ارتفاع التكاليف ونقص الاستثمارات.. تحديات تواجه الاكتشاف النفطي الجديد في المكسيك
اتهامات باستخدام الاكتشافات الجديدة لأغراض سياسية
دينا قدري
يتشكك مراقبون في إمكان تطوير الاكتشاف النفطي الجديد لشركة بيمكس الحكومية للنفط في منطقة تاباسكو في المكسيك، حيث يرون أنه من السابق لأوانه التنبؤ بنجاح الحقل.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المكسيكية "جي إم إي سي"، غونزالو مونروي، أن مشروعات الغاز بالأسعار الحالية لا تساعد في التخفيف من المشكلات الرئيسة لـ بيمكس، مثل التكاليف الباهظة لسلسلة إنتاجها: "إنه لا يغيّر قواعد اللعبة بأيّ شكل من الأشكال" -حسبما نقلته وكالة "إس آند بي غلوبال بلاتس"-.
زيادة الإنتاج والتكاليف
قال مونروي، إن الكثير من المعلومات عن الحقول البرية في المنطقة، أصبحت متاحة بفضل الدروس المستفادة من حقلي إيكساتشي وكويسكي.
وأشار إلى تمكّن بيمكس من زيادة إنتاج الغاز الطبيعي في حقل إيكساتشي بسرعة نسبية بعد اكتشافه، حيث بدأت الإنتاج بـ6.13 مليون قدم مكعبة يوميًا، في أبريل/نيسان 2018، بحسب بيانات اللجنة الوطنية للهيدروكربونات.
في يناير/كانون الثاني، أنتجت الشركة 196.5 مليون قدم مكعبة يوميًا، بزيادة كبيرة مقارنةً بـ44.7 مليون قدم مكعبة يوميًا سُجلت في العام السابق.
مع ذلك، أوضح مونروي أن الآبار في إيكساتشي وكويسكي تمتلك درجة حرارة عالية وضغط مرتفع، ما يُترجم إلى ارتفاع التكاليف.
إيكساتشي هو حقل برّي اكتُشِف في عام 2019، حيث قدّرت بيمكس حجم الموارد القابلة للاستخراج، التي يُعدّ معظمها من الغاز، بما يقرب من 2 مليار برميل من النفط المكافئ.
أمّا حقل كويسكي -الذي اكتُشِف عام 2020- فهو يحتوي على ما يقرب من مليار برميل من النفط المكافئ.
نقص الاستثمارات
من جانبه، حذّر الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات المكسيكية تالانزا إنرجي، ماركو كوتا، من الحديث السابق لأوانه عن نجاح الاكتشاف النفطي الجديد.
وقال كوتا: "ليس لدى المكسيك نقص في الاحتياطيات، ولكن بيئة الاستثمار في البلاد هي التي تتدهور".
فعند وصوله إلى السلطة، في أواخر عام 2018، ألغى الرئيس لوبيز أوبرادور المزادات الأولية التي اجتذبت الاستثمار الأجنبي في القطاع، بعد أكثر من 7 عقود من الاحتكار، في محاولة لتعزيز بيمكس.
استمر التردد في جلب رأس المال الخاص على الرغم من الاستثمارات الضخمة اللازمة لتطوير الموارد المتاحة في البلاد، حتى بعد تقديم اللجنة الوطنية للهيدروكربونات لعدّة اقتراحات.
على الرغم من الجهود التي تبذلها الحكومة لتحقيق الاستقرار في عمليات بيمكس، من خلال ضخّ ما يقرب من 17 مليار دولار في العامين الماضيين، إلّا أن شركة النفط الحكومية لم تنجح في زيادة إنتاجها من الخام.
اكتشافات لأغراض سياسية
أوضح كوتا أن رؤساء المكسيك يصدرون عادةً إعلانات كبرى، خلال احتفال 18 مارس/آذار، معظمها يتعلق باكتشافات نفطية، مشددًا على أن هذه الإعلانات تميل إلى أن تكون تسويقية سياسية فقط، خاصةً خلال عام انتخابي، مثل 2020.
وبعد أيّ اكتشاف، يتطلب القانون أن تخطر الشركات اللجنة الوطنية للهيدروكربونات أولًا. بعد ذلك، يكون أمام الشركات 6 أشهر للتوصل إلى خطة تقييم تحدد فيها ما إذا كانت لديها إمكانات تجارية، أم لا.
وأضاف أنه يمكن أن نتحدّث عن النجاح فقط بعد تحديد الاكتشاف بوصفه قابلًا للتطبيق تجاريًا، مضيفًا أنه على مرّ السنين، حددت بيمكس العشرات من المواقع المحتملة، لكنها لم تتمكن من تطويرها.
حقل بيمكس الجديد
صرّح الرئيس التنفيذي لشركة بيمكس الحكومية للنفط، أوكتافيو روميرو أوروبزا، بأن بيمكس حققت "اكتشافًا كبيرًا" في تاباسكو، بحسب ما نقله التليفزيون الرسمي، في 14 مارس/آذار.
وقال: "إنه حقل كبير محاط بحقول أصغر حجمًا يُمكن أن تحتفظ معًا بموارد محتملة مماثلة لتلك الموجودة في حقلي إيكساتشي وكويسكي"، دون أن يقدّم المزيد من التفاصيل.
وأعلن أنه سيُكشَف عن المزيد من التفاصيل حول الاكتشاف الجديد، في 18 مارس/آذار، خلال حدث وطني لإحياء ذكرى تأميم المكسيك لأصول النفط الأجنبية، في عام 1938.
وأشار الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في وقتٍ سابق، إلى الاكتشاف بشكل مقتضب خلال مؤتمره الصحفي اليومي.
اقرأ أيضًا..
- المكسيك تكتشف حقلًا نفطيًا جديدًا في ولاية تاباسكو
- المكسيك.. تحديث برنامج التحوّط النفطي واستثمارات في سندات بيمكس
- المكسيك تتحدّى مبادرات الطاقة النظيفة وتعود للاعتماد على الفحم