الهيدروجين وتخزين الكربون.. العالم يتّجه للطاقة المستدامة
للحصول على طاقة نظيفة دون انبعاثات
محمد فرج
تعقد دول العالم آمالًا كبيرة على الهيدروجين وتخزين الكربون، للتحوّل إلى مستقبل آمن، أكثر استدامة، ودون انبعاثات.
يقول الأمين العامّ لمنتدى الدول المصدّرة للغاز، يوري سينتيورين، إن المنتدى انضمّ إلى الإجماع العالمي المتزايد على أن إنتاج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي، وتقنيات التقاط الكربون، ستغيّر ملامح المستقبل، وتجعله أكثر استدامة.
وأضاف في لقاء افتراضي بعنوان "إستراتيجية الهيدروجين الأزرق"، أن استخدام الهيدروجين وقودًا، يخضع لمقارنة مكثّفة، خاصّة بين "ألوان مختلفة" للهيدروجين.
ويلعب الهيدروجين دورًا رئيسًا في الحصول على طاقة محايدة الكربون.
-
انبعاثات الكربون ترتفع 4.4% رغم نمو مشروعات الطاقة الجديدة
-
أوروبا تبدأ عهد الطاقة الجديدة.. و24% انخفاضًا في انبعاثات الكربون
وأوضح سينتيورين أنه يجري الحصول على الهيدروجين الأخضر الأكثر شيوعًا من مصادر الطاقة المتجدّدة، لكنّه على نطاق ضيّق، بينما يجري إنتاج الهيدروجين الأزرق من الغاز الطبيعي بعد الاقتران مع احتجاز الكربون.
كيفية إنتاج الهيدروجين
عملية إنتاج الهيدروجين التقليدية، التي تنطوي على تعريض الوقود الأحفوري للبخار، أبعد ما تكون عن الخلوِّ من الكربون.
ويُطلق على الهيدروجين الناتج بهذه الطريقة الهيدروجين الرمادي، وفي حال عزل ثاني أكسيد الكربون عنه، يُعرف بالهيدروجين الأزرق.
أمّا الهيدروجين الأخضر، فأمره مختلف، إذ يجري إنتاجه عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام آلاتٍ تعمل على تحليل الماء إلى عنصرَي الهيدروجين والأكسجين، دون أيّ نواتج ثانوية.
تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق
قال نائب رئيس شركة إكوينور النرويجية، شتاينار إيكاس: "بالنظر إلى بديل الهيدروجين الأزرق، فإنه يعتمد على الغاز الطبيعي، ولدينا بالفعل تكنولوجيا وشبكات جاهزة".
وتزيد تكلفة إنتاج الهيدروجين الأزرق بنسبة بين 50 و100% عن تكلفة إنتاج الغاز الطبيعي.
ومع ذلك، فإن الوقود الناتج خالٍ تمامًا من ثاني أكسيد الكربون، أمّا تكلفة الهيدروجين الأخضر فتزيد عن الهيدروجين الأزرق.
وتابع إيكاس: "عندما يتعلّق الأمر بنوع الهيدروجين، فإن الهيدروجين الأزرق يتمتّع بمزايا، لأن البُنية الأساسية موجودة بالفعل، وصناعة النفط والغاز لديها قوّة الاستثمار".
التوسّع في الهيدروجين وتخزين الكربون
أعلن الاتحاد الأوروبي إستراتيجية جديدة للهيدروجين، في يوليو/تمّوز الماضي، حدّدت هدفًا صارمًا يتمثّل في 40 غيغاواط من الهيدروجين الأخضر، بحلول عام 2030. لكنّها تركت 40 غيغاواط أخرى للواردات، ما أتاح الفرصة للهيدروجين الأزرق لسدّ الفجوة.
ووفقًا لأحدث الأرقام المتاحة من توقّعات الغاز العالمية، لعام 2050، من المتوقّع أن يظلّ الغاز الطبيعي أسرع أنواع الوقود الأحفوري نموًّا، بحصّة 28% في مزيج الطاقة العالمي، بحلول عام 2050، مقابل 23%.
توقّعات الغاز العالمية لعام 2050
أكّد رئيس قسم اقتصاديات وتوقّعات الطاقة في منتدى الدول المصدّرة للغاز، سوكولوف، أن "المنتدى وضع سيناريو مخصّصًا، يسمّى سيناريو الهيدروجين".
وفق نتائج السيناريو، سيجري الحصول على ما يقرب من نصف الهيدروجين المنتج من الغاز الطبيعي، بحلول عام 2050، في شكل هيدروجين أزرق.
في غضون ذلك، من المتوقّع أيضًا أن يستهلك الهيدروجين أكثر من 10% من إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي، في عام 2050.