أزمة قناة السويس تُعطل تسليم مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا
تغيير المسار حول رأس الرجاء الصالح سيستغرق أكثر من 30 يومًا
دينا قدري
قالت شركة ريستاد إنرجي لأبحاث الطاقة إن تعويم سفينة الحاويات العالقة في قناة السويس قد يؤخر تسليم نحو مليون طن من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا على متن 10 سفن، مع إمكانية تغيير مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح.
وأشار مسؤولو الإنقاذ إلى أن الأمر قد يستغرق أسابيع لحل مشكلة الازدحام في القناة، التي تُعد الطريق الرئيسي لواردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال من الشرق الأوسط وبعض الشحنات المتجهة إلى آسيا من البحر الأبيض المتوسط.
فقد شحنت قطر ما يقرب من 260 شحنة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في عام 2020 عبر قناة السويس، وفقًا لـ ريستاد إنرجي.
تغيير المسار وفرصة لأميركا
قالت شركة كبلر للاستشارات إن الشاحنين قد يضطرون إلى تغيير مسارهم والسفر حول رأس الرجاء الصالح، أو الانتظار في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، حتى يتم إعادة تعويم الناقلة إيفر جيفن.
من جانبها، أوضحت ريستاد أن الرحلة من السويس إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو 9 أيام بسرعات متوسطة، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
وأضافت أن الرحلة من قطر إلى شمال غرب أوروبا تستغرق نحو 17 يومًا، لكن تغيير المسار حول رأس الرجاء الصالح سيستغرق أكثر من 30 يومًا.
وقال توريس دياز: "قد تكون فرصة مثالية للمنتجين الأميركيين لتأمين بعض الطلبات في مثل هذا الوقت الذي يشهد أزمات لطرق النقل".
تكدس الشحنات
صرح رئيس أسواق الغاز والطاقة لدى ريستاد، كارلوس توريس دياز، أنه "حتى إذا تم فتح الطريق في غضون أسبوع واحد، هناك طابور كبير من الشحنات يصطف لعبور القناة. العودة إلى التدفق الطبيعي ستستغرق بعض الوقت".
وكانت هناك 3 شحنات سيتم تسليمها في مطلع شهر أبريل/نيسان تنتظر يوم الأربعاء للعبور إلى البحر الأبيض المتوسط، كما توجهت شحنتان -على الأقل- إلى قناة السويس بعد مغادرة بحر العرب.
وقال المحلل لدى شركة وود ماكينزي لاستشارات الطاقة، لوكاس شميت، إن ناقلة الغاز الطبيعي المسال غولار تندرا تم تحميلها في محطة إدكو المصرية في 21 مارس/آذار وكانت في طريقها إلى آسيا.
كما كانت الناقلة رشيدة تنتظر عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، وتحمل شحنة من قطر.
إسبانيا لم تتأثر
أكد متحدث باسم شركة إناجاس لتشغيل نظم نقل الطاقة أن شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى 7 محطات لإعادة التغويز في إسبانيا لم تتعطل بعد.
وأضاف: "لم تتأثر أي سفينة غاز طبيعي مسال متجهة إلى إسبانيا بسبب السفينة العالقة في قناة السويس، ولا توجد سفن مقررة قادمة من دول تستخدم هذا الطريق خلال الأسبوعين المقبلين".
احتواء الأسعار
يُمكن أن يساعد موسم الربيع وشبكة خطوط الأنابيب في احتواء ارتفاع الأسعار هذه المرة.
وقال شميت إن أسعار الإيجار منخفضة -تصل إلى نحو 30 ألف دولار أميركي يوميًا- لكنها قد ترتفع إذا استمر الاضطراب.
وبينما يزداد الطلب على التدفئة خلال فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ساعد الازدحام في قناة بنما في تسجيل أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا مستويات قياسية، إذ اضطر الشاحنون إلى البحث عن مسارات أطول وأكثر تكلفة.
اقرأ أيضًا..
- فيديو جديد لمحاولة تعويم السفينة إيفر جيفن
- قناة السويس.. شركة إنقاذ هولندية تشرف على تعويم السفينة العالقة
- قناة السويس.. اضطراب توريدات النفط حول العالم بعد توقف الحركة