الحياد الكربوني.. تحركات دولية لتسريع وتيرة تحول الطاقة
تضافر جهود المفوضية الأوروبية والطاقة الدولية لتحقيق اقتصاد محايد مناخيًا
دينا قدري
أعلنت المفوضية الأوروبية ووكالة الطاقة الدولية تضافر جهودهما للتأكيد على المساهمة الأساسية لقطاع الطاقة في تحقيق اقتصاد محايد مناخيًا وخالٍ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
ودعت المنظمتان الاقتصادات الرائدة في العالم لتمهيد الطريق للحياد الكربوني لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في غضون جيل، حيث يلعب قطاع الطاقة دورًا حاسمًا.
وفقًا لنتائج اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيّّر المناخ، فإن الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن مطلوب للحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة والبقاء في الجانب الأكثر أمانًا من اتفاقية باريس.
تحول الطاقة هو جوهر هذا الجهد، وهي مرتبطة بشكل كبير بقطاعات التنقل والمباني والصناعة واستخدام الأراضي، وفقًا لما جاء على الموقع الرسمي للمفوضية الأوروبية.
عناصر التعاون
شمل الاتفاق بين المفوضية الأوروبية ووكالة الطاقة الدولية على تسريع وتوسيع حركة الحياد الكربوني للحكومات والشركات الملتزمة بالمساعدة في تقديم مساهمة قطاع الطاقة في تحقيق اقتصادات محايدة للكربون.
كما ستعمل المنظمتان على تطوير حملة عالمية تعاونية للحياد الكربوني مع الشركاء المهتمين لزيادة الوعي وتسريع التحولات إلى الحياد الكربوني.
ستتعاون المنظمتان مع الشركاء الراغبين في دعم جهود الدول الأفريقية لتطوير الوصول إلى خدمات الطاقة الحديثة بأسعار معقولة من المصادر المستدامة والتكنولوجيات النظيفة، والانتقال إلى المراحل المتقدمة من التنمية المستدامة.
كما ستشاركان في المحادثة العالمية حول اقتصادات غازات الاحتباس الحراري المحايدة للكربون، مع الترحيب بخارطة الطريق العالمية القادمة للحياد الكربوني بحلول عام 2050 الخاصة بوكالة الطاقة الدولية في 18 مايو/أيار.
خارطة الطريق هذه من شأنها توجيه العمل المستقبلي عبر وكالة الطاقة الدولية، بما في ذلك توقعات الطاقة العالمية السنوية لوكالة الطاقة الدولية، والمساهمات في التقييم العالمي الأول لاتفاقية باريس في عام 2023 بشأن التقدّم المحرَز نحو الأهداف المناخية متعددة الأطراف.
وستوحّد المنظمتان جهودهما من أجل تمكين المواطنين من الاستفادة من فرص الانتقال وتجاوز الاضطرابات، حيث يتعين على الحكومات في الاتحاد الأوروبي وفي أيّ مكان آخر أن تستمر في استكشاف طرق جديدة وتعزيزها لمشاركة أفضل الممارسات في تصميم سياسات الطاقة نحو اقتصادات محايدة مناخيًا وشاملة.
المسار نحو الحياد الكربوني
أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانز، أن العالم يحتاج إلى مسار واضح ويمكن التنبؤ به لمستقبل نظيف وآمن، حيث لا يوجد هناك مجال لتضييع الوقت.
وقال تيمرمانز: "الاتحاد الأوروبي مصمم على الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ونحثّ الآخرين على الانضمام إلينا في هذا الجهد".
وأضاف: "تعمل أوروبا على ترسيخ مسارها مع قانون المناخ للاتحاد الأوروبي وحزمة الإجراءات القادمة لتحقيق هدف التخفيض بنسبة 55% لعام 2030. وكلما انضمت المزيد من الدول إلى التزاماتها الخاصة، زاد تأثير إجراءاتنا في جميع أنحاء العالم، خاصةً في الوصول إلى الطاقة النظيفة".
التحوّل المستدام للطاقة النظيفة
من جانبها، أوضحت المفوّضة الأوروبية لشؤون الطاقة، كادري سيمسون، أن تسريع التحوّل المستدام للطاقة النظيفة أمر لا غنى عنه لتحقيق اقتصادات محايدة للكربون، فهو يمثّل أحد الركائز الأساسية للاتفاقية الخضراء الأوروبية والحوارات مع الشركاء الدوليين.
وقالت سيمسون: "سيكون التركيز القوي على كفاءة الطاقة، ومصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، والحدّ من انبعاثات الميثان، والانتقال العادل، أمرًا أساسيًا. لهذا السبب ندعم عمل وكالة الطاقة الدولية في اللجنة العالمية لتحولات الطاقة النظيفة التي تركّز على المواطنين، ونحن على استعداد لأن يكون لدينا منصة مفتوحة لشركائنا لمشاركة الخبرة طويلة الأمد التي طوّرتها المفوضية الأوروبية في هذا المجال".
مكافحة تغيّر المناخ
أكد المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن الوكالة "تلتزم بشدّة بمكافحة تغيّر المناخ، وقد وضعنا تحوّلات الطاقة النظيفة والطريق إلى الحياد الكربوني في صميم عملنا. نحن نعمل مع جميع الحكومات الأعضاء وخارجها لضمان مستقبل مستدام وآمن وميسور التكلفة لجميع المواطنين".
وتابع: "الاتحاد الأوروبي يُعدّ رائدًا في مكافحة تغيّر المناخ، وتفخر وكالة الطاقة الدولية بتعميق التعاون معها في تسريع تحولات الطاقة النظيفة".
اقرأ أيضًا..
- آيرينا تدعو لتعاون الاقتصادات المتقدمة لدعم تحول الطاقة في الدول النامية
- ضريبة الكربون.. أوروبا تتخذ خطوات صارمة لكبح الانبعاثات
- بعد عام قياسي.. ماذا يحتاج العالم من طاقة الرياح لتحقيق الحياد الكربوني؟