الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر: العالم يحيد عن مسار الحياد الكربوني
طالبت بدعم الدول النامية للحصول على طاقة نظيفة
آية إبراهيم
طالبت الأمم المتحدة جميع دول العالم بالعودة إلى المسار الصحيح من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنه من أجل تحقيق هدف "صافي انبعاثات صفرية" بحلول منتصف القرن الحالي؛ يجب على دول العالم خفض انبعاثات الكربون بنسبة 45٪ على الأقل بحلول 2030، دون مستويات عام 2010
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، خلال حوار مع أكثر من 20 وزيرًا في حول الطاقة عبر تقنية الاتصال المرئي، أن العالم "بعيد عن المسار الصحيح" ويحتاج إلى مدة تعافٍ بعد جائحة كوفيد-19 لبناء اقتصاد مستدام، مدفوع بمصادر الطاقة المتجددة، وفقًا لما ورد بموقع إي إس أي أفريقيا.
دعم الدول النامية
أضاف أنطونيو غوتيريش: "إذا أردنا أن يكون هذا التحول في مجال الطاقة عادلًا، وأن ينجح في خلق وظائف جديدة، وبيئة أنظف وأكثر صحة ومستقبلًا مرنًا، يجب دعم البلدان النامية بكل ما أوتينا من قوة".
جاء حوار الأمين العام للأمم المتحدة في إطار التحضير للقمة العالمية لطاقة المستقبل، المقرر عقدها في سبتمبر/أيلول الماضي.
ورأى غوتيريش أن الحوار فرصة لتسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة عالميًا، وضمان وصول العالم النامي إليها.
خريطة طريق
من المقرر أن تقوم 5 مجموعات عمل فنية، بإعداد خريطة طريق عالمية، لتحقيق الهدف الـ7 من أهداف التنمية المستدامة -المتمثل في توفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة للجميع بحلول عام 2030 وصافي انبعاثات بحلول عام 2050.
ويمثل استهلاك الطاقة 75% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو ما يجعل من تحقيق الهدف فرصة جيدة لمعالجة أزمة المناخ.
وفي الأشهر المقبلة، يحشد الوزراء المعنيون التزامات ميثاق الطاقة الطوعية، من أجل تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة، وستتوافق الالتزامات مع خطط بلدانهم وتلزمهم بمناخ طموح بشكل متزايد، أو إسهامات محددة وطنيًا بموجب اتفاقية باريس للمناخ.
الطاقة تصنع المستقبل
خلال هذه السنة الانتقالية، أيدت الأمم المتحدة الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جريئة حتى لا يتخلف أحد عن الركب.
وعلّقت كبيرة الموظفين التنفيذيين، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، دميلولا أوغونبي قائلة: "بدءًا من تشغيل العيادات الصحية، ووصولاً إلى خلق وظائف جديدة، فإن الطاقة هي جوهر مستقبل مزدهر للجميع، يدعم تحقيق الهدف الـ7 من أهداف التنمية المستدامة للعمل المناخي؛ ما يسمح لنا بالتعافي من أثار كورونا، وتحقيق أهدافنا العالمية".
وأضافت دميلولا أوغونبي، أن الآثار البيئية -بسبب الاستخدام المستمر لوقود الطهي الصلب محليًا- تؤدي إلى أكثر من 1.6 مليون حالة وفاة مبكرة سنويًا، معظمهم من النساء والأطفال، وفقًا للأمم المتحدة.
ومن المخطط، أن تدفع خريطة الطريق العالمية واتفاقات الطاقة عمليات الانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري، بينما تساعد نحو 800 مليون شخص لا يحصلون على الكهرباء، وما يقرب من 3 مليارات شخص يفتقرون إلى وقود الطهي والتدفئة النظيف.
مؤتمرات الطاقة المستدامة
قال رئيس إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ليو زينمين: "إن الاتجاه المتصاعد هذا العام للطاقة المستدامة، والذي أدى إلى التزامات واسعة النطاق، يجب أن يحقق قفزة هائلة نحو تحقيق الهدف السابع من أهداف التنمية المستدامة بحلول 2030".
ومن المقرر أن يشهد العام الجاري سلسلة من مؤتمرات القمة والمؤتمرات التي تعقدها الأمم المتحدة، بما في ذلك المؤتمر العالمي للنقل المستدام، ومؤتمر نظم الغذاء، والمؤتمر الرئيسي للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في غلاسكو (COP 26)، والتي توفر فرصًا كبيرة لدفع أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس.
وقال الرئيس المشارك للحوار رفيع المستوى ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكيم شتاينر: "يجب أن يكون عام 2021 نقطة تحول تاريخية نحو الطاقة المستدامة للجميع".
وأضاف شتاينر أن التهديد الوجودي لتغير المناخ يلوح في الأفق، ولا أحد يستطيع تحمل الفشل، مطالبًا كل دولة وكل منظمة وكل شركة بالمشاركة، من خلال الانضمام إلى ميثاق الطاقة والالتزام الطوعي لتوسيع نطاق الطاقة المستدامة.
اقرأ أيضًا..
- من الأمم المتّحدة.. الرئيس الصيني يدعو إلى "ثورة خضراء"
- المملكة المتحدة وأميركا تقودان الحشد الدولي لتحقيق الحياد الكربوني