إكسون موبيل تتطلع للشراكة مع صناديق الاستثمار في احتجاز الكربون
تأمل في تحقيق أرباح من مشروعاتها الجديدة
نوار صبح
تتطلع شركة إكسون موبيل الأميركية إلى تكوين شراكات مع صناديق الاستثمار لتمويل مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه.
يأتي ذلك في إطار التوجه الجديد للشركة من أجل جني الأرباح في المشروعات الصديقة للبيئة، بعد أن تكبد عملاق النفط الأميركي أكبر خسارة في تاريخه بسبب فيروس كورونا.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، دارين وودز، في مقابلة أجرتها معه محطة بلومبرغ التلفزيونية، أمس الخميس، إن الشركة ترى فرصًا لجني المال في تعويضات الكربون من خلال تكوين شراكات مع صناديق الاستثمار لتمويل احتجاز الكربون.
شركة متخصصة لحلول الكربون
كانت إكسون موبيل أعلنت مؤخرًا إنشاء شركة متخصصة في الطاقة الأقلّ تلويثًا للبيئة، في محاولة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وطمأنة المساهمين.
وأعلن عملاق النفط الأميركي أن الشركة ستحمل اسم "إكسون موبيل للحلول منخفضة الكربون"، ويترأّسها مديرٌ منتخب بشكل مستقلّ، تحت ضغط من المساهمين القلقين بشأن تداعيات التغيّر المناخي على ربحية الشركة.
وكشفت الشركة عن خطة بحلول عام 2025، لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في عملها، تماشيًا مع توصيات اتفاق باريس للمناخ.
آفاق الشراكة مع صناديق الاستثمار
خلال استعراضه المفصل لجهود إكسون موبيل لتسويق تقنيات منخفضة الكربون، أوضح وودز أن الشراكة مع مستثمرين خارجيين ستكون هدفًا رئيسيًا للشركة الجديدة، وفقًا لما أوردت وكالة بلومبرغ.
وأضاف: "ذلك يعني -أيضًا- أن إكسون موبيل لن تحتاج إلى تمويل المشروعات الكبيرة، وإنما ستعتمد -فقط- على أموالها الخاصة".
وشدد وودز على أهمية "السعر الشفاف والصريح للكربون" الذي تحدده الحكومة، والذي يكافئ المشروعات المصممة لاحتجاز الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهو مجال ترى إكسون موبيل نفسها رائدة فيه.
ويتمثل هدف إكسون موبيل في العثور على الأشخاص المهتمين بالشراكة والاستفادة من القدرات التي يمكن أن توفرها الشركة الأميركية في هذا المجال للقيام بالاستثمارات، وتقليل كمية الكربون في الغلاف الجوي.
دوافع إكسون موبيل للاستثمارات البيئية
تعمل إكسون في مجال احتجاز الكربون لأكثر من عقد من الزمان، لكنها لم تكن راغبة في تخصيص مبالغ كبيرة للمشروعات؛ بسبب انخفاض العائدات، وعدم التيقّن من اللوائح التنظيمية والقيود التكنولوجية.
في وقت سابق من هذا العام، ونتيجة ضغط المستثمرين لتقليل انبعاثاتها والاستعداد لانتقال الطاقة، أطلقت شركة إكسون موبيل أنشطة "حلول الكربون المنخفض"، معلنة استعدادها لإنفاق 3 مليارات دولار عليها حتى عام 2025.
ومثلت الخطوة تحولًا في لهجة شركة النفط الأميركية العملاقة، التي تعرضت لانتقادات لتخلفها عن نظرائها الأوروبيين فيما يتعلق بتغير المناخ، رغم أن المبلغ يمثل أقل من 5% من إجمالي إنفاق رأس المال، الذي يذهب معظمه باتجاه الوقود الأحفوري.
تداعيات كورونا على استثمارات إكسون موبيل
ذكرت منصة بلومبرغ غرين في ديسمبر/كانون الثاني، أن إكسون أجلت إلى أجل غير مسمى مشروعًا لاحتجاز الكربون بقيمة 260 مليون دولار في وايومنغ؛ بسبب التداعيات المالية من انخفاض أسعار النفط في عام 2020 على الرغم من فوائدها البيئية الواضحة.
ويدرس معهد النفط الأميركي، الذي تنتمي إليه إكسون موبيل، فكرة دعم السعر الذي تفرضه الحكومة على انبعاثات الكربون، ويُعدّ هذا تحولًا رئيسيًا في سياسة أكبر مجموعة تجارية في صناعة النفط.
كما سيساعد ذلك في إنشاء سوق لتعويضات الكربون، التي يمكن استخدامها من قبل شركات الطيران ومصنّعي الأسمنت والصناعات الأخرى ذات الخيارات المحدودة لتقليل الانبعاثات.
خسارة تاريخية وخفض النفقات الرأسمالية
تعمل شركة النفط الأميركية العملاقة على خفض نفقاتها الرأسمالية، وتطوير تسويق الطاقات الأقلّ تلويثًا للبيئة، بعد أن تكبّدت أكبر خسارة في تاريخها بسبب وباء فيروس كورونا.
كانت شركة إكسون قد سجّلت خسارة قدرها 20.1 مليار دولار، في الربع الرابع من العام الماضي، و22.4 مليار دولار، لعام 2020 بأكمله، لتصبح أكبر خسارة سنوية في تاريخها، مقابل ربح قدره 14.3 مليار في عام 2019، متأثّرة بتراجع الطلب على الذهب الأسود، وتراجع أسعار النفط.
وترغب الشركة خلال الوقت الحالي في "تسويق شركاتها المتعددة الخاصة بالتكنولوجيا منخفضة الكربون"، وتحديد موقعها بصفتها شركة رائدة في تقنيات احتجاز ثاني أكسيد الكربون وعزله بهدف السماح بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على نطاق واسع.
اقرأ أيضا..
- احتياطي إكسون موبيل من النفط والغاز يسجّل أدنى مستوى خلال 22 عامًا
- بعد خسارة تاريخية.. إكسون موبيل تؤسس شركة جديدة