محلّلون: أسعار النفط في بيئة إيجابية رغم كورونا
بدعم من ضعف الدولار.. وبرنت يتخطّى 56.5 دولارًا
مكرم فلتس
تخطّت أسعار النفط مستوى 56.5 دولارًا للبرميل، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، ما لفت الأنظار إلى المعطيات الداعمة لذلك، مع طرح أسئلة تتعلّق باستدامة اتّجاه الصعود، في الفترة المقبلة.
بيئة إيجابية للنفط
يقول كبير المحلّلين بشركة أكتيف تريدس، كارلو ألبرتو دي كاسا، إن النفط يواصل تعافيه مع بلوغ خام تكساس الوسيط سعر 53 دولارًا للبرميل.
ويوضّح دي كاسا -من مقرّ شركته للوساطة في المملكة المتحدة- عبر البريد الإلكتروني، لـ"منصة الطاقة": "كان الانخفاض المتواضع الذي شوهد خلال جلسة أمس، مجرّد تراجع مؤقّت لكن يظلّ البرميل في سيناريو داعم له".
وأضاف: "يراهن المستثمرون على التعافي المستمرّ للطلب العالمي على النفط، خلال الأشهر القليلة المقبلة، بعد عام 2020 الصعب".
وأشار إلى إعلان السعودية، الأسبوع الماضي، تخفيض إنتاجها النفطي، ما يمكن عدُّه انتصارًا للسوق، كما "يُظهر بطريقة ما أن مجموعة أوبك لا يزال بإمكانها لعب دورها الأساس رهن الظروف الحالية، ومن ثمّ فإن السعر يتوطّد ويظلّ في بيئة إيجابية".
كانت المملكة قد أعلنت، الأسبوع الماضي، اعتزامها خفض إنتاجها من النفط، خلال فبراير/شباط ومارس/آذار المقبلين، بمقدار مليون برميل يوميًا "بشكل طوعي"، لتعزيز أسعار النفط في الأسواق.
في حين وافق تحالف أوبك+ على زيادة الإنتاج بنحو 75 ألف برميل يوميًا، خلال الشهرين المقبلين، مع السماح بزيادة طفيفة لإنتاج كلّ من روسيا وقازاخستان.
ونتيجة لذلك، توقّعت عدّة مصارف ومؤسّسات مالية ارتفاع أسعار النفط لأكثر من 60 دولارًا للبرميل، العام الجاري.
وقال غولدمان ساكس، أمس الإثنين، إن أسعار خام برنت قد ترتفع إلى 65 دولارًا للبرميل، بحلول صيف 2021، مدفوعة بتخفيضات الإنتاج في السعودية، وانتقال السلطة إلى الديمقراطيين في الولايات المتحدة.
جدير بالذكر أن التوقّع السابق للنفط من قبل البنك الأميركي كان يبلغ 65 دولارًا، بنهاية العام الجاري.
العملات
يدعم أسعار النفط والاتّجاه الصعودي للخام ضعف الدولار، لأن تسعير الخام بالعملة الأميركية يكون أكثر جاذبية عندما تتراجع العملة.
يقول محلّل أول ريكاردو إيفانجليستا بشركة أكتيف تريدس، لـ"الطاقة": إن "الدولار أخذ قسطًا من الراحة، بعد عدّة أيّام من المكاسب، حيث بدا مؤشّر العملة الأميركية مقابل مجموعة من العملات الأخرى، شبه ثابت، خلال جلسة اليوم الثلاثاء المبكّرة".
وأضاف: "انتهى الاضطراب الذي شهدته واشنطن، الأسبوع الماضي، إلى خلق مناخ سياسي من المرجّح أن يسمح لإدارة بايدن بتمرير حزم التحفيز الجوهرية أكثر ممّا يعتقد الكثيرون، ومع نموّ الحجم المتوقّع للتدخّلات المالية (حزم التحفيز)، ازداد أيضًا احتمال بدء الاحتياطي الفيدرالي، في وقت ما قرب نهاية العام، بتقليص برنامجه الشرائي (التيسير الكمّي)، ما أدّى إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة ودعم الدولار".
الأسهم
من جانبه، توقّع المحلّل الفني بشركة أكتيف تريدس "بيير فيريت"، أن يتّجه المستثمرون المتداولون في الأسهم الأوروبية، إلى زيادة تعرّضهم لأصول أكثر جاذبية، مثل أسهم شركات الطاقة.
وأوضح أن الحماسة التجارية المرافقة لشهر ديسمبر/كانون الأوّل، يبدو أنها كانت مدفوعة باحتمال حدوث انتعاش اقتصادي عالمي، لكن زيادة أرقام إصابات فيروس كورونا كبحت القوى الشرائية للمستثمرين، بالإضافة إلى مخاوف التقييم بشأن الأسهم التي ابتعدت كثيرًا عن سعر توازنها.
واختتم: "يشير هذان المحرّكان لحركة هبوط أو تصحيح فنّي حادّ قصير المدى في قطاعات معيّنة، مثل أسهم التكنولوجيا"، ما يدعم أسهم الطاقة.