روساتوم تكثّف أعمالها لتنفيذ أول محطة طاقة نووية في مصر
الشركة الروسية تجهز لطرح مناقصات خاصة بالمشروع
محمد فرج
- وفد مصري روسي يزور موقع المشروع لمتابعة سير العمل
- إعداد قائمة من الشركات المصرية للمشاركة في المشروع
- المحطة ستكون الأكثر أماناً في العالم
تستكمل شركة روساتوم الروسية أعمالها في محطة الطاقة النووية المصرية بالضبعة، بالتعاون مع هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء المصرية.
وكشفت مصادر رفيعة المستوى في تصريحات خاصة إلى "الطاقة" أنه يجري التنسيق بين الجانبين المصري والروسي لطرح مناقصات خاصة بأعمال تُنَفَّذ لصالح المشروع.
وأوضحت أن المناقصة ستُطرَح بالتنسيق مع لجنة توطين تكنولوجيا المحطات النووية، والتي اختارت قائمة من الشركات المصرية العاملة في المقاولات والأعمال والمهمات الكهربائية للمشاركة في المشروع.
وأضافت المصادر، أن هناك تنسيقًا متكاملًا بين الجانبين المصري والروسي بشأن معدلات الإنجاز والتنفيذ بمحطة الطاقة النووية في الضبعة.
وتابعت:" الأعمال لم تتوقف في أثناء تفشّي وباء كورونا، ولم تتأثّر بشكل كبير، وتمّ تدارك الأمر".
وأشارت إلى إعداد البنية الأساسية للمباني الإدارية الموجودة في موقع المشروعات، ومن المتوقع صبّ أول خرسانة في مشروع الضبعة خلال العام الجاري.
أول زيارة رسمية منذ فترة
زار وفد مصري روسي مشترك من إدارة هيئة المحطات النووية المصرية وقيادات من مؤسسة روساتوم الروسية، موقع إنشاء محطة الضبعة النووية، بهدف الوقوف على آخر مستجدات تقدّم الأعمال الجارية في الموقع.
وترأّس وفد روساتوم، مدير قسم الاستثمارات الرأسمالية والإشراف على أعمال الإنشاء والخبير القانوني في مؤسسة روساتوم، غينادي ساخاروف، الوفد الروسي المشارك، حسبما ذكر بيان صادر عن الشركة الروسية.
وحضر عن الجانب الروسي ممثلون عن شركة أتوم ستروي إكسبورت"المقاول العامّ للمشروع والقسم الهندسي في روساتوم"، ضم كلًّا من نائب رئيس الشركة ومدير مشروع الضبعة النووي المصري غريغوري سوسنين، ونائب رئيس قسم الإنشاءات الرأسمالية نيكولاي فيخانسكي، مدير فرع أتوم ستروي إكسبورت في مصر ومدير الإنشاءات ضمن مشروع الضبعة أناطولي كوفتونوف.
وعن الجانب المصري، ضمّ وفد هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، نائب رئيس مجلس الإدارة للتشغيل والصيانة محمد رمضان، ومدير مشروع إنشاء المحطة النووية بالضبعة محمد دويدار.
أكثر المحطات النووية آمانًا
قال نائب رئيس الشركة مدير مشروع الضبعة النووي المصري، غريغوري سوسنين: "إن تكنولوجيا المفاعلات النووية المختارة للمحطة النووية المصرية تجعلني أؤكد بكل ثقة بأن محطة الضبعة النووية هي واحدة من أكثر المحطات النووية أمانًا وتقدمًا من الناحية التكنولوجية على مستوى العالم".
وأضاف: "بمجرد بدء التشغيل ستصبح الضبعة أول محطة نووية في القارّة الأفريقية بمفاعلات الجيل الثالث المطوّر، ستسهم بشكل كبير في تقليل كميات الانبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي."
متابعة سير العمل في المشروع
اطّلع أعضاء الوفد المشترك على سير الأعمال ضمن المشروع وتنفيذ جدول المهمات والتوريدات، وحصلوا على معلومات عن المقاولين المصريين المحتملة مشاركتهم.
كما تفقّد أعضاء الوفد المصري الروسي التجمع السكني للخبراء الروس العاملين بالموقع، والمرافق الملحقة والمباني الخدمية لتقديم متطلبات الإعاشة للخبراء الروس والعاملين بالمشروع.
وتوجّه الوفد إلى موقع إنشاء المحطة لتفقّد التقدم في تنفيذ الأعمال والتحقق من مواكبتها للبرنامج الزمني المخطط.
وفي ختام الجولة، زار الوفد موقع برج الأرصاد الجوية، والرصيف البحري بموقع الضبعة الذي ما زال طور الإنشاء من قبل المالك، والمخطط أن يخدم في نقل المعدات الثقيلة للمحطة.
أول مشروع للطاقة النووية في مصر
تعدّ محطة الضبعة أول محطة للطاقة النووية في مصر يتمّ إنشاؤها في مدينة الضبعة، بمحافظة مطروح على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتنفذها شركة روساتوم الروسية.
تتكون محطة الضبعة النووية من 4 وحدات طاقة كهربية، تبلغ قدرة كل واحدة منها 1200 ميغاواط، بمفاعلات من نوعية لماء المضغوط المبرّد بالماء من الجيل الثالث المتطور، والذي يعدّ الأحدث مما توصلت إليه التكنولوجيا النووية الحديثة.
وهذه التقنية أثبتت جدواها، وتعمل بنجاح في دولتين، حيث تعمل في روسيا 4 وحدات نووية مجهزة بمفاعلات من هذا الجيل بواقع وحدتين في محطة لينينغراد، ووحدتين أخريين في محطة "نوفوفورونيج".
أمّا خارج روسيا، فتعمل وحدة طاقة نووية واحدة من النوع ذاته في المحطة النووية البيلاروسية التي تمّ ربطها بشبكة الطاقة الموحدة للبلاد، في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.