التقاريرتقارير منوعةسلايدر الرئيسيةمنوعات

أميركا تعكس الاتّجاه..انخفاض متوسط كفاءة وقود السيارات وارتفاع انبعاثات الكربون

بسبب التحول من السيارات الصغيرة إلى العائلية الكبيرة

سالي إسماعيل

اقرأ في هذا المقال

  • لأول مرة في 5 سنوات.. انخفاض كفاءة استهلاك الوقود في الولايات المتحدة
  • معدل انبعاثات الكربون للسيارات الأميركية الجديدة يرتفع خلال عام 2019
  • انبعاثات الكربون تتراجع 23% ومعدل كفاءة استهلاك الوقود ترتفع 29% منذ عام 2004
  • سيارات تيسلا هي الأقل في انبعاثات الكربون والأعلى في معدل كفاءة استهلاك الوقود

يومًا بعد يوم، يتزايد الاهتمام بالسيارات الكهربائية في سباق التوجّه نحو مستقبل نظيف خالٍ من انبعاثات الكربون، وعلى الرغم من زيادة مبيعاتها، إلّا أنها لم تستطع مقاومة جاذبية التكلفة الأرخص للبنزين، ما فاقم من الانبعاثات الضارّة بالبيئة، خلال عام 2019.

ووفق التقرير السنوي لوكالة حماية البيئة الأميركية حول اتّجاهات مبيعات السيارات، والصادر الأسبوع الجاري، فإن معدّل كفاءة استهلاك الوقود للسيارات في الولايات المتحدة تراجع، خلال عام 2019، في مقابل زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

الكفاءة والانبعاثات

تراجع معدّل كفاءة استهلاك الوقود للسيارات الجديدة في الولايات المتحدة، خلال عام 2019، بنحو 0.2 ميل لكلّ غالون، إلى 24.9 ميل لكلّ غالون، حسب التقرير.

فيما زاد متوسّط معدّل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الولايات المتحدة للسيارات الجديدة، خلال عام 2019، بأقلّ من 1%، بعدما سجّل مستوى قياسيًا منخفضًا، في العام السابق له.

كما ارتفع معدّل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 3 غرامات لكلّ ميل قُطِع، في 2019، ليصل إلى ما مجموعه 356 غرام لكلّ ميل، في ذاك العام، بحسب التقرير.

وتشير وكالة حماية البيئة الأميركية إلى أن كفاءة استهلاك الوقود تراجعت، فيما زادت الانبعاثات الضارّة بالبيئة لأوّل مرّة، منذ عام 2014.

تقاس كفاءة استهلاك الوقود (Fuel economy) من خلال عدد الأميال التي تقطعها المركبة مقابل كلّ غالون يُستَهْلَك من مكافئ البنزين أو ميل لكلّ غالون (Mile per Gallon MPG)

ومنذ عام 2004، تراجعت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 23%، أو ما يعادل 105 غرامات لكلّ ميل، كما زاد معدّل كفاءة استهلاك الوقود بنحو 29%، أو 5.6 ميل لكلّ غالون.

ولم يكن ذلك بمثابة أمر مسبوق، حيث تشير وكالة حماية البيئة الأميركية إلى أنه، منذ عام 2004، تحسّن معدّل كفاءة استهلاك الوقود مع انبعاثات الكربون، في غضون 12 عامًا من أصل الـ15 عامًا، في الفترة من 2014 ّعام 2019.

سرّ التراجع

يأتي ذلك مع تفضيل الأميركيين شراء السيارات الرياضية متعدّدة الأغراض والشاحنات -وهو اتّجاه يبدو أنه يتسارع بشكل حادّ في السنوات الـ5 الماضية فقط- في مقابل الابتعاد عن المركبات الأكثر كفاءة.

وقالت الوكالة في تقريرها السنوي: "تستمرّ سوق السيارات الجديدة في التحرّك بعيدًا عن سيارات السيدان، والاتّجاه نحو السيارات والشاحنات الرياضية متعدّدة الأغراض".

وتراجعت سيارات السيدان إلى 33% من حصّة السوق، وهي أقلّ من حصة السوق البالغة 50% التي كانت تحتفظ بها، في عام 2013، وأقلّ بكثير من حصّة السوق البالغة 80%، التي كانت تهيمن عليها، في عام 1975.

وعلى النقيض، وصلت حصّة الشاحنات متعدّدة الأغراض، (الدفع الرباعي أو والتي تعرف اختصارا بـ"SUV" ) إلى مستوى قياسي عند 37% من حصّة السوق، في عام 2019.

أمّا السيارات الرياضية متعدّدة الأغراض، فقد بلغت 12% من السوق، فيما صعدت حصّة سيارات بيك أب من السوق إلى 16%، خلال السنوات الأخيرة.

وتقف كلّ أنواع السيارات الخمس (سيارات السيدان وسيارات الأس يو في والشاحنات الرياضية وسيارات بيك أب وسيارات ميني فان/فان) عند، أو بالقرب من، مستويات قياسية مرتفعة من كفاءة استهلاك الوقود ومستويات قياسية منخفضة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، في العام 2019.

وشهدت شاحنات السيارات متعدّدة الأغراض أكبر تحسّن في كفاءة استهلاك الوقود (0.4 ميل لكلّ غالون) وانبعاثات الكربون (6 غرام لكلّ ميل)، يليها السيارات الرياضية متعدّدة الأغراض، ثمّ سيارات السيدان.

في حين سجّلت سيارات بيك أب وسيارات ميني فان انخفاضًا طفيفًا في كفاءة استهلاك الوقود، وزيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكنّها ظلّت قريبة من المستويات القياسية المسجّلة في نموذج عام 2018.

أداء الشركات المصنّعة

تقول الوكالة الأميركية، إن التغييرات تُظهر أن عددًا قليلاً من صانعي السيارات يمكنهم تلبية ما وصفته بمعايير الانبعاثات وكفاءة استهلاك الوقود التي حدّدتها إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما.

ويُظهر تقرير وكالة حماية البيئة هذا العام أن 3 شركات مصنّعة للسيارات فقط -تيسلا الأميركية وهوندا اليابانية وسوبارو اليابانية- امتثلت لمعايير أوباما، الخاصّة بعام 2019، من خلال الاعتماد على كفاءة استهلاك الوقود لسياراتهم الخاصّة.

ووفقًا للتقرير، فإن 11 من بين 14 شركة مصنّعة للسيارات استخدمت مزيجًا من تحسينات التكنولوجيا والائتمانات الكربونية، سواء المخزّنة لديها، أو تلك التي اشترتها من شركات أخرى لديها مركبات ذات انبعاثات صفرية، وذلك للحفاظ على الامتثال في نموذج عام 2019.

يُقصد بالائتمان الكربوني أو ائتمان الكربون (Emissions credits) شهادة تمنح صاحبها الحقّ في زيادة الانبعاثات الضارّة بالبيئة بمقدار طن واحد من ثاني أكسيد الكربون.

ويُظهر ذلك أن معظم الشركات المصنّعة قد لجأت لشراء الائتمان الكربوني من بعضها بعضًا، أو استخدمتها لتحقيق المستويات المطلوبة من الامتثال لمعايير انبعاثات الاحتباس الحراري للمركبات الخفيفة.

الأداء في 5 سنوات

على مدى السنوات الـ5 الماضية، خفضت 10 من أكبر 14 شركة مصنّعة للسيارات في الولايات المتحدة معدّلات انبعاثات الكربون المقدّرة للمركبات.

وخلال الفترة بين عامي 2014 و2019، حقّقت شركة كيا أكبر انخفاض في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث بلغ 31 غرامًا لكلّ ميل، يليها شركتا هوندا وهيونداي.

بينما لم تشهد تيسلا تغييرات، بالنظر إلى أن أسطول مركباتها بالكامل يعمل بالكهرباء، ومن ثمّ لا يُنتج انبعاثات كربونية.

وفي المقابل، أبلغت 3 شركات عن زيادة في معدّلات انبعاثات الكربون في المركبات الجديدة، حيث سجّلت مازدا أكبر زيادة، والبالغة 13 غرامًا لكلّ ميل، يليها جنرال موتورز، ثمّ فورد.

وعلى صعيد معدّل كفاءة استهلاك الوقود، خلال السنوات الـ5 نفسها، حقّقت تيسلا أكبر زيادة في تحسين معدّل الكفاءة، نظرًا لتدشين سيارتها طراز 3، في عام 2017.

وتعدّ سيارة طراز 3 الآن أكثر مركبات تيسلا من حيث معدّل كفاءة استهلاك الوقود، وكذلك السيارة الأعلى إنتاجًا.

ومن بين الشركات المصنّعة الأخرى، سجّلت كيا أكبر زيادة في معدّل كفاءة استهلاك الوقود، يليها مجدّدًا هوندا، ثمّ هيونداي.

لكن معدّل كفاءة استهلاك الوقود تراجع لدى 3 شركات تصنيع للسيارات، مع حقيقة أن الانخفاض الأكبر شوهد لدى شركة مازدا، يليها جنرال موتورز، ثمّ فورد.

وبالنسبة لعام 2019 فقط، فإن أسطول سيارات تيسلا الكهربائي بالكامل هو الأقلّ على الإطلاق في انبعاثات الكربون، والأعلى في معدّل كفاءة استهلاك الوقود بين كلّ الشركات المصنّعة الكبرى، ثمّ يحلّ بعد ذلك هوندا، وهيونداي.

وعلى النقيض التامّ، سجّلت شركة فيات كرايسلر أعلى متوسّط انبعاثات كربونية للمركبات الجديدة، وأقلّ معدّل كفاءة في استهلاك الوقود، يليها جنرال موتورز وفورد.

تقديرات أوّلية لـ2020

تشير البيانات الأوّلية إلى حدوث تحسّن، في عام 2020، حيث يُتوقّع انخفاض متوسّط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 12 غرامًا لكلّ ميل، إلى 344 غرامًا لكلّ ميل.

كما من المتوقّع أن يزيد معدّل كفاءة استهلاك الوقود، في عام 2020، بنحو 0.8 ميلًا لكلّ غالون إلى 25.7 ميلًا لكلّ غالون، بحسب التقرير السنوي.

وتجدر الإشارة إلى أن البيانات الأوّلية، عن عام 2020، أُبلِغ عنها في شهر أبريل/نيسان الماضي، ما يعني قبل تفشّي وباء كورونا، وما صاحبه من تداعيات على صناعة السيارات.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق