بعد أزمة قناة السويس.. خط سوميد بديل جاهز لنقل شحنات النفط العالقة
سالي إسماعيل
مع احتمالات توقف قناة السويس لأسابيع، فإن الحديث يتزايد عن خط أنابيب سوميد كبديل لنقل شحنات النفط والوقود العالقة بين أوروبا والشرق الأوسط وآسيا.
وكانت سفينة الحاويات، إيفر جيفن، البالغ طولها 400 متر، جنحت خلال عبورها قناة السويس في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وتسببت السفينة الجانحة، في سد قناة السويس وتعطيل حركة الملاحة في الاتجاهين عبر إحدى أكثر القنوات ازدحامًا في العالم لشحن النفط والحبوب وغيرها بين آسيا وأوروبا.
الاستفادة من الأزمة
بحسب تقارير إعلامية، فإن مشغلي خط سوميد خاطبوا متداولي النفط لمعرفة إذا كانوا يرغبون في استخدام الخط لنقل الخام، وتوفير حل بديل لأزمة سفينة الحاويات الجانحة، خاصةً أنه يعمل بسعة نقل منخفضة.
وهذا يعني أنه يمكنه نقل كميات من النفط يوميًا، قد تصل إلى 2.5 مليون برميل يوميًا.
وفي واقع الأمر، فإن خط سوميد قد يكون عالي التكلفة؛ إذ يرفع تكلفة نقل البرميل الواحد من 50 سنتًا إلى دولار واحد، كما أنه يستغرق مدة زمنية أطول، والتي تتراوح بين أسبوعين إلى 3 أسابيع.
كما أن هناك مشكلة في سعة التخزين المتاحة في سيدي كرير؛ إذ أنها لا تتجاوز حاليًا 7 ملايين برميل.
وفي حين أن سعة التخزين تلك كافية لتفريغ عدة حاملات نفط من الحجم المتوسط، إلا أن الوضع الحالي قد يرفع مستويات التصدير من سيدي كرير إذا تم فتح المجال لشركات مختلفة بشحن النفط؛ الأمر الذي يوفر طاقة استيعابية مستمرة لتحمل التدفق المتزايد من الأنبوب.
خط سوميد
يربط خط أنابيب سوميد (Sumed) البحرين الأحمر والمتوسط عن طريق أنبوبين قُطر كل منهما 42 بوصة.
وتبلغ السعة الإجمالية 2.5 مليون برميل يوميًا، إلا ان هذه السعة غير مستغلة بالكامل (نصفها تقريبًا)، وقد يكون هذا هو الأمر الذي دفع إدارة خط الأنابيب إلى الاتصال بالشركات لاستخدامه.
ويبلغ طول خط أنابيب سوميد -المعروف أيضًا باسم خط أنابيب البحر المتوسط-السويس- نحو 320 كيلومترًا (200 ميل).
وفي الأوقات الطبيعية، يعد سوميد هو الطريق البديل الوحيد لقناة السويس لنقل النفط الخام من البحر الأحمر للبحر الأبيض المتوسط إذا لم تتمكن السفن من الإبحار عبر القناة المائية.
وفي حين بات سوميد البديل الوحيد، لكن في الحقيقة فإن سبب إنشائه في الأساس خلال السبعينيات كان صغر قناة السويس مقارنة بحجم ناقلات النفط.
وكانت هذه المشكلة تُحل عن طريق تفريغ ناقلات النفط جزء من حمولتها في خط سوميد قبل دخولها قناة السويس، حيث يتم نقل الحمولة المفرغة عبر أنبوب سوميد إلى سيدي كرير.
وتقوم السفينة بعد خروجها من قناة السويس بالمرور على سيدي كرير وارتجاع الحمولة التي فرغتها قبل دخولها القناة.
ومع توسيع القناة، قلت الحاجة لاستخدام الأنبوب، إلا أن حاملات النفط العملاقة ما زالت تفرغ جزء من حمولتها لنقلها عبر الأنبوب؛ لأن عرضها وهي محملة لا يتناسب مع عرض القناة من الأسفل.
كما حصلت تطورات أخرى؛ منها إفراغ السفن كل حمولتها في العين السخنة ونقلها عبر أنبوبي سوميد وتخزينها في سيدي كرير، وقيام سفن أخرى بنقل النفط عندما يلزم الأمر من سيدي كرير.
الشركة المالكة
تأسست الشركة العربية لأنابيب البترول (سوميد) -العاملة في مجال خدمات النفط والغاز- في يناير/كانون الثاني عام 1974، قبل أن يتم افتتاح خط أنابيب سوميد -مشروع مشترك بين 5 دول- بعد 3 أعوام، وتحديدًا في عام 1977.
ويعني ذلك أن خط أنابيب سوميد مملوك للشركة العربية لأنابيب البترول -إجمالي حصتها 50%- في حين أن الباقي يمثل شراكة بين شركات من الإمارات (15%) والكويت (15%) والسعودية (15%) وقطر (5%).
وتحديدًا، يمتد خط سوميد -المكون من خطين متوازيين- من العين السخنة في مصر على خليج السويس إلى سيدي كرير على ساحل البحر المتوسط في الإسكندرية.
ويسيطر سوميد على حصة سوقية قدرها 80% من النفط الخام الخليجي الذي يتم شحنه إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب.
أرقام تاريخية
شكل إجمالي تدفقات النفط عبر قناة السويس وخط أنابيب سوميد نحو 9% من النفط والخام والمنتجات البترولية المكررة في عام 2017، بحسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
وفي العام ذاته، شكل الغاز الطبيعي المسال المتدفق عبر قناة السويس وخط أنابيب سوميد 8% من إجمالي تجارة الغاز الطبيعي المسال.
وفي عام 2018، تدفق 1.33 مليون برميل يوميًا من النفط الخام عبر خط سوميد، وفقًا لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، مقارنة مع 1.29 مليون برميل يوميًا المسجلة في عام 2017.
وفي حقيقة الأمر، تدفق نحو 1.66 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في عام 2011، لكن هذه التدفقات عبر خط أنابيب سوميد انخفضت منذ عام 2016؛ نتيجة لتغير أنماط تجارة النفط واتساع قناة السويس.
اقرأ أيضًا..
- رحلة قناة السويس في 2020.. كورونا والنفط والغاز المسال
- ركود الطلب وتخفيضات أوبك+ يقلّصان تدفّقات نفط خطّ أنابيب سوميد للربع