شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة تتيح الكهرباء للمحرومين
تفيد 840 مليون شخص على كوكب الأرض
حياة حسين
لا يستطيع 840 مليون شخص يعيشون على الكرة الأرضية، الحصول على الكهرباء، حسب بيانات البنك الدولي، لكن تزويدهم بشبكات الطاقة الشمسية الصغيرة يساعدهم على الوصول إليها، حسب تقرير حديث.
ويسهم الهبوط الحادّ في تكلفة تقنيات الطاقة الخضراء المُولدة من الشمس وبطاريات التخزين، في خلق فرصة لا مثيل لها لسدّ هذه الفجوة، وحصول كل سكان الأرض على الكهرباء بحلول عام 2030.
التقرير أعدّه كل من إيريكا لوفين، رئيسة جمعية بريسيبال، غابرييل دافيس، رئيسة قسم الوصول إلى الطاقة، ومات تيليارد، شريك مؤسس ومدير مشروع الحدود المشتركة، وسومان سوريشاباو، مدير الطاقة والمناخ المبدئي بمؤسسة الصخور، ونشره مجلة "بي في" يوم الإثنين.
الثورة الأعظم منذ انتهاء عصر الفحم
قال التقرير، إن قطاع الطاقة يشهد حاليًا ثورة هي الأعظم منذ انتهاء عصر الفحم والتحوّل إلى عصر النفط، حيث تعمل التقنيات الحديثة على تحوّل جذري في اقتصاديات الدول بتقديم الكهرباء.
وخلال السنوات الـ 10 الماضية، هبطت تكلفة الكهرباء التي يحصل عليها الأشخاص من خارج الشبكات عبر المشروعات الخاصة وشبكات الطاقة الشمسية الصغيرة بنسبة تزيد عن 85%.
يرى البنك الدولي أن شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة ستكون الطريق الأرخص لحصول نحو نصف مليار شخص على الكهرباء، ومعظمهم من أصحاب الدخول المنخفضة، وغالبًا ما يقطنون في المجتمعات الريفية.
ورغم أنها الوسيلة الأرخص، إلّا أن ربط تلك الشبكات بعملائها المستهدفين لا يزال مرتفع التكلفة جدًا.
لذلك ينصح التقرير حكومات الدول بالقيام بثورة في مجال إتاحة الطاقة وإعادة بناء اقتصاداتها، والاستثمار في الشبكات الشمسية الصغيرة، ما يعزز حصول جميع مواطني الدول على فرص متساوية من النمو الاقتصادي ومستقبل المناخ الإيجابي، "لتحقيق هذا الهدف الزلزالي يجب أن يكون لدينا ابتكارات" وفقًا للدراسة.
وتعمل شركات الشبكات الصغيرة على خلق ابتكارات لأنظمة عمل قابلة للتشغيل، ولكن هذا لا يحدث بشكل كافٍ، ولتسريع تلك الابتكارات أطلقت مؤسسة روكفلر مختبرًا للشبكات الصغيرة، ويتكون المختبر من 25 شركة شبكات صغيرة تعمل معًا.
وتقوم الشركات الـ 25 كل فصل في العام بعرض تصميماتها الجديدة، واختبارها بشكل تبادلي على نشاطها وعملائها.
يعرض التقرير نماذج تستطيع فيها شبكات الطاقة الشمسية الصغيرة دعم توفر الطاقة، وتعزيز استقرار الغذاء وتحسين معيشة مواطنيها.
استقرار الغذاء في أفريقيا
في المناطق التي تعيش خارج الشبكة الرئيسة في أفريقيا، تعتمد مطاحن الحبوب على الكهرباء المولدة من الديزل، وتُعدّ الذرة المطحونة التي تُحوَّل إلى دقيق في تلك المطاحن، مصدرًا رئيسًا لاستقرار توافر الغذاء في دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وتوفير شبكات طاقة شمسية صغيرة لتلك المطاحن، سيحوّل قطاع الطاقة، ويوفر طاقة نظيفة، تستطيع تلك المجتمعات الوصول إليها على مدار اليوم لتشغيل أنشطتها الريفية.
ويهيمن الديزل مصدرًا للكهرباء اللازمة لتشغيل المطاحن من خارج الشبكة، بسبب عدم توافر مطاحن تعمل بكهرباء مولّدة من مصدر شمسي يضاهي الديزل في التكلفة والكفاءة.
ويعمل المختبر على ابتكار يعالج هذه المسألة في أفريقيا، كما يختبر حاليًا 10 ابتكارات جديدة، يمكن أن تجعل الشبكات الصغيرة قابلة للتطبيق تجاريًا عن طريق تقليل النفقات الرأسمالية، وزيادة الأرباح لكل مستخدم.
اقرأ أيضًا..
- الطاقة الخضراء طوق نجاة أفريقيا للتعافي من تبعات كورونا
-
الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى تتفوق في رحلة الحياد الكربوني (تقرير)