شركات التكنولوجيا الأميركية الأكثر التزامًا بالحياد الكربوني
مهمة شركات الوقود الأحفوري أكثر صعوبة
دينا قدري
- بلومبرغ تطلق أداة بحثية جديدة تحدد الشركات التي أعلنت عن هدف الحياد الكربوني وتلك التي لم تعلن
- 4 شركات تكنولوجيا أميركية أعلنت عن خططها لخفض الانبعاثات
- أكبر 10 شركات أميركية حاجة إلى خفض أو تعويض انبعاثاتها السنوية
- شركات الوقود الأحفوري تواجه مهمة صعبة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني
أطلقت خدمة بلومبرغ لتمويل الطاقة المتجددة (إن إي إف) أداة بحثية جديدة تحدد الشركات التي أعلنت عن هدف الحياد الكربوني، وتلك التي لم تعلن، من بين أكبر 400 شركة في الصناعات ذات الانبعاثات الثقيلة.
يجري وضع الدرجات بناءً على مدى الأهمية الحقيقية لأهداف الشركة، واحتلت مايكروسوفت، على سبيل المثال، المرتبة الأولى بين أكبر 10 شركات أميركية، في حين جاءت جونسون آند جونسون في المرتبة الأخيرة.
شركات التكنولوجيا
من بين أكبر 10 شركات أميركية من حيث القيمة السوقية، أعلنت 4 شركات فقط عن خطط لخفض انبعاثاتها إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وتصادف أن تكون جميعها شركات تكنولوجيا، وهي آبل ومايكروسوفت وأمازون وفيسبوك.
تدّعي شركة غوغل أنها حققت بالفعل الهدف، قائلة: إنها تعمل على تعويض انبعاثاتها بالكامل منذ عام 2007.
وتتعهد الشركات الـ5 الأخرى في قائمة أكبر 10 شركات -جي بي مورغان وجونسون آند جونسون وول مارت وماستركارد وبنك أوف أميركا- بالتعويض الكامل عن انبعاثات النطاق 1 والنطاق 2 (التي تأتي مباشرةً من عملياتها الخاصة)، ولكن ليس انبعاثات النطاق 3 (المنبعثة من المورّدين ومستخدمي منتجاتها).
أهداف الحياد الكربوني
قال المحلل لدى خدمة بلومبرغ إن إي إف، كايل هاريسون - الذي يركّز على استدامة الشركات-: "إن أقوى أهداف الحياد الكربوني، مثل تلك التي حددتها مايكروسوفت، تتجاوز عمليات الشركة وتعالج آثارها الأوسع على المناخ والمجتمع".
وتابع: "تحتوي هذه الأهداف أيضًا على أهداف مؤقتة طموحة وقابلة للقياس، من شأنها أن تغرس الثقة في المستثمرين وأصحاب المصلحة الآخرين".
وحصلت أسترازينيكا على أعلى درجة في نهاية شهر مارس/آذار، من بين 400 شركة في أداة بلومبرغ إن إي إف للحياد الكربوني.
وذكر هاريسون أن شركة الأدوية تعهدت "بالتحوّل إلى انبعاثات سلبية عبر سلسلة القيمة بأكملها" ووضع سلسلة من الأهداف للمساعدة في توجيه الإستراتيجية وتحقيق أهدافها في عام 2030.
الشركات الأميركية
ستحتاج أكبر 10 شركات أميركية إلى خفض أو تعويض انبعاثاتها السنوية المجمّعة بمقدار 129 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون (أو ما يعادله) بحلول عام 2050.
لوضع هذا الرقم في المنظور الصحيح، فإن هذا يساوي الانبعاثات السنوية للفلبين، وفقًا لما أكده هاريسون.
شركات الوقود الأحفوري
العقبة أكبر بكثير بالنسبة لشركات الوقود الأحفوري، لأنها تعمل في مجال بيع المنتجات التي تسرّع من ظاهرة الاحتباس الحراري، عند استخدامها على النحو المنشود.
سيتعين على أكبر 18 شركة نفطية لديها أهداف الحياد الكربوني، خفض انبعاثاتها الجماعية بمقدار 3.3 مليار طن سنويًا في عام 2050 لتحقيق التزاماتها، وفقًا لتقديرات خدمة بلومبرغ إن إي إف.
وشدد هاريسون على أن منتجي النفط والغاز يواجهون مهمة أكثر صعوبة لتحقيق أهدافهم للحياد الكربوني، حيث يدرجون انبعاثات النطاق 3 الكاملة في أهدافهم.
تُعدّ رويال داتش شل وإيني وإكوينور وربسول من بين الشركات الأوروبية الكبرى التي حددت مثل هذه الأهداف، في حين إن شركة أوكسيدنتال بتروليوم هي الشركة الأميركية الوحيدة التي لديها مثل هذا الهدف.
طريقة التصنيف
أوضح هاريسون كيفية تسجيل النقاط، حيث يجري تصنيف الشركات على 13 مقياسًا مختلفًا متعلقًا بهدف الحياد الكربوني المعلن، ثم تحصل في النهاية على علامة بين 0-10. ويتم تحليل الشركات على وجه التحديد بشأن طموح وشرعية أهدافها المعلنة.
وقال هاريسون، إن الشركات التي حصلت على أعلى الدرجات هي تلك التي تعالج الانبعاثات عبر أعمالها بالكامل (انبعاثات النطاقات 1 و2 و3).
وأضاف أن الشركات التي تضع أهدافًا مؤقتة، ولديها سنوات مستهدفة قبل عام 2050، أو تتعهد بتجاوز الحياد، من خلال تحديد هدف سلبي للكربون أو ما يعادله، تكسب أيضًا درجات عالية.
بالطبع، الوعد بتحقيق أهداف الحياد الكربوني شيء، والقيام به شيء آخر تمامًا. والطريقة التي تسعى بها العديد من الشركات إلى تحقيق هذه الأهداف -من خلال شراء تعويضات الكربون- يُنظر إليها بشكل متزايد على أنها شكل آخر من أشكال الغسل الأخضر.
اقرأ أيضًا..
- قادة الطاقة والمناخ في 40 دولة يبحثون سبل خفض انبعاثات الكربون
- الصناعات كثيفة الكربون تعاني في رحلة تحول الطاقة
- الحياد الكربوني.. شركات الطاقة العالمية تتحول لإنتاج الهيدروجين