سوناطراك: 6 مليارات دولار خفضًا في الموازنة الاستثمارية والتشغيلية
بسبب تداعيات جائحة كورونا خلال 2020
دينا قدري
أكد الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الوطنية الجزائرية سوناطراك، توفيق حكار، أن الشركة أنهت عام 2020 بنتيجة إيجابية وتدفّق نقدي متوازن، على الرغم من الانخفاض الحادّ في أسعار النفط والغاز، خاصةً خلال الربع الثاني من العام.
وفي مقابلة مع صحيفة ليبرتي الجزائرية الناطقة بالفرنسية، شدّد حكار على أن "سوناطراك واجهت، خلال عام 2020، بيئة سوقية صعبة وظروف استثنائية للغاية، وغير مسبوقة".
وأضاف أن الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة فيروس كورونا وتدابير التقييد التي اتخذتها جميع الدول أثّرت بشكل كبير في الاقتصاد العالمي، وتحديدًا أسواق النفط والغاز، مع انخفاض كبير في الطلب، وأسعار متراجعة في سابقة تاريخية.
في هذا السياق، حددت شركة سوناطراك أولوية حماية سلامة وصحة موظفيها، وقد تمّ تنفيذ إجراءات الوقاية والحماية بناءً على إرشادات السلطات الوطنية المختصة في هذا المجال.
خفض الميزانية الاستثمارية والتشغيلية
قال حكار: "لقد أجبرتنا هذه الأزمة على خفض ميزانياتنا الاستثمارية والتشغيلية، مثلما فعلت شركات النفط الأخرى.. كانت هذه فرصة سمحت لنا باستكشاف إمكانات تقليل تكاليفنا وتحسينها على المدى القصير والمتوسط".
وتابع: "تمكنّا من خفض مصروفاتنا الاستثمارية والتشغيلية، في عام 2020، بأكثر من 6 مليارات دولار أميركي مقارنةً بعام 2019، وبشكل رئيس مصروفات النقد الأجنبي التي خُفِضَت من 9 مليارات دولار في عام 2019، إلى أقلّ من 5 مليارات دولار عام 2020".
وواصلت الشركة العمل في مواقعها المختلفة في جنوب وشمال البلاد، مستخدمةً مواردها الداخلية وتلك الخاصة بالشركات المحلّية، ما جعل من الممكن التعامل مع تسريح المقاولين الأجانب العاملين في مشروعاتها ومرافقها.
وعلى الرغم من الأزمة الصحية، استمرت سوناطراك في ضمان الإمدادات المنتظمة للسوق الوطنية بالغاز والمنتجات النفطية، ووضع أكبر كميات من الهيدروكربونات في السوق الدولية، في ظل ظروف السوق الصعبة.
الالتزام بخفض الإنتاج
يقول حكار، من حيث الإنجازات المسجلة في عام 2020، يمكن تلخيصها في وصول الإنتاج الأولي للهيدروكربونات إلى أكثر من 176 مليون طن من المكافئ النفطي، وهو مستوى منخفض بالنسبة للسنة المالية 2019، لكن يمكن تفسيره بتطبيق اتفاقية خفض الإنتاج الموقعة بين منظّمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك" وشركائها.
وأكد أن سوناطراك اشتركت بشكل كامل في إجراءات خفض إنتاج تحالف أوبك+، "تلك الإجراءات التي ساعدت بشكل كبير على انتعاش الأسعار، منذ يونيو/حزيران الماضي، مع ارتفاع سعر خام برنت فوق 40 دولارًا أميركيًا للبرميل، بفضل الانضباط الذي أظهره أعضاء أوبك وشركاؤهم في احترام حصصهم".
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من صعوبة وضع السوق، تمكّنت الشركة، ولأول مرة خلال العقد الماضي، من طرح كميات من الديزل والبنزين في الأسواق العالمية، وبلغ مستوى الاستثمار 5.6 مليار دولار، 90% منه في قطاع الاستكشاف والإنتاج.
اقرأ أيضًا..
- لأوّل مرّة منذ 10 سنوات.. الجزائر تصدر كميات من البنزين والمازوت
- 2.5 مليار دولار إيرادات "إس بي سي" التابعة لسوناطراك الجزائرية
- وزير الطاقة الجزائري: ربحنا معركة استقرار سوق النفط بفضل السعودية
- وزير الطاقة الجزائري: هذه حقيقة صادراتنا من النفط والغاز