التقاريرتقارير الطاقة المتجددةسلايدر الرئيسيةطاقة متجددة

كينيا.. ثامن أكبر مُنتج للطاقة الحرارية الأرضية في العالم

تستعد لإطلاق أولكاريا 6 لزيادة القدرة لـ 791.5 ميغاواط

دينا قدري

اقرأ في هذا المقال

  • محطة أولكاريا للطاقة الحرارية الأرضية توّلد نحو ربع الطاقة الكينية
  • الطاقة الحرارية الأرضية هي ثاني أكثر مصادر الطاقة وفرة في العالم بعد الطاقة الشمسية.
  • كينيا لديها مورد جيد للحرارة وهو الوادي المتصدع، حيث توجد الحرارة بالقرب من سطح الأرض
  • تم إنشاء محطة أولكاريا الأصلية -أول محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا والأولى في أفريقيا- في عام 1981
  • العيب الرئيسي للطاقة الحرارية الأرضية هو الاستثمار الرأسمالي المرتفع للغاية
  • التعامل مع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من السوائل الحرارية الأرضية
  • هناك مشكلات تتمثل في إعادة حقن المياه في عمق الصخور لتجديد البخار، وكذلك تكسير الصخور

تُعد كينيا ثامن أكبر مُنتج للطاقة الحرارية الأرضية في العالم، بعد دول مثل: الولايات المتحدة، والفلبين، وإندونيسيا، وتركيا، ونيوزيلندا.

ومن المتوقع أن تتفوق على المكسيك وإيطاليا بمجرد إطلاق محطة أولكاريا السادسة، حسبما ذكر تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

وتعتمد كينيا -بالفعل- على بخار الطاقة الحرارية الأرضية بنسبة 38% من طاقتها -وهي نسبة أكبر من أي دولة أخرى-.

محطة أولكاريا

تستعد كينيا لإطلاق المحطة السادسة في مشروع أولكاريا للطاقة الحرارية الأرضية في منطقة الوادي المتصدع الكبير، ما سيدفع إجمالي إنتاج المشروع إلى 791.5 ميغاواط، أي نحو 27% من إجمالي الطاقة في كينيا، بحسب مؤسسة "كين جين" شبه الحكومية التي تُدير أولكاريا.

وصرح قائد عمليات تطوير البنية التحتية والموارد في أولكاريا، كيروس كارينغيثي، أنه "عند اكتمال محطة أولكاريا السادسة، ستكون أكبر محطة منفردة للطاقة الحرارية الأرضية في العالم".

توّلد محطة أولكاريا نحو ربع احتياجات كينيا من الكهرباء، ويُنقل بعض منها إلى بعد 500 كليومتر جنوب شرق مدينة مومباسا الساحلية في كينيا، وعلى بعد بضع مئات من الكيلومترات غربًا باتجاه الحدود مع أوغندا.

الوادي المتصدع أكبر مصدر للطاقة الحرارية في كينيا
الوادي المتصدع أكبر مصدر للطاقة الحرارية في كينيا

الوادي المتصدع مورد جيد للحرارة

يُعد أفضل مكان للطاقة الحرارية هو منتزه "هيلز غيت" الوطني، على بعد نحو 90 كيلومترًا من شمال غرب العاصمة الكينية نيروبي، حيث يتم احتجاز الكثير من الحرارة الأرضية تحت السطح مباشرةً في الوادي المتصدع الكبير.

وقالت مديرة مدرسة آيسلندا للطاقة بجامعة ريكيافيك، جولييت نيوسون: "تأتي هذه الطاقة من الأرض -وهي في الأساس غير محدودة.. كينيا لديها مورد جيد حقًا وهو الوادي المتصدع.. لديك حرارة (لا تصدق) قريبة جدًا من سطح الأرض"، ففي أجزاء أخرى من العالم، سيتعين عليك الحفر لعدة كيلومترات أو أكثر للعثور على درجات حرارة مكافئة.

ومن جانبه، أوضح كارينغيثي أن تسخير هذه الطاقة لتوليد الكهرباء أمر بسيط: "الطريقة التي نقوم بها في أولكاريا، تقوم بفصل المياه عن البخار.. البخار يتم نقله إلى التوربين الذي يدور ويوّلد الكهرباء".

تدور التوربينات في محطة أولكاريا الخامسة بسرعة 3 آلاف دورة في الدقيقة، وهي أسرع من أن تتبعها العين البشرية.

أول محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية

تم إنشاء محطة أولكاريا الأصلية -أول محطة لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية في كينيا والأولى في أفريقيا- في عام 1981، وتم تشغيل محطتين كبيرتين لتوليد الكهرباء بين عامي 2014-2015؛ مّا أدى إلى زيادة الإنتاج بشكل كبير.

لكن العمل لم ينتهِ بعد، ولا يزال ربع سكان كينيا يفتقرون إلى الكهرباء.

ويُعد انقطاع التيار الكهربائي أمرًا شائعًا، ما يعيق قطاع التصنيع في البلاد، ويمنع الطلاب من دراستهم ليلًا، والآباء من شحن هواتفهم المحمولة.

حفر الآبار والاستثمار باهظ التكلفة

بمجرد تحديد موقع قوي لحفر بئر جديدة، "فأنت بحاجة إلى أن لا يكون المستثمرون ضعيفي القلوب"، كما يقول كارينغيثي.

وتابع: "حفر بئر لتوليد الطاقة الحرارية يُكلف 6 ملايين دولار. وإذا لم يُحالفك الحظ، فأنت غارق"، مشيرًا إلى أن هذا هو العيب الرئيسي للطاقة الحرارية الأرضية.

في أولكاريا، يتم اختبار الآبار لمدة شهرين تقريبًا لقياس معدل تدفقها، وبعد ذلك، يتم توجيه البخار إما إلى مصنع صغير في الموقع، أو عبر أنابيب إلى محطة أكبر مثل أولكاريا الـ6؛ نظرًا لأن منتزه هيلز غيت هو موطن للكثير من الحياة البرية، وفي بعض الأماكن، يجب رفع الأنابيب عدة أمتار فوق سطح الأرض للسماح للزرافات والحياة البرية الأخرى بالمرور بأمان.

ويتم توليد جزء من الكهرباء في مواقع الآبار مباشرةً، حيث تميل آبار الأقمار الصناعية الصغيرة هذه إلى أن يصل عمقها من كيلومترين إلى 3 كيلومترات، وتنتج كل منها نحو 5 ميغاواط من الطاقة -وهو ما يكفي لإمداد 50 ألف منزل كيني بالكهرباء-.

عندما يقوم البخار بتشغيل التوربينات، يتم حقن الماء مرة أخرى في الأرض؛ للتأكد من أن آبار البخار لا تجف أبدًا، ومع مرور الوقت، سوف يسخن ويعود كبخار مرة أخرى.

مزايا وعيوب

في بلد يشهد الطلب على الطاقة مرتفعًا عن العرض، تتمتع محطات الطاقة الحرارية الأرضية ببعض المزايا. فيُمكن التوسع فيها بشكل سريع، إضافة إلى تميزها بحجمها الصغير، حيث تتطلب الطاقة الحرارية أرضًا أصغر بكثير من طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية أو الفحم.

ومع ذلك، قد تكون بئرًا واحدة للطاقة الأرضية صغيرة، ولكن تنتشر 300 بئر منها عبر وادٍ تتقاطع فيه الأنابيب وخطوط النقل وطرق الوصول وأحواض النقل، ما يجعل مشروع أولكاريا عملاقًا.

وهذا يمثل مشكلة بالنسبة للرعاة من شعب الماساي الذين يرعون ماشيتهم عبر هذه الأرض بين الحين والآخر لعدة قرون.

ولإفساح المجال أمام توسعات أولكاريا، نقلت "كين جين" 1181 من الماساي من 155 أسرة إلى 1700 فدان من الأرض المجهزة بالمنازل والكنائس والمدارس.

وحتى الآن، يُوظف مشروع أولكاريا 1250 شخصًا، ولكن منهم 50 -فقط- من الماساي، و20 شخصًا ينحدرون من المجتمع النازح.

كينيا تطلق أكبر محطة للطاقة الحرارية الأرضية
كينيا تطلق أكبر محطة للطاقة الحرارية الأرضية

تحديات الطاقة الحرارية الأرضية

نظرًا لأن الحكومات والمستثمرين الأجانب ينفقون مليارات الدولارات لربط المزيد من شرق أفريقيا بالشبكة؛ فإن القلق على أراضي الرعاة الريفيين هو أحد التحديات العديدة التي يجب معالجتها، حيث يتم التحوّل إلى الطاقة الحرارية الأرضية لتلبية متطلبات الطاقة في مدن المنطقة سريعة النمو.

التحدي الآخر هو كيفية التعامل مع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من السوائل الحرارية الأرضية، والذي يمكن أن يحدث بشكل طبيعي في الينابيع الساخنة وفتحات البخار.

تختلف كمية الكربون المنبعثة من الطاقة الحرارية الأرضية اختلافًا كبيرًا من مشروع إلى آخر، لكنها بشكل عام لا تزال ضئيلة مقارنةً بحرق الوقود الأحفوري -2.7% فقط مثل حرق الفحم، أو 5% مثل الغاز الطبيعي-.

بعض المحطات، مثل المشروعات في أيسلندا، تلتقط الكربون وتعيد حقنه تحت الأرض، حيث يتمعدن ويصبح غير ضار.

ربما يكون الأمر الأكثر إشكالية من ثاني أكسيد الكربون هو إعادة حقن المياه في عمق الصخور لتجديد البخار، ففي معظم الحالات يتم حقن المياه بعمق كافٍ بحيث لا تتداخل مع طبقات المياه الجوفية، ولكن إذا تم أداؤها بشكل خاطئ، فمن المحتمل أن تلوث مصادر مياه الشرب.

ثم هناك حقيقة أنه من خلال تكسير الصخور، يُمكن للهندسة الحرارية الأرضية أن تسبب نشاطًا زلزاليًا، وهي تفعل ذلك بانتظام. في حالات نادرة، يُمكن أن يشعر المواطنون بالزلازل، وهو ما يوّلد الكثير من عدم الثقة.

مستقبل الطاقة الحرارية الأرضية

نظرًا لأن الكهرباء الحرارية الأرضية عمرها أكثر من قرن بقليل، على عكس الوقود الأحفوري؛ فمن المرجح أن يكون مستقبلها أطول من ماضيها، ولكن هناك الكثير من الخلاف حول ما يجب أن تكون عليه الحدود التالية.

قالت نيوسون إن معظم محطات الطاقة الحرارية الأرضية الحالية "تتطلب خزانًا ساخنًا بدرجة معتدلة -الينابيع الساخنة والسخانات وغيرها من مزايا الطاقة الحرارية الأرضية-". هذا ما يجعل الطاقة الحرارية الأرضية أمرًا يسهل الحصول عليه.

من الناحية النظرية، يُمكن إنتاج الطاقة الحرارية الأرضية -تقريبًا- في أي مكان يمكنك الحفر فيه بعمق كافٍ لإطلاقها.

وأوضحت نيوسون أنه قد يكون من الممكن في يوم من الأيام إنتاج طاقة حرارية أرضية من قاع البحر؛ نظرًا لأن معظم النشاط البركاني للأرض يحدث في وسط المحيطات، حيث تتلاقى الصفائح التكتونية أو تتصادم، فإن المياه هناك شديدة السخونة بما يكفي لتشغيل التوربينات.

وبينما تقود كينيا أفريقيا فيما يتعلق بالاستفادة من الطاقة الحرارية الأرضية، فإن السمات الجيولوجية نفسها التي يعمل بها أولكاريا موجودة في 6 دول أخرى أعلى وأسفل الوادي المتصدع الكبير.

وتقوم "كين جين" بالفعل -بتشغيل- 22 بئرًا في إثيوبيا، وسوف تستفيد قريبًا من جيبوتي أيضًا.

الطاقة الحرارية الأرضية في العالم

على الصعيد العالمي، تُعد الطاقة الحرارية الأرضية صناعة تبلغ قيمتها 4.6 مليار دولار أميركي، مع وجود أكثر من 500 محطة توليد كهرباء تعمل على توفير الكهرباء لملايين المنازل في جنوب شرق آسيا وأميركا الشمالية وأوروبا وما وراءها.

وتُعد الطاقة الحرارية الأرضية ثاني أكثر مصادر الطاقة وفرة في العالم بعد الطاقة الشمسية.

ولكن فيما يتعلق بمدى الاستفادة من مصدر الطاقة هذا، فإن الطاقة الحرارية الأرضية متأخرة كثيرًا، على الرغم من امتلاكها بعض المزايا المهمة.

فقد تكون توربينات الرياح عديمة الفائدة في يوم هادئ، وتتساقط طاقة الألواح الشمسية عندما تكون الشمس مغطاة بالغيوم وفي الليل.

لكن في هذه الأثناء، وبغض النظر عن الوقت من اليوم، فإن الأرض الموجودة أسفلنا تطلق كميات هائلة من الحرارة بشكل مضطرد، مهما كان الطقس.

اقرأ ايضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق