أقلّ تكلفة وأكثر أمانًا.. خبراء يتوقعون انتشارًا أكبر للطاقة النووية
استخدام التقنيات النووية المتقدمة يُلبّي الطلب المتزايد على الكهرباء
حياة حسين
توقّع منتدى الطاقة العالمي الذي ينظمه المجلس الأطلسي، أن تكون الأجيال الجديدة من مفاعلات إنتاج الطاقة النووية أقلّ تكلفة وأكثر أمانًا، بشرط إزاحة العقبات التي تقف في طريق تطويرها.
وقالت جاكي كمبفر، التي أدارت جلسة نقاشية للمنتدى عن "الابتكار النووي": إن "الألواح الشمسية وتوربينات الرياح الآن مختلفة عن الماضي، وغدًا ستختلف الطاقة النووية عن اليوم.. سيكون إنتاجها أقلّ تكلفة وأكثر أمانًا".
توفير الكهرباء
أضافت كمبفر، أن استخدام التقنيات النووية المتقدمة، يُسهم في تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، كما يخفض انبعاثات الغازات الدفيئة -حسبما ذكر موقع "دبليو إن إن"-، لكنها ترى أن الاعتماد على مفاعلات نووية متقدمة ومنخفضة التكلفة، يواجه كثيرًا من التحديات.
وقالت كمبفر-وهي أيضًا كبيرة مستشاري السياسات لبرنامج الطريق الثالث في مجال المناخ والطاقة-، إن المفاعلات النووية شهدت تطورًا فاق التوقعات، في السنوات الـ5 الماضية.
وتوقعت أن تشهد السنوات الـ10 المقبلة أيضًا بناء وتشغيل تقنيات نووية متقدمة ومتعددة، وخلق سلاسل إمداد تدعمها.
وتابعت: "بينما يوجد هذا التقدم وتلك الفرصة.. لا يزال هناك تحديات تواجه العالم لمدّ الطريق أمام حقبة نووية آمنة".
عقبات تشريعية
رصد الرئيس التنفيذي لشركة "تيرا باور" كريس لفسكويه، بعض التحديات، منها الحواجز التشريعية وانخفاض وعي الشعوب بها.
وقال: إن "العقبات التشريعية حالت دون استغلال العلوم النووية لحلّ مشكلات اليوم.. وإصلاحها سيسهم، ليس في زيادة إنتاج الطاقة فقط، لكن أيضًا في تطوير تلك الطاقة وتوفير فرص للابتكار النووي، ما يجعلنا قادرين في هذا المجال".
وأوضح أن "عدم استخدام العلوم النووية أضرّ أيضًا بمجالات استخدامها الأخرى غير الطاقة، مثل القطاع الطبي.. نحن نحتاج للعمل على جانبي التشريع والوعي، وسيدرك الناس تدريجيًا الحاجة لاستخدام العلوم النووية".
بدورها، شرحت مؤسسة شركة "أوكلو"، كارولين كوتشيران، الحالة الأميركية التي تعاني من المشكلات نفسها، من خلال ما واجهته عند تأسيس شركتها.
تطوير الطاقة النووية وتنظيمها
وقالت، إن كلًّا من وزارة الطاقة الأميركية واللجنة التنظيمية النووية، يحددان كيفية تطوير الطاقة النووية وتنظيمها، "ونحن مضطرون للخضوع لقواعد الجهتين".
وتابعت: "اللجنة التنظيمية النووية تحتاج إلى تطوير طريقة عملها مع الشركات، وكيف تتعامل المختبرات الوطنية مع الشركات.. هناك أشياء يجب أن تفعلها لدعم الشركات بطرق أخرى غير الدعم المالي".
وقود المفاعلات
سلّط المدير التنفيذي لـ"سينتروس" دانيال بونيمان، الضوء على تحديات توفير إمدادات الإنتاج، مثل الوقود اللازم للمفاعلات النووية المتقدمة.
وقال: "إن اليورانيوم منخفض التخصيب، هو الوقود المناسب للجيل الرابع من المفاعلات.. خلاصة القول، إنه لا يوجد إمدادات من هذا النوع، حتى الآن".
وعبّرت رئيسة لجنة الأمان النووي الكندي، رومينا فيلاشي، عن وجهة النظر الحكومية في الانتقادات الموجهة للمشرّعين قائلة: "إن دورنا هو حماية الكنديين من المخاطر، وليس حمايتهم من التقدم والابتكار".
وأشارت إلى "زيادة الزخم والاهتمام بالمجال النووي والمفاعلات الصغيرة.. وخطة المفاعلات الصغيرة توضح الاهتمام الرسمي بها".
وقالت، إن الخطة أُعدَّت وفقًا لتوصيات خريطة طريق دُشنت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، وأُطلقت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهي ترسم الخطوات المقبلة للتطوير.
وقدّمت ملخصًا لقواعد إصدار ترخيص لمفاعلات نموذجية صغيرة، بهدف "التعريف بالإطار التنظيمي الكندي ومخاوف الهيئات التنظيمية"، حسب قولها.
لكنها أقرّت أن بعض التشريعات الكندية لا تناسب التقنيات الحديثة للمفاعلات النووية، لذلك تراجع اللجنة التشريعات بهدف تعديلها لتلائم تصميمات المفاعلات الحديثة.
وقالت فيلاشي: "نحن نطوّر متطلباتنا لتعتمد على الأداء، ما يشجع أصحاب المفاعلات المتقدمة في الحصول على الرخصة.. ستكون متطلباتنا أكثر مرونة مع التقنيات المتقدمة".
واختتمت حديثها بالقول: "العالم بحاجة إلى تصميمات يمكن نشرها بسهولة وأمان.. نحن نعلم أن الطاقة النووية تعتمد على تقنية متطورة للغاية، وإذا استطاعت الدول الناشئة الاستفادة من الخبرة والتجربة والبُنية التحتية للجهات التنظيمية الناضجة، سيكون بمثابة قطع شوط طويل في جعل هذه التقنيات الجديدة متاحة بسهولة، ونشرها أكثر أمانًا".
اقرأ أيضًا..
- بريطانيا تتّجه لتدشين محطّة طاقة نووية جديدة
-
تحالف روسي فرنسي أميركي لمناقصة محطّة طاقة نووية بلغاريّة
-
دراسة: الطاقة النووية تستخدم تكنولوجيا منخفضة الكربون