السعودية تكسب الرهان.. تراجع إنتاج النفط الصخري الأميركي يدعم تحركات أوبك+
توقعات باستعادة النشاط في نهاية عام 2022
دينا قدري
أظهرت مجموعة من البيانات التزام حفارات النفط الصخري بتعهدها بخفض التكاليف وإعادة الأموال إلى المساهمين وخفض الديون، في أعقاب أزمة كورونا.
وكانت السعودية قد راهنت على انتهاء العصر الذهبي للنفط الصخري في الولايات المتحدة، وهو الرهان الذي ثبتت صحته حتى الآن، حسبما أكدته وكالة بلومبرغ.
أسواق النفط
واصلت الشركات التزامها، وهو ما سيثبت صحة الرهان عالي المخاطر لتحالف أوبك+ بأنه يمكن أن يحد من الإنتاج ويدفع أسعار النفط الخام إلى الارتفاع، دون إطلاق العنان لإمدادات المنافسين الأميركيين.
لكن هذا الوضع يجعل سوق النفط في حالة تأهب، إذ إن صعود النفط الخام يجعل الأمر أكثر إغراءً لمنتجي النفط الصخري للتراجع عن وعدهم.
رقعة النفط الصخري في الولايات المتحدة لا تظهر إشارات تُذكر على عودة حقيقية حتى الآن، وحتى الزيادة الهائلة في النشاط ستترك إنتاج النفط دون مستويات ما قبل جائحة كورونا حتى أواخر العام المقبل.
زيادة عدد الحفارات
يجب أن يعني الارتفاع الكبير في أسعار النفط هذا العام أن عدد الحفارات سيستمر في الارتفاع من أدنى مستوياته التاريخية، خاصةً أن المشغلين المتميزين يستفيدون من ارتفاع الإيرادات.
لكن، حتى إذا توسع الحفر بوتيرة أكثر قوة مما تعد به الشركات، فسوف يمر وقت طويل قبل أن يصل إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة إلى ذروته مرة أخرى، وفقًا لتقديرات صادرة عن شركة شيل بروفايل أنلايتكس.
ويظهر التقرير أنه إذا تضاعف عدد الحفارات بحلول نهاية العام ثم ظل ذلك ثابتًا، فسيستغرق الأمر حتى نهاية عام 2022 قبل أن تستعيد الصناعة الإنتاج الذي فقدته خلال الجائحة، حال عدم وجود تغييرات في إنتاجية الآبار أو في عدد الآبار المحفورة ولكن غير المكتملة.
دعم ارتفاع أسعار النفط
قال العضو المنتدب لأبحاث إستراتيجية الطاقة العالمية في مؤسسة "آر بي سي كابيتال" الأميركية، مايكل تران، إن المستكشفين المتداولين علنًا، والذين لا يزالون منضبطين بشأن الإنتاج يساعدون في إبقاء أسعار النفط الخام مرتفعة.
وأظهرت بيانات شركة بيكر هيوز الأميركية لخدمات الطاقة، أن عدد منصات النفط قد قفز بالفعل بنسبة 80% بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته في أغسطس/آب.
طفرة متوقعة في الإنتاج
مع ارتفاع أسعار النفط الخام، ارتفعت احتمالات حدوث طفرة أخرى في النفط الصخري، بحسب ما كتب محللو بنك جيه بي مورغان تشيس وشركاه.
حتى مع الإنفاق الرأسمالي الثابت، فإن الجهود جارية للحفاظ على الإنتاج أو زيادته بتكلفة منخفضة، وفقًا للبنك.
وقال المحللون: "بالأسعار الحالية، فإن معظم المشغلين البريين في الولايات المتحدة اقتصاديون؛ ما يترك مجموعة كبيرة من المشغلين -من الشركات العامة الكبيرة إلى الأطراف الفاعلة الخاصة- في وضع جيد لتكثيف النشاط" في النصف الثاني من هذا العام، وبناء زخم قوي لزيادة الإنتاج في 2022.
الانضباط الرأسمالي
يقوم المنتجون بزيادة طفيفة في الإنتاج، في وقت تتعافى فيه أسعار النفط إلى مستويات ما قبل الجائحة. وتركز الشركات -بدلًا من ذلك- على خفض الديون وتسديد المبالغ النقدية للمساهمين من خلال توزيعات الأرباح.
الانضباط الرأسمالي هو كلمة السر في الوضع الراهن. حيث تركز شركات الاستكشاف والإنتاج على توليد التدفق النقدي الحر وتقوية ميزانياتها العمومية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة أوفينتيف، دوغ ساتلز، في مقابلة مع تليفزيون بلومبرغ: "ما نحتاج إليه حقًا هو الحفاظ على حجمنا، وتوليد نقود مجانية وفائض نقدي مجاني كبير، ودفع ذلك لخفض الديون".
تحقيق الأرباح وخفض التكلفة
حتى مع قيام المنتجين بخفض الإنفاق الرأسمالي، يمكنهم إبقاء الإنتاج ثابتًا أو أعلى قليلًا مقارنةً بالعام الماضي. هذا لأنه مع استمرار شركات خدمات حقول النفط في التحسن في الحفر والتكسير، فإن المستكشفين الذين وظفوها يحصلون على المزيد من الفوائد مقابل أموالهم.
ولكي يحقق المستكشف ربحًا في حوض ديلاوير في بيرميان -الحوض الأميركي الأقل تكلفة-، فإن ذلك يتطلب سعر نفط يبلغ نحو 33 دولارًا للبرميل، انخفاضًا من 40 دولارًا في عام 2019، وفقًا لتقديرات بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.
ووفقًا للتقرير، "سمحت عمليات إعادة التفاوض على العقود ومكاسب الكفاءة المستمرة وتحسينات العمليات لصناعة النفط بخفض تكلفة الحفر وإكمال البئر".
اقرأ أيضًا..
- تراجع إنتاج النفط الصخري يدعم إدارة أوبك+ لسوق الخام
- بايونير: النفط الصخري الأميركي لم يعد تهديدًا لأوبك