تفاقم أزمة الكهرباء في العراق.. إيران تخفّف الإمدادات وتركيا تدخل على الخطّ
ظلام أو صعق بالكهرباء
بينما يعاني العراق من أزمة كهرباء، لتهالك الشبكة وسوء التوزيع، قرّرت إيران تخفيض الإمدادات المطلوبة، لتزيد الأزمة صعوبة، في الوقت الذي قالت فيه تركيا، إنها بدأت تصدير الكهرباء للعراق، إلّا أن بغداد نفت ذلك تمامًا.
ويبدو أن أزمة الكهرباء في العراق ستصعق -مع سوء التوزيع والتنسيق- أطرافًا محلّية وإقليمية، لطالما سعوا لمكاسب مادّية على حساب بلد يعاني بالفعل.
نقص خطير
قالت وزارة الكهرباء العراقية، أمس الإثنين، إن بغداد ومدنًا أخرى تتعرّض لخطر نقص خطير في الكهرباء، قد يؤدّي إلى ظلام تامّ، وذلك بعد تخفيض الإمدادات من إيران.
كانت شركة الغاز الوطنية الإيرانية قد أعلنت، صباح الإثنين، أنها خفضت الإمدادات إلى العراق بسبب متأخّرات تجاوزت 6 مليارات دولار.
وفي ساعة متأخّرة من ظهر أمس، أعلنت تركيا على الفور أنها بدأت تصدير الكهرباء إلى العراق عبر خطّ "سيلوبي- زاخو" على الحدود التركية العراقية، بدءًا من أمس، وحتّى الأوّل من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
غير أن المتحدّث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، نفى في تصريح أمس، استيراد الطاقة من تركيا، قائلًا، إنه لم يصدر أيّ تصريح رسمي من قبل وزارة الكهرباء بهذا الشأن.
تطوّرات صباح اليوم
وصل وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان إلى العراق، صباح اليوم الثلاثاء، على رأس وفد، والتقى وزير الكهرباء العراقي ماجد مهدي حنتوش، في بغداد.
ووفق وكالة أنباء (إرنا) الإيرانية، بحث الجانبان خلال الاجتماع التعاون الإيراني العراقي في القطاعات الاقتصادية، كما بحثا العلاقات الثنائية والقضايا المرتبطة بالكهرباء والطاقة.
ولم يتطرّق البيان الإيراني شبه الرسمي إلى أزمة الكهرباء، إلّا أن المتحدّث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، صرّح، أمس، بأن الوفد الإيراني سيبحث الديون والمستحقّات واجبة الدفع للجانب الإيراني، مبيّنًا أن الديون تبلغ مليارين و600 دولار، بعكس ما يدّعي الجانب الإيراني بأنها تبلغ 6 مليارات دولار.
كانت شركة الغاز الوطنية الإيرانية قد قالت، أمس الإثنين، إنها خفضت الإمدادات إلى العراق بسبب متأخّرات تجاوزت ستة مليارات دولار.
وأضافت الشركة في بيان: "وزارة الكهرباء العراقية مدينة بما يزيد على 5 مليارات دولار، هي قيمة فواتير الغاز لشركة الغاز الوطنية الإيرانية، منها 3 مليارات دولار لا تزال محجوبة ولا يمكن الوصول إليها في... المصرف العراقي للتجارة، فضلا عن ديون مستحقّة بما يزيد على ملياري دولار".
ولا تستطيع إيران الوصول إلى أصول بمليارات الدولارات في عدّة دول، بسبب العقوبات الأميركية.
وجاء في البيان الذي نشره موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا): أنه "بالإضافة إلى ذلك، يدين الجانب العراقي بما يزيد على مليار دولار لشركة الغاز الوطنية الإيرانية عن مخالفات تعاقدية بموجب الاتّفاق".
وقد يؤدّي نقص الكهرباء التي يخشاه العراق إلى مزيد من الضغط على حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
ومدّدت واشنطن مرارًا إعفاء من العقوبات لمدّة 90 أو 120 يومًا، للسماح لبغداد باستيراد الطاقة من إيران، لكنّها، في نوفمبر/تشرين الثاني، منحت تمديدًا لـ 45 يومًا فقط.
تركيا تدخل على الخطّ
قالت تركيا، أمس الإثنين، إنها بدأت تصدير الكهرباء إلى العراق، لكن وزارة الكهرباء العراقية نفت ذلك.
وقالت هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، في بيان، إن تصدير الكهرباء إلى العراق عبر خطّ "سيلوبي- زاخو" على الحدود التركية العراقية، بدءًا من أمس وحتّى الأوّل من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بهدف التخفيف من خطر انقطاع الكهرباء عن العراقيين.
وأكملت تركيا بأنها منحت شركة "أكسا أكسن" لتجارة الطاقة ترخيصًا بتصدير 150 ميغاواط من الكهرباء للعراق.
وذكر رئيس هيئة تنظيم سوق الطاقة مصطفى يلماظ، أن تركيا باتت بمستوى يمكّنها من تلبية احتياجات جيرانها من الكهرباء، فضلًا عن تلبية حاجة السوق الداخلية، معربًا عن ثقته بأن تركيا ستزيد حجم صادراتها من الكهرباء، في 2021.
وتصدّر تركيا الكهرباء في الوقت الراهن إلى 3 دول، هي جورجيا واليونان وبلغاريا.
ونفى المتحدّث باسم الوزارة، أحمد موسى، في تصريح أمس الإثنين، بدء العراق استيراد الطاقة من تركيا، قائلًا، إنه لم يصدر أيّ تصريح رسمي من قبل وزارة الكهرباء بهذا الشأن، وإن الحديث عن هذا الربط ربّما يكون مبكّرًا، لأنه إلى الآن لم تناقش التفاصيل الفنّية اللازمة لإنضاج المشروع.