كورونا والطاقة النظيفة.. خطط دولية للتعافي الأخضر في 2021

كما هو الحال في الصناعات كافّةً، تأثّر الوقود الحيوي بشدّة من تداعيات وباء كورونا، لكن تسعى وكالة الطاقة الدولية لتسهيل تعافي القطاع وتطويره، خلال عام 2021.

ويوضّح رئيس قسم الطاقة المتجدّدة في الوكالة الدولية، باولو فرانكل، خلال مقابلة مع "أرغوس ميديا" المعنية بشؤون الطاقة، دور منصّة "بيو فيوتشر" في تحقيق التعافي الأخضر، في فترة بعد الوباء، وكذلك العقبات التي يجب التغلّب عليها.

ومنصّة بيو فيوتشر عبارة عن مبادرة للتعاون العالمي تقودها الحكومة، إذ أُطلقت في مراكش، خلال نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016، وتهدف لاتّخاذ إجراءات بشأن تغيّر المناخ ودعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وفي حين يوجد 20 دولة مؤسّسة لهذه المنصّة، فإن البرنامج وأولويات العمل تجري مناقشتها واقتراحها من جانب مجموعة من البلدان، وهي البرازيل والصين والهند وهولندا والمملكة المتحدة وأميركا.

من جانبها، تشارك الوكالة الدولية تحليلاتها وخبراتها في مجال الطاقة الحيوية مع هذه المنصّة، التي تعتمد رؤيتها إلى حدّ كبير على خارطة طريق تكنولوجيا الطاقة الحيوية لوكالة الطاقة.

التعامل مع الوباء

أطلقت منصّة بيو فيوتشر، في أغسطس/آب 2020، مجموعة من المبادئ الطوعية الرامية لتقديم إرشادات للحكومات وصنّاع السياسة في أنحاء العالم كافّةً، بشأن الحاجة لتعزيز اقتصاد مستدام قائم على التكنولوجيا الحيوية، عبر حزم الإغاثة ذات الصلة بالوباء قصيرة الأجل، وبرامج التعافي الاقتصادي الأوسع نطاقًا بعد فترة الوباء.

وتشمل المقترحات تعزيز طموحات الوقود الحيوي، وذلك من خلال أمور، مثل: الإلزام باستخدام وقود الطائرات المستدام بجزء من من حزم التعافي الممنوحة لشركات الطيران، وكذلك مكافأة الاستدامة عبر دمج متطلّبات خفض انبعاثات الغازات الضارّة بالبيئة .

سوق الاتحاد الأوروبي

في سياق آخر، يعدّ الاتحاد الأوروبي بمثابة سوق مهمّة للغاية للوقود الحيوي، حيث إن 6 دول من الاتحاد الأوروبي، بالإضافة للمملكة المتحدة تُعَدّ أعضاء مؤسّسين للمنصّة، وكذلك البرتغال.

وتسعى وكالة الطاقة لتعزيز الممارسات المستدامة للوقود الحيوي بين المشاركين في المنصّة، التي توفّر منتدى للنقاش والتعلّم من ممارسات الاستدامة للدول الأعضاء في أنحاء العالم، كما تمثّل التزامًا مشتركًا للأعضاء للقيام بذلك.

ومن المقرّر أن تحتاج الدول الأعضاء في "بيو فيوتشر" لوضع مجموعة من السياسات لنشر تقنيات الوقود الحيوي المتقدّمة المتوفّرة، بالإضافة للمساعدة في تسويق تلك التقنيات التي تبدو واعدة، مع توفير متطلّبات استدامة واضحة.

ويمكن للسياسات والاستثمارات المحلّية أن تساعد في تسويق هذه التكنولوجيات، ونشرها على أوسع نطاق.

عقبات في الطريق

على صعيد العقبات التي تحدّ من تطوير ونشر أسواق الوقود الحيوي والمنتجات الحيوية، هناك الكثير من الأمور، من بينها أن الموارد الخاصّة والعامّة للمساعدة في الاستثمار في مشاريع الوقود الحيوي المتقدّمة محدودة.

كما إن الوقود الأحفوري لا يزال رخيصًا نسبيًا بدرجة أكبر، حتّى مع تأثير وباء كورونا.

الإنتاج بين الماضي والمستقبل

يشير تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى تراجع إنتاج الوقود الحيوي العالمي لأوّل مرّة منذ عقدين، في عام 2020، بانخفاض 12% على أساس سنوي، نتيجة لوباء كورونا.

وعلى النقيض، سجّل قطاع الطاقة المتجدّدة نموًا بشكل عامّ، حيث زادت الكهرباء التي تمّ توليدها من الطاقة المتجدّدة بنحو 7%، خلال العام الماضي.

وعلى المدى القريب، تتوقّع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الوقود الحيوي، مع حلول عام 2025، بنسبة 10% عن مستويات 2019.

كيف سيبدو المستقبل؟

يرى باولو فرانكل، أن هناك حاجة ملحّة لاتّباع إجراءات سياسية عاجلة لدعم قطاع الطاقة الحيوية والوقود الحيوي الذي تضرّر بشدّة من أزمة فيروس كورونا.

وتعدّ الشركات صغيرة ومتوسّطة الحجم عرضة للخطر بشكل خاصّ.

وتحثّ وكالة الطاقة الدول على أن تشتمل حزم المساعدات الرامية لتحقيق التعافي الاقتصادي على الطاقة الحيوية مع اعتماد مبادئ منصّة بيو فيوتشر لاستعادة الاقتصاد القائم على التكنولوجيا الحيوية في الفترة اللاحقة للوباء بوصفها وسيلة فعّالة لخلق فرض العمل مع مواجهة تحدّيات البيئة.

ويقدّر تحليل لوكالة الطاقة، أنه مقابل كل مليون دولار من الاستثمار في قطاع الطاقة الحيوية، يمكن خلق ما يصل إلى 30 وظيفة، خاصّةً في المناطق الريفية الاقتصادات الناشئة.

اقرأ أيضًا..

• بايدن يدعم الإيثانول.. وينتقد تعامل ترمب مع قوانين الوقود الحيوي
• من بين كل مصادر الطاقة المتجددة.. الوقود الحيوي أكبر الخاسرين نتيجة كوفيد19