التقاريرتقارير الغازسلايدر الرئيسيةغاز

رغم كورونا.. قطر تتربّع على عرش الغاز المسال في 2020

منتدى الدول المصدّرة للغاز

حازم العمدة

بالرغم من تحديات السوق الحالية، حافظت قطر على مكانتها بصفة أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتمكنت من زيادة صادراتها، عام 2020، ما يعكس قدرتها على التكيف في إدارة مواردها وتوفير إمدادات موثوقة للغاز المسال، حسبما أفاد الأمين العامّ لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، يوري سنتيورين.

في مقابلة مع صحيفة "غلف تايمز"، قال سنتيورين، إن قطر تواصل الاستفادة من نموذجها الاقتصادي الفريد من خلال تكاليف الإنتاج المنخفضة للغاية والاحتياطيات المالية الضخمة والموقع الاستراتيجي لأسواقها الاستهلاكية الرئيسة في آسيا وأوروبا.

وأشار إلى أن صادرات الغاز الطبيعي المسال في قطر، مثل أيّ دولة أخرى عضو في المنتدى، لم تتأثر بشدة بانخفاض أسعار الغاز والغاز الطبيعي المسال الفورية، حيث إن معظم عقودها طويلة الأجل مرتبطة بمؤشرات النفط.

مرونة كبيرة

أوضح سنتيورين قائلًا: "من الجدير بالذكر أنه في هذه الأوقات الصعبة من تآكل الطلب وانخفاض الأسعار بشكل غير مسبوق، أظهرت الدول الأعضاء في المنتدى مرونة كبيرة في تنويع محافظ وجهتها وآليات التسعير، مع الحفاظ على العقود طويلة الأجل المرتبطة بمؤشر النفط".

بالنسبة لقطر، قال: إن هذه "المرونة كانت واضحة في الصفقات الأخيرة" مع بافيليون إنرجي السنغافورية وشركة سينوبك الصينية، بالإضافة إلى إطلاق الذراع التجارية الجديدة (كيو بي تريدينغ)، لتنويع محفظة الغاز المسال وإدارة مخاطر الأسعار من خلال التداول المادي والمشتقات.

وقّعت الدوحة اتفاقية بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال لمدة 10 سنوات بين قطر للبترول وبافيليون إنرجي لتوريد 1.8 مليون طن من الغاز المسال سنويًا، بدءا من عام 2023، فضلًا عن عقد بين قطر غاز وشركة سينوبك الصينية لمدة 10 سنوات، بقيمة مليون طن.

التحوط بالعقود طويلة الأجل

تعدّ هذه الاتفاقيات أمثلة واضحة على أن قطر تسعى للتحوط من خلال العقود طويلة الأجل. علاوة على ذلك، تواصل الدوحة الدفع باستثمارات كبيرة عبر جميع قطاعات سلسلة قيمة الغاز.

وعلى صعيد التسييل، تخطط قطر لزيادة قدرتها من 77 مليون طن سنويًا إلى 110 مليون طن سنويًا، بحلول عام 2025، وما يصل إلى 126 طنًا سنويًا، بحلول عام 2027.

وفيما يتعلق بطاقة إعادة التغييز (تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي)، حجزت قطر 7.2 مليون طن سنويًا من سعة إعادة التغييز محطة (آيل أوف غرين) في المملكة المتحدة لمدة 25 عامًا، من منتصف 2025 حتى عام 2050.

تطوير قطاع الشحن

أمّا بالنسبة للشحن، فقد وقّعت قطر اتفاقيات تربو قيمتها على 19 مليار دولار مع ثلاث شركات بناء سفن رئيسة في كوريا الجنوبية، وهي هيونداي للصناعات الثقيلة، ودايو لبناء السفن والهندسة البحرية، وسامسونغ للصناعات الثقيلة، لحجز فتحات لتوسيع أسطولها من الغاز الطبيعي المسال.

على صعيد متصل، لفت سنتيورين إلى أن قطر "نشطة أيضًا في السوق الفورية، ويمكن للبلد أن يتكيف بشكل جيد مع الوضع الحالي للسوق. ونجحت قطر في زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي المسال للأشهر التسعة الأولى من العام المنصرم، وهو إنجاز جيد بالنظر إلى الوضع الصعب الحالي في السوق".

السوق الآسيوية

يأتي ذلك، فيما قال موقع (هيلينيك شيبنغ نيوز) العالمي المتخصص في شؤون الطاقة، إن قطر ستعزز مكانتها في آسيا التي تشهد أكبر طلب على إمدادات الغاز، في العام الجديد 2021، رغم المنافسة على السوق من المصدّرين الكبار، مثل الولايات المتحدة وروسيا.

ونقل الموقع عن فرانسيسكو بلانش، رئيس أبحاث السلع والمشتقات في (بنك أوف أميركا) للأوراق المالية، في توقعاته: "إن قطر حافظت على الإنتاج بما يتماشى مع المعايير الموسمية وقدرتها، ونتوقع تغييرًا طفيفًا في هذه السياسة، عام 2021".

وأضاف بلانش "من المثير للاهتمام أن اللاعبين السياديين الكبار، مثل قطر، التي تسيطر على 21% من إمدادات الغاز المسال العالمية، لم يسعوا لتحقيق التوازن في السوق عن طريق خفض العرض مقابل ارتفاع الأسعار. ومن المرجح أن يكون القيام بذلك إيجابيًا في الإيرادات على المدى القصير، حيث إن الخسارة في الحجم يجري تعويضها أكثر من زيادة السعر".

في السياق ذاته، قال بلانش، إن اللاعبين الإستراتيجيين، مثل قطر، لديهم آفاق تخطيط طويلة جدًا، وإن تحقيق التوازن في السوق في الوقت الحاضر قد يحفز المزيد من المشاريع في أميركا الشمالية لاتخاذ قرار استثماري نهائي، ومن ثمّ تداول مكاسب قصيرة الأجل مقابل خسارة طويل الأجل.

توقعات السوق العالمية

تتوقع وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس أناليتيك، أن ينمو الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال بنسبة 3%، في عام 2021.

وستنمو قدرة التسييل العالمية بمقدار 14.5 مليون طن متري، في عام 2021، مقارنة بنمو قدرة التصدير البالغة 27.8 مليون طن متري، عام 2020، وفقًا لتحليلات بلاتس.

وقال جيف مور، الخبير في بلاتس أناليتيكس: "من المرجح أن يتميز عام 2021 بمركّب سعر إجمالي أعلى للغاز مقارنة بعام 2020، ولكن من المتوقع أيضًا أن يكون هناك ضغط تنازلي كبير على مؤشر اليابان كوريا مقارنةً بالمستويات الحالية، مع خروجنا من فصل الشتاء".

وأضاف مور: "قد يكون هناك زيادة طفيفة في توقيع العقود، عام 2021، حيث يحصل المستخدمون النهائيون على تعامل أفضل مع ملفات تعريف الطلب واحتياجات التوريد في عالم ما بعد كوفيد 19 ".

اقرأ المزيد:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق