الانتعاش الأخضر.. دعوة دولية لسرعة التخلص من الانبعاثات
الحكومات تسعى لإعادة مواءمة خططها مع اتّفاق باريس
محمد فرج
- الحكومات تسعى للتحول نحو الطاقة النظيفة لتصحيح مسارها
- كل مليون دولار يستثمر في الطاقة المتجددة يخلق 3 أضعاف فرص العمل بالوقود الأحفوري.
- 233 مليار دولار لدعم قطاع الوقود الأحفوري والصناعات المعتمدة عليه
- يمكن للحكومات مواءمة انتعاشها الاقتصادي من وباء كورونا مع خططها المناخية
تسعى حكومات العديد من الدول إلى تصحيح مسارها عبر التحوّل إلى الطاقة المتجدّدة والانتعاش الأخضر، لضمان مستقبل آمن ونظيف ومستدام، في ظلّ استمرار تفشّي وباء كورونا.
وحسب تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة، أظهرت الحكومات قدرتها على حشد الجهود وحزم التعافي بمستويات غير مسبوقة تاريخيًا.
وأعلنت بعض البلدان عن التزامات أكثر طموحًا في مجال المناخ، بجزء من تدابيرها الرامية إلى تحقيق اقتصادات مستدامة وقادرة على التكيّف بعد أزمة كورونا، هذا العام، وكذلك هناك دول كثيرة لم تتّخذ بعد إجراءات حاسمة للتحرّك نحو الانتعاش الأخضر.
والتزمت دول مجموعة الـ 20 بتقديم ما لا يقلّ عن 233 مليار دولار لدعم قطاع الوقود الأحفوري والصناعات المعتمدة عليه.
فرص ضائعة
تمثّل هذه المليارات فرصة ضائعة لتسريع عملية التحوّل في الطاقة، وإتاحة فرص العمل والاستثمار على المدى الطويل.
وتُظهر خطّة الإنعاش التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة -بعد التعافي من وباء كورونا- أن الاستثمارات الموجّهة إستراتيجيًا إلى مصادر الطاقة المتجدّدة، يمكن أن تضع العالم على مسار آمن للمناخ، وتولّد فوائد اجتماعية واقتصادية أوسع.
-
شمس العرب.. طاقة المستقبل قليلة الكلفة
-
الوجه الخفي للطاقة الشمسية… تراكم نفايات الألواح ينذر بأزمة عالمية (فيديو)
وأكّدت الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة، أن كلّ مليون دولار أميركي يُستثمَر في مصادر الطاقة المتجدّدة، من شأنه أن يخلق 3 أضعاف فرص العمل أكثر من الوقود الأحفوري.
مواءمة الانتعاش الاقتصادي
أوضحت الوكالة أنه يمكن للحكومات مواءمة انتعاشها الاقتصادي من وباء كورونا مع خططها المناخية، وكذلك الامتثال بالتزاماتها بموجب اتّفاق باريس.
تقول الوكالة الدولية: "لقد حان الوقت الآن للاستفادة من زخم الانتعاش الأخضر من أجل إزالة الكربون في المجتمعات، وتمهيد الطريق لاقتصادات عادلة وشاملة وقادرة على التكيّف".
ورأت وكالة الطاقة الدولية، في تقريرها، أن الطاقة الشمسية "ملِك الكهرباء" الجديد، وذلك مقارنةً بمصادر الطاقة المتجدّدة الأخرى.
وتوقّعت الوكالة أن يؤدّي إنتاج الطاقة الشمسية إلى زيادة كبيرة في إمدادات الطاقة المتجدّدة، في السنوات الـ 10 المقبلة، حيث يُنظر إلى مصادر الطاقة المتجدّدة على أنها تمثّل 80% من النموّ بتوليد الكهرباء العالمية في ظلّ الظروف الحالية.
6 إجراءات للتعافي الاقتصادي
حثّ أعضاء الوكالة الدولية للطاقة المتجدّدة، بناءً على دعوة صادرة في أبريل/نيسان الماضي، العديد من الحكومات على إعادة تعيين أولويات التعافي، من خلال 6 إجراءات:
- 1- إعادة تقييم إجراءات التحفيز، وتحديد مسار صحيح لضمان الانتعاش الأخضر بما يتماشى مع أهداف المناخ العالمي.
- 2- رفع طموحات السياسات، وتوضيح الخطط طويلة الأجل، لتوليد الطاقة المتجدّدة والاستهلاك، سواء المركزية منها أو اللامركزية.
- 3- ضمان قدرة أسواق الطاقة على توفير الاستمرارية وتحفيز الاستثمار والنموّ في مصادر الطاقة المتجدّدة.
- 4- إعطاء الأولوية للطاقة المتجدّدة بصفتها مكونًا رئيسًا في السياسات الصناعية.
- 5- مواءمة سياسات العمل والتعليم والتحوّل العادل في مجال الطاقة.
- 6- تكثيف التعاون الدولي خلال الفترة المقبلة، والاعتراف بالطاقة المتجدّدة جزءًا أساسيًا من الحلّ.
تراجع كبير للوقود الأحفوري
سجّل استهلاك الوقود الحيوي أكبر قدر من التراجع نتيجة تداعيات كورونا، هذا العام، وذلك من بين كلّ مصادر الطاقة المتجدّدة.
وتراجع الطلب على الوقود الحيوي، في 2020، للمرّة الأولى منذ عقدين، تحت وطأة انتشار (كوفيد- 19)، والهبوط الحادّ في أسعار النفط في الأشهر الأخيرة، ما يشكّل صدمة تثير مخاوف على القطاع برمّته.
يقول مدير الدراسات في مكتب “كسيرفي”، أوليفييه لوميل، في تصريحات سابقة: إن "انهيار أسعار النفط كان له تأثير سلبي جدًّا على الوقود الحيوي، إذ خسر قدرته التنافسية في مواجهة الأسعار الحالية للذهب الأسود".
ومن المتوقّع أن يشهد إنتاج الوقود الحيوي المعدّ لقطاع النقل العام 2020 تراجعًا بنسبة 11.6% عن مستوى إنتاج 2019، وفق التقرير السنوي لوكالة الطاقة الدولية، الصادر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك للمرّة الأولى منذ 20 عامًا.