تصاعد أزمة الكهرباء في السويد.. ووزير الطاقة يطمئن مواطنيه: "شغلوا المكانس"
بعد اتهامات المعارضة للحكومة بالتقاعس واللجوء لحرق النفط
تصاعدت أزمة عجز الكهرباء في السويد، بالتزامن مع موجة البرد التي تتعرض لها البلاد؛ ما دفع الحكومة إلى الاستعانة بالمحطات العاملة بالنفط لتوليد الكهرباء، رغم ما ينتج عنها من أضرار.
وزير الطاقة السويدي، أندش إيغيمان، طمأن مواطنيه بتوافر الكهرباء في البلاد، بعد الانتقادات الحادة التي تعرضت لها الحكومة من أحزاب المعارضة.
ارتفاع أسعار الكهرباء
شهدت أسعار الكهرباء ارتفاعًا قياسيًا خلال الأيام الماضية؛ نتيجة موجة البرد التي تتعرض لها البلاد، حسبما ذكرت شبكة الكومبس السويدية.
وقال إيغيمان في برنامج “30 دقيقة” على التلفزيون السويدي: "عندما كان المحافظون يقودون الحكومة دعا وزير الطاقة السويديين لارتداء ملابس سميكة بدلًا من رفع درجة الحرارة، نحن لم نصل إلى هذا الحد، بل نقول للناس: يمكنكم اختيار الحرارة التي ترغبون بها واستخدام المكنسة الكهربائية متى شئتم"، في إشارة إلى بعض الدعوات المطالبة بحل أزمة الكهرباء.
اللجوء لحرق النفط
فرضت الأجواء الباردة على السويد اللجوء إلى عمليات حرق النفط، رغم ما يصدر عنها من أضرار بيئيّة؛ من أجل إنتاج الكهرباء اللازمة لمواجهة أحوال الطقس.
وشهدت الأيام الماضية زيادة كبيرة في معدلات استهلاك الطاقة؛ الأمر الذي هدد بحدوث عجز في شبكة الكهرباء؛ ما دفع البلاد إلى إجراءات طوارئ بتشغيل محطة الكهرباء النفطية في كارلسهامن.
وعلى الرغم من الإجراءات الطارئة التي نفذتها السويد خلال الأيام الماضية، إلا أن البلاد تُصدّر الكهرباء أكثر مما تشتري، حيث يحظر الاتحاد الأوروبي على السويد وقف تصدير الكهرباء، حتى عندما تعاني شبكة الكهرباء الخاصة بها نقصًا في الطاقة.
وأضاف وزير الطاقة السويدي: "ليس من الجيد أن نضطر إلى استيراد كهرباء من بولندا، وهو الأمر الذي شهد زيادة بشكل غير اعتيادي في السنوات الأخيرة.. وخلال العام الجاري قللنا استيراد الكهرباء من بولندا بنحو 80%".
تراجع إنتاج المفاعلات النووية
يرى المحافظون والمسيحيون الديمقراطيون أنه كان من الممكن تجنب النقص في الكهرباء لو أنتجت السويد مزيدًا من الطاقة النووية.
ورد إيغيمان، على أطروحات المعارضة، قائلا: "كنا سنستورد الكهرباء حتى لو كان لدينا مزيد من الطاقة النووية، كانت لدينا حاجة أكبر للاستيراد في عام 2010 عندما كان نشغل 10 مفاعلات، في حين نشغل اليوم 6 مفاعلات نووية فقط".
أسباب أزمة الكهرباء في السويد
عندما يكون الجو باردًا، والرياح ضعيفة في جميع أنحاء منطقة الشمال في السويد، يسبب ذلك نقصاً في الكهرباء، حيث تحتاج شبكة الكهرباء إلى كمية الإنتاج نفسها طوال الساعات الـ 24، وإذا انخفض التردد على شبكة الكهرباء عن 49.5 هرتز فإن الشبكة الكهربائية تتعرض للانهيار.
وبالتزامن مع انخفاض الإنتاج، تشهد أسعار الكهرباء ارتفاعًا ملحوظًا؛ ما يدفع المستخدمين إلى خفض الاستهلاك؛ لذلك تلجأ البلاد إلى الاحتياطي، بحيث يتم تشغيله لتجنب قطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق.
وعندما لا تكون الواردات كافية، تلجأ السويد إلى احتياطي الطاقة لديها، وأول الإجراءات بدء تشغيل محطة النفط في كارلسهامن.
وتنتج المحطة عند أدنى مستوى 60 ميغاواط، ويمكنها أن تنتج 600 ميغاواط كحد أقصى، كما توجد محطات غاز يمكن تحويلها لإنتاج كهرباء إذا لم تكن محطة النفط كافية، ويكون الإجراء الأخير بقطع الكهرباء عن مناطق في البلاد؛ لمنع الانهيار التام للشبكة، وهو لم يحدث في السويد.
سوق الكهرباء الحرة
حسب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن السويد ملتزمة بعدم وقف تصدير الكهرباء، حتى عند معاناة شبكة الكهرباء الخاصة بها، ففي السوق الأوروبية الحرة، تصدر السويد الكهرباء، وفي الوقت نفسه تستوردها من دول مثل: ألمانيا، والنرويج، وليتوانيا.
وتأتي الكهرباء من النرويج من الطاقة الكهرومائية، لكن في ألمانيا وليتوانيا يتم إنتاج أكثر من نصف الكهرباء بواسطة محطات توليد الطاقة بالفحم والغاز، ويختلف نوع الكهرباء التي تستوردها السويد من ساعة لأخرى.
اقرأ أيضا..
- رغم التحول إلى الطاقة المتجددة.. بلد "غريتا ثانبرغ"تولّد الكهرباء بحرق النفط
- ماغنورا تستحوذ على 25% من مطوّر مشروعات الطاقة الشمسية في السويد