطاقة المتجددة.

ولمواجهة هذه العقبات، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدول المتقدمة إلى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالمناخ -البالغة 100 مليار دولار- التي تعهدت بها منذ أكثر من عقد، لضمان تحول سريع في دعم الاستثمارات الخضراء في إفريقيا.

كما حث القطاع الخاص على أن يقدّم حلولاً فورية وملموسة إلى الحكومات، حسب قول غوتيريش.

استثمارات الطاقة المتجددة في إفريقيا

يقول غوتيريش إن إفريقيا تلقت 2% فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة خلال العقد الماضي، كما يشير بنك التنمية الإفريقي -أيضًا- إلى أن إفريقيا القارة الأقل تلوثًا في العالم والأكثر عرضة لتغيّر المناخ تلقت 4% فقط من تمويل المناخ العالمي في 2020.

ويساهم الإنفاق على تغيّر المناخ في إعاقة تنمية البلدان الإفريقية، إذ يصل إلى 10% من موازنات بعض الدول.

ومع مواجهة حالة الطوارئ المناخية التي تميزت في السنوات الأخيرة بالأعاصير والفيضانات والجفاف، اضطرت الدول إلى تحويل الموارد من قطاعات التنمية الرئيسية إلى الإنفاق على إجراءات التكيف مع المناخ، بحسب البنك الإفريقي للتنمية.

خطط طموحة

الحاجة المُلحة للطاقة النظيفة في إفريقيا لم تكن أبدًا أقوى مما هي عليه الآن، مع وجود طلب كبير على الطاقة بسبب النمو السكاني المتزايد، فضلاً عن تطور التصنيع والتجارة.

ويأتي ذلك بغض النظر عن العامل الرئيسي وهو تغيّر المناخ؛ إذ تُقدِّر اللجنة الاقتصادية لإفريقيا المعنية بهذه الظاهرة أنه من المتوقع أن تُقلص ​​الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 15% بحلول عام 2030، بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ والإنفاق على جهود التكيّف.

ويرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة عدنان أمين أن كثيرًا من الدول في إفريقيا تتبنى بشكل متزايد مصادر الطاقة المتجددة من خلال النجاح في اتخاذ الخطوات اللازمة لتوسيع نطاقها، مثل اعتماد سياسات الدعم، وتشجيع الاستثمار والتعاون الإقليمي.

وأبدت دول مثل مصر وإثيوبيا وكينيا والمغرب وجنوب إفريقيا التزامًا ثابتًا تجاه تسريع استخدام الطاقة المتجددة، في حين أن بعض البلدان الإفريقية الأصغر -بما في ذلك جيبوتي ورواندا وسوازيلاند- وضعت أيضًا أهدافًا طموحة للطاقة النظيفة.

وعلى سبيل المثال، أظهرت إفريقيا تقدمًا كبيرًا في تطوير أسواق الطاقة الشمسية الخاصة بها على مدار السنوات الأخيرة، حيث شهدت القارة نموًا ملحوظًا في منشآت الطاقة الشمسية الجديدة، مدفوعة بشكل أساسي من 5 بلدان؛ مصر وجنوب إفريقيا وكينيا وناميبيا وغانا.

وعلى الرغم من التحديات التي فرضها فيروس كورونا، فإنه من المقرر أن تزداد الطاقة المتجددة في إفريقيا، وتشكل ما يقرب من نصف نمو توليد الكهرباء في الأجزاء الواقعة جنوب الصحراء الكبرى من القارة بحلول عام 2040، بحسب وكالة الطاقة الدولية.

نماذج مُبشرة

رغم الصعوبات والتحديات توجد نماذج تُعطي تفاؤلًا بشأن مستقبل الطاقة النظيفة في إفريقيا، وتؤكد أن القارة تمتلك موارد وفيرة، لكنها غير مُستغلة.

وعلى سبيل المثال، تمتلك إفريقيا الإمكانات لإنتاج أكثر من 59 ألف غيغاواط من طاقة الرياح، وهو ما يكفي لتغطية الطلب على الكهرباء في القارّة أكثر من 250 مرة.

ومع ذلك، فإن طاقة الرياح المثبتة في إفريقيا حاليًا لا تمثل سوى 0.01% من هذه الإمكانات.

وتُعد جنوب إفريقيا نموذجًا جيدًا في هذا الشأن، إذ تحتل المركز الأول في القارة، بعد أن قامت بتركيب 515 ميغاواط من سعة طاقة الرياح الجديدة خلال العام الماضي، بحسب المجلس العالمي لطاقة الرياح.

بينما أوضح تقرير حديث لشبكة سياسة الطاقة المتجددة للقرن الـ21 أن عدد المدن في الدول الإفريقية (جنوب الصحراء الكبرى) التي فرضت حظرًا جزئيًّا أو كليًّا على استخدام الوقود الأحفوري قفز 5 أضعاف خلال عام 2020.

ووضعت ما لا يقل عن 19 مدينة -من بينها كيب تاون في جنوب إفريقيا وكمبالا في أوغندا- أهدافًا للطاقة المتجددة، فضلًا عن 34 مدينة أخرى لديها سياسات في هذا المجال، بحسب التقرير.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق