ميثاق منتدى غاز شرق المتوسط يدخل حيز التنفيذ رسميًا

عُقد اليوم الثلاثاء في القاهرة، الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى غاز شرق المتوسط، بحضور وزراء الطاقة القبرصي والمصري واليوناني والإسرائيلي والإيطالي والأردني والفلسطينى للدول المؤسسين للمنتدى.

أعلن الأعضاء المؤسسون -حسب بيان حصلت "الطاقة" على نسخة منه- دخول ميثاق منتدى غاز شرق المتوسط حيز التنفيذ، في الأول من مارس/آذار الجاري.

وأرجع الوزراء "هذا الإنجاز المهم للعديد من الخطوات الجادة والانجازات المتتابعة التي تحققت، منذ إطلاق المنتدى في يناير/كانون الثاني 2019، من خلال التعاون المكثف بين الأعضاء المؤسسين، والمجهودات الهائلة التي بذلتها فرق عملهم الاحترافية".

واحتفل الأعضاء المؤسسون بعقد اجتماعهم الوزاري الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط، بعد دخول الميثاق حيز التنفيذ بصفة منظمة حكومية دولية مكتملة الأركان، مقرّها القاهرة، مؤكدين مجددًا على أهداف المنتدى ​​بوصفه منصة حوار منهجي حول السياسات المتعلقة بالغاز الطبيعي.

وأوضحوا أن المنتدى سيُسهم في تنمية سوق غاز إقليمية مستدامة، بما يتيح تعظيم الاستفادة من موارد الغاز الكامنة بمنطقة شرق المتوسط، بالاحترام الكامل لحقوق أعضائه على مواردهم الطبيعية وفقًا للقانون الدولى.

مصر ترأس المنتدى لمدة عام

ناقش الاجتماع سبل المضي قدمًا في الأمور التنظيمية للمنتدى، بما في ذلك استمرار رئاسة مصر له حتى نهاية عام 2021، ممثلة في وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا رئيس المنتدى.

وستبدأ مدة الرئاسة الأولى طبقاً للميثاق، فى يناير/كانون الثاني 2022، عندما تتولى قبرص الدولة المؤسسة الأولى فى الترتيب الأبجدى هذا الدور.

كما عُيِّن بالاجتماع وكيل وزارة البترول لشئون المكتب الفني في مصر أسامة مبارز، قائمًا بأعمال الأمين العام للمنتدى.

وناقش الاجتماع أنشطة المنتدى، بما في ذلك وضع إستراتيجية طويلة المدى وإطلاق مبادرتين جديدتين حول "إزالة الكربون من الغاز" و"الغاز الطبيعي المسال وقودًا للسفن"، تماشيًا مع التوجهات البيئية العالمية.

وفي ضوء ذلك ستُشَكَّل مجموعة عمل من الخبراء تختص بإعداد الإستراتيجية، ومجموعة عمل لكل مبادرة من المبادرتين.

واستعرض الوزراء مستجدات دراسة "العرض والطلب على الغاز في شرق المتوسط"، فى إطار تقييم سوق الغاز والنظرة المستقبلية له.

يُذكر أن هذه الدراسة -التي تُدعم من الاتحاد الأوروبي- هي أحد أنشطة اللجنة الاستشارية لصناعة الغاز بالمنتدى.

برنامج عمل منتدى غاز شرق المتوسط

واعتمد الوزراء برنامج عمل المنتدى لعام 2021، الذي تضمّن الخطوات الرئيسة المستهدفة في سبيل الانتهاء من التجهيز المؤسسي له، بالتوازي مع أنشطته، بما في ذلك الدراسات والمبادرات وورش العمل.

كما ناقش الاجتماع الطلبات الرسمية المقدّمة من الدول الراغبة في الانضمام إلى المنتدى، وأبدى الدول الأعضاء موافقتهم وترحيبهم بانضمام فرنسا بصفة عضو، وكذلك انضمام الولايات المتحدة الأمريكية بصفة مراقب.

ووافق الأعضاء المؤسسون على عقد الاجتماع الوزاري المقبل في القاهرة، خلال الربع الأخير من عام 2021.

وأعرب الوزراء عن "خالص تقديرهم لمصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لتقديمها أقصى دعم للمنتدى بصفتها دولة مضيفة، وإلى وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، لإدارته السلسة الناجحة لمرحلة تأسيس المنتدى".

تنويع مزيج الطاقة

أكد المهندس طارق الملا في كلمته بالاجتماع، اليوم، أن المنتدى يمثّل أداة دافعة للنمو الاقتصادي فى المنطقة، مضيفًا أن العامين الأخيرين شهدا مجهودات حثيثة لدفع العمل به رغم جائحة كورونا، "حيث دُعِم التعاون والتكامل لتحقيق النجاح الذى تُوِّج بتوقيع ميثاق إنشائه منظمة حكومية مقرّها القاهرة".

وأشار إلى أهمية مشاركة القطاع الخاص فى صناعة الغاز الطبيعي، بما يدعم أهداف المنتدى، وكذلك أهمية العمل على تنويع مزيج الطاقة في ظل الدعوة العالمية التي تطالب بطاقة نظيفة، وأن يكون الغاز الطبيعي وقودًا وسيطًا لتحقيق أهداف هذه الدعوات.

وأوضح أن المنتدى يهدف إلى العمل على تحقيق الفائدة المرجوة لكل دوله الأعضاءـ لتحقيق سوق مستدام للغاز وتحقيق استدامة في النمو الاقتصادي.

وقال: "لقد نجح المنتدى في جذب اهتمام دول العالم، ما انعكس بشدة على رغبة عدد من الدول في الانضمام إليه، سواء بصفة أعضاء أو مراقبين"، مؤكدًا أن التكامل والتعاون ضرورة مهمة للمساهمة فى تحقيق اقتصاد قوي يسهم في تحقيق مستقبل زاهر لدول المنتدى.

ثقل عالمي للمنتدى

على جانب آخر، أكد وزراء قبرص واليونان وإسرائيل والأردن وفلسطين وإيطاليا، أهمية المنتدى "الذي أصبح له ثقل عالمي".

وأشاروا إلى أهمية العمل على خفض الانبعاثات الكربونية، والتحوّل إلى الوقود النظيف في المستقبل، وأن "هذا المنتدى يعدّ أداه مهمة للتعاون والتكامل المشترك بين الدول الأعضاء لاكتشاف مزيد من احتياطيات الغاز في المنطقة والتوسع في استخدامات الغاز الطبيعي بالعديد من المجالات".

وأوضحوا أن ميثاق المنتدي الذى تمّ تفعيله يسمح بالتنسيق الأفضل بما يحقق الاستغلال الأمثل لموارد الدول الأعضاء، قائلين: إن "ن هذا المنتدى يسهم في تواصل الحوار بين منتجي ومستهلكي الغاز في منطقة شرق المتوسط، وتحقيق الرؤية وتبادل الأفكار والتوصل إلى قرارات لصالح شعوب أعضائه".

اقرأ أيضا..

• الإمارات تنضمّ لمنتدى غاز شرق المتوسّط بصفة مراقب
• الغاز في شرق المتوسط.. قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار أو الحل