ماذا يعني تعافي قطاع الطيران للطلب على الوقود وانبعاثات الكربون؟
سالي إسماعيل
تضرر قطاع الطيران بشدّة من تفشّي فيروس كورونا وتداعيات مكافحة انتشاره، لكن التعافي في فترة ما بعد الوباء سيقوده شركات الطيران منخفضة التكلفة، وهو ما قد يترك بصمته بالتبعية على الطلب على وقود الطائرات وانبعاثات الكربون.
ويوضح تحليل نشرته شركة تحليل البيانات ومعلومات السوق، غلوبال داتا، أن تعافي قطاع الطيران والمساعدة في تنشيط الطلب ستقوده شركات الطيران الاقتصادية.
ويرجع التحليل قيادة شركات الطيران منخفضة التكلفة لتعافي الطلب على وقود الطائرات، إلى أن هذه الشركات تشقّ طريقها للتعافي من التباطؤ العالمي غير المسبوق، والمسجل في عام 2020.
وتقول غلوبال داتا، إن تدابير خفض التكاليف والاستجابة التشغيلية من شأنها أن تؤدي لتحرّك سريع من جانب شركات الطيران تلك، لاستيعاب الطلب المكبوت والاستفادة من أيّ فرصة قبل الشركات الأخرى الأعلى تكلفة.
القلق المالي
تسبّب وباء كورونا في مفاقمة مخاوف المستهلكين بشأن الموارد المالية، كما أدّت تداعيات مكافحة انتشاره لفرض قيود شديدة على السفر والتنقل.
وبحسب المسح الذي أجرته شركة غلوبال داتا، حول التعافي من وباء كورونا، وشمل 5766 شخص عالميًا، خلال الفترة من 2 وحتى 6 ديسمبر/كانون الأول 2020، فإن 87% من المشاركين كانوا قلقين للغاية أو قلقين تمامًا أو بنسبة طفيفة بشأن وضعهم المالي الشخصي.
ومن جانبه، يقول محلل السفر والسياحة في غلوبال داتا، غوس غاردنر، إن شركات الطيران منخفضة التكلفة قد قلّصت التكاليف بصورة جيدة، رغم أن الشركات كافّة قلّصت التكاليف بشكل ملحوظ لتحمّل العاصفة التي أحدثها الوباء.
وأوضحت غلوبال داتا أن الأسعار المنخفضة التي تقدّمها شركات الطيران منخفضة التكلفة، ستلبّي بشكل أفضل الحاجة المتزايدة للقدرة على تحمّل التكاليف بين العملاء الذين يعانون من ضائقة مالية.
تبعات التعافي
من شأن أيّ تعافٍ في قطاع الطيران، في فترة ما بعد الوباء، أن تكون بمثابة محرك واضح للطلب على وقود الطائرات التقليدي ووقود الطيران المستدام، وكذلك على أرصدة تعويض الكربون في سياق خطة الأمم المتحدة للتعويض عن الكربون والحدّ منه في مجال الطيران الدولي.
ويُقصد بتعويض الكربون، تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو الغازات الضارّة بالبيئة، مع حقيقة أن أرصدة تعويض الكربون تتيح لمالكي هذه الأرصدة إطلاق كمية محددة من غازات الدفيئة مقابل تمويل مشاريع الحدّ من الكربون، كإعادة التشجير.
وبموجب خطة التعويض عن الكربون والحدّ منه في مجال الطيران الدولي، يجب على شركات الطيران تسليم تعويضات الكربون لتغطية أيّ زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أعلى المستويات المسجلة في عام 2019، والذي يعدّ بمثابة خط أساس.
وفي أوروبا، انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاع الطيران بنحو 57%، في عام 2020 عن العام السابق له، بسبب الوباء، بحسب بيانات الوكالة الأوروبية لمراقبة سلامة المجال الجوي الأوروبي، يوروكنترول.
وعلى الصعيد العالمي، من المستبعد أن يتعافى نشاط الطيران لمستويات عام 2019، حتى حلول عامي 2022 و2023، بحسب بعض مصادر الصناعة، نقلًا عن مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس.
ومن شأن ذلك أن يؤدّي لتراجع الطلب المتوقع على أرصدة تعويضات الكربون بضعة أعوام.
بينما من المرجح أن يتحقق الطلب الأشدّ وطأة على تعويضات الكربون عندما تتعافى سوق رحلات الطيران لمسافات طويلة.
وتقطع رحلات الطيران لمسافات طويلة، أكثر من 4 آلاف كيلو متر، كما تمثّل نحو 6.2% من الرحلات الجوية، لكنها مسؤولة عن 51.9% من انبعاثات الكربون في الطائرات، طبقًا لما ذكرته يوروكنترول.